أبدى مواطنون من منطقتي الدير وسماهيج بالدائرة السادسة في المحرق امتعاضهم من قرار المجلس البلدي الذي قضى بالموافقة على مقترح يتضمن نقل حظائر المواشي من منطقة عراد إلى أرض بصورة مؤقتة بمنطقة سماهيج.

وذكر الأهالي ضمن عريضة وخطاب سلموه عضو الدائرة السادسة المسقطة عضويته محمد عباس، أنهم «يخشون تعرض المنطقة لمشكلات صحية وبيئية جراء نقل حظائر المواشي إليها، واستفحال المشكلات نفسها التي تعاني منها كل المناطق التي توجد فيها مثل هذه الحظائر والاسطبلات ومرابي الدواجن».

وكان مجلس بلدي المحرق قد قرر في الجلسة الاعتيادية السابعة من دور الانعقاد الثالث للمجلس يوم الأربعاء (16 يناير/ كانون الثاني 2013) «تخصيص أرض بصفة مؤقتة بسماهيج لصالح حظائر المواشي الواقعة في نطاق محافظة المحرق فقط».

وفي هذا قال عضو الدائرة السادسة المُقال محمد عباس إن «مجلس المحرق البلدي يمعن في اضطهاده واستهدافه لأهالي الدائرة السادسة بصورة واضحة على جميع الأصعدة، وبدأ ذلك من خلال إسقاط عضوية ممثل الدائرة المنتخب تلبية لرغبة وإيعاز الحكومة كما أوضح بجلاء أحد أعضاء المجلس في إحدى جلساته وتناولته الصحافة، وكان هذا الأمر معروفا للجميع أصلاً».

وأضاف عباس أن «المجلس البلدي همش ولايزال سائرا على هذا النهج الدائرة السادسة ممثلة في الدير وسماهيج، بل ويستهدفها بشكل كبير وممنهج. فعلى سبيل المثال أنه قد أعطى للمجلس مؤخراً ما مجموعه 45 بيتا حرجا لبنائها في مختلف دوائر المحرق، وبما أن الدائرة السادسة تحتوي على أكبر عدد من طلبات البيوت الآيلة للسقوط، والمتهالكة والحرجة, فقد أعطيت فقط 5 بيوت، وقد ناقشت هذا الأمر في أحد اتصالاتي مع رئيس المجلس عبدالناصر المحميد وطلبت منه تحمل مسئوليته الوطنية والتاريخية والعيش المشترك ومراعاة الضمير والعدالة الاجتماعية. وهذا يعني استهدافا حقيقيا وظلما لهذه الدائرة».

وزاد العضو البلدي على قوله: «لا يجب حل مشكلة وخلق أخرى في منطقتنا، ولا توجد منطقة في قرية سماهيج أو الدير بعيدة ولو بشكل بسيط عن سكن الأهالي تكون صالحة لإقامة حظائر مواشي فيها، ولقد تلقيت اتصالات كثيرة عن هذا الموضوع، والناس كما أوضحوا أبدوا تمسكهم بمن انتخبوه ممثلاً عنهم، وهم يعربون عن استيائهم ورفضهم التام لمثل هذه الاقتراحات».

ونقل عباس رفض الأهالي نقل الحظائر لمنطقة سماهيج، وبيّن أن «السكان جميعهم من رجال ونساء يرفضون رفضاً تاماً نقل الحظائر من عراد إلى الدائرة السادسة عموما وليس سماهيج فقط، ولن يسمحوا بإقامتها بشتى الطرق»، مشيراً إلى أن «الموضوع برمته طائفي ويستهدف فئة معينة، فهناك مناطق شاسعة في مناطق أخرى من المحرق لم يتم اختيارها، ورغم ذلك أرى أن الأمور يجب أن تحل من جوهرها من خلال استحداث مواقع بعيدة كل البعد عن المناطق السكنية كمبدأ، وليس من خلال استحداث حلول ترقيعية أو مؤقتة كما جاء في قرار المجلس البلدي».

وأفاد العضو البلدي أن «أسهل شيء لمن لا يريد أن يتعب نفسه تكراراً هو إيجاد حلول للمشكلات من جذورها، والحظائر يجب أن تحال لمناطق أخرى، فقرار المجلس يعتبر إخفاقا بل انتكاسة وظلما لأهالي الدائرة السادسة»، منوهاً إلى أن «القرارات الفوقية التي يتخذها مجلس المحرق البلدي في ظل غياب ممثل الدائرة المعنية، يعد ضربا لهذا المجتمع ويزيد من وطأة وسخط الأهالي المهمشين في مختلف الخدمات بهذه الدائرة».

وختم عباس بأن «الاستنكار لمثل هذا العمل ورد من مختلف مناطق المحرق، بل حتى من خارجها، لأنه أمر يفهمه الجميع أنه استهداف حقيقي للأهالي. وكما أسلفت أن جميع أهالي المنطقة مستاءون من هذه المقترحات الهادمة والطائفية والمعمقة لجروح الوطن».

هذا واعتمد المجلس البلدي قراره بناءً على توصية صدرت من لجنة الخدمات والمرافق العامة سبق أن وردت للمجلس من مدير عام البلدية صالح الفضالة. حيث تضمن المقترح «استملاك أرض بصفة مؤقتة مخصصة لحظائر المواشي على أن تكون هذه الأرض بعيدة عن المناطق السكنية بالمنطقة، وذلك إلى حين أن يتم نقل الحظائر والمواشي إلى الأرض المخصصة لهذا الغرض بصفة دائمة، كما يمكن الاستفادة من هذا المقترح في نقل الحظائر بمنطقة عراد والتي من المزمع أن يتم عمل المرحلة الثانية من مشروع عراد الإسكاني في موقعها».

وتضمن خطاب المدير العام للمجلس البلدي الذي استعرض في الجلسة الاعتيادية، أنه «توجد 3 أراض مقترحة حالياً من أجل تخصيصها مؤقتاً لصالح حظائر المواشي في سماهيج، الأولى عبارة عن أرض كبيرة تعتبر صالحة لنقل حظائر المواشي الموجودة حالياً في منطقة عراد إليها، وأرضين مجاورتين يمكن تخصيصهما إلى مساحة كافية للحظائر المشار إليها».

وطلب مدير عام البلدية من المجلس البلدي «رفع توصية عاجلة لوزير شئون البلديات لاعتماد تخصيص الأرض بصفة مؤقتة في حال موافقة المجلس البلدي»، وذيل مقترحه بسبب واحد وهو «حتى تتمكن وزارة الإسكان من الانتهاء من المرحلة الثانية لمشروع إسكان عراد المزمع إنشاؤه حالياً».