أكدت الأمين العام للمنظمة البحرينية للتأهيل ومناهضة العنف (برافو) ندى ضيف أن تحول مجمع السلمانية الطبي إلى جهة أمنية أدى إلى خشية المصابين إلى التوجه للسلمانية وذلك خوفاً من الاعتقال.

وأوضحت ضيف خلال حديث لـ «الوسط» أن عدة تقارير بما فيها تقرير أطباء لحقوق الإنسان أكدت نتيجة شهادات عيان لأعضاء المنظمة أن المستشفيات الحكومية قد تحولت لجهات أمنية وأصبح المصابون يخشون تعرضهم إلى الاعتقال من المستشفى، مشيرة إلى أن الكثير من الحالات لمصابين لم يتلقوا فيها الرعاية الصحية، وتم التحقيق معهم.

ولفتت ضيف إلى أن هناك إصابات ليست لها علاقة بالأحداث وكان قد تعرض أصحابها إلى الاستجواب وللمضايقات وبعضهم تم توجيه تهم لهم.

وفي سياق متصل أكدت ضيف أن عدد شكاوى إصابات العيون بلغت 85، بعد أن كانت 80، مشيرة إلى أنه يتم تسجيل حالة كل شهر تقريباً.

وأوضحت أن المنظمة ابتعثت عدداً من المرضى مسبقاً، إلا أن هناك ما يقارب 8 مرضى في انتظار العلاج، إذ إن هؤلاء ينتظرون سلسلة من العمليات، مبينة أن المنظمة تفضل أن يكون العلاج في البحرين فهو يكون ذا أريحية للمريض، إضافة إلى أن المصاريف تكون أقل، إلا أنه في حال كان هناك تلف شديد في العين ولم يتمكن الأطباء في البحرين من علاجه يتم ابتعاث المريض إلى الخارج.

ولفتت إلى أن المصابين الذين ينتظرون حالياً سيتم عرضهم على أطباء في البحرين، لمعرفة ما إذا كان العلاج في البحرين أو في الخارج، وخصوصاً أن إصابات العين التي يتعرض لها الشباب تعتبر حديثة على الطب في البحرين، ولا يستطيع الأطباء التعامل معها أو تقديم العلاج للمصابين.

وأشارت ضيف إلى آخر مصاب أنهى عمليته في البحرين وقد تلقى العلاج في احد المستشفيات الخاصة مؤخراً، وقد أظهرت النتائج أن المصاب حالته مستقرة يومياً.

أما فيما يتعلق بالمصاب المفرج عنه أحمد عون والذي تم إرساله إلى الخارج من أجل الحصول على علاج وذلك بعد أن تم القبض عليه من احد المستشفيات الخاصة عندما كان يتلقى العلاج نتيجة لإصابته بطلقات الرصاص خلال احتجاجات في شهر مايو/ أيار 2012، فذكرت ضيف أن عون البالغ من العمر 17 عاماً ابتعث للخارج، إلا أن النتائج لم تكن إيجابية، إذ إنه أصيب بتلف شديد في العين، وقد تمت إحالته لأخصائي آخر في الخارج.

وكان عون قد تم إطلاق النار عليه أثناء مناوشات أمنية، وذلك خلال احتجاجات مطالبة بالحقوق، وقد توجه عون إلى احد المستشفيات الخاصة للحصول على الرعاية الطبية، ليتم اعتقاله من قِبِل رجال شرطة مدنيين من هناك قبل إجراء العملية الجراحية له لإخراج الشظايا من عينه، ويتم اعتقاله دون الحصول على علاج.

أما حالة أول مصاب تم إجراء عملية جراحية له والذي أصيب في العين جراء الأحداث التي شهدتها البحرين العام الماضي (2011)، وهو المصاب محمد الجزيري البالغ من العمر 16 عاماً، فأكدت ضيف أنه تم إجراء عملية جراحية ناجحة له خارج البحرين، إذ إن الجزيري كان قد أصيب بطلقة بعبوة غاز مسيل للدموع في عينه اليسرى، إلى جانب تشوه الجفن، بالإضافة إلى حدوث تلفيات كبيرة في الجمجمة، ونتيجة تعرضه للطلقة بشكل مباشر، مبينة أنه تم تركيب عين اصطناعية للجزيري وتم الحرص على أن يكون مظهر هذه العين طبيعيّاً على ألا تؤثر على شكل الإنسان كما تم ربط العين الاصطناعية بعضلات العين بحيث تتحرك حركة طبيعية، مشيرة إلى أنه لا يمكن تمييز العين الاصطناعية عن العين الطبيعية.

ولفتت إلى أن الجزيري تعرض إلى طلق مباشر في العين بعبوة غاز مسيل للدموع، ما أدى إلى تهشم منطقة العين فهو الآن يحتاج إلى عملية أخرى نتيجة لإصابته بتشوهات شديدة في تلك المنطقة، مبينة أن هذه العملية تعتبر عملية تجميلية وسيتم إجراؤها بعد عام أو عام ونصف من العملية الأولى، وذلك بناء على طلب الطبيب المعالج، إذ إن هناك حرصاً على أن تلتئم المنطقة المشوهة أولاً حتى يتم إجراء العملية التجميلية.

وفي سياق متصل، أكدت ضيف أن المنظمة وصلها عدد كبير من الحالات التي شكا فيها أصحابها من فقدان البصر نتيجة للاحتجاجات التي شهدتها البحرين، وذلك إما بسبب الطلق المباشر، أو استهداف العين بشكل مباشر، مؤكدة أنه لا توجد إحصاءات دقيقة عن عدد المصابين في العين وذلك بسبب التشديد الأمني، إلا أن العدد التقريبي بلغ 85 حالة تقريباً، بعد أن كان 80 حالة مؤخراً، منوهة إلى أن عدد الحالات التي يتم الآن تسجيلها تصل إلى حالة شهرياً، بعد أن كان عدد الحالات في بداية الأزمة أكثر بكثير.

وقد بينت ضيف مسبقاً أن غالبية المصابين هم فئة الشباب، إذ إن هناك إصابات لشباب في العشرين من أعمارهم كما أن 40 في المئة من الحالات هم أطفال، أعمارهم أقل من 18 سنة، كما أن هناك حالة لطفل يبلغ من العمر 4 أعوام وهو أحمد النهام.