العدد 3799 - الأربعاء 30 يناير 2013م الموافق 18 ربيع الاول 1434هـ

كتاب في تاكسي

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

بدأت الفكرة عندما كان الشاعر الفلسطيني الشاب «وئام القريوتي» في إحدى سيارات الأجرة متنقلاً من رام الله إلى الخليل، وقد أخرج كتاباً من حقيبته ليقرأه قبل أن يسأله من كان جالساً بقربه إن كان يملك كتاباً آخر يمكنه استعارته وقراءته.

الفكرة التي خطرت في بال «القريوتي» عرضها على جماعة «بسطة إبداع» وهي جماعة شبابية تعنى بالإبداع، وملخص الفكرة هو أن يتم تجميع الكتب لتوزيعها على سيارات الأجرة بواقع خمسة كتب لكل تاكسي على أن تكون كتباً متنوعة تضم الأدبي والديني والتاريخي، وتوضع في كيس قماشي في مكان ملفت بداخل السيارة كي تشجع الركاب على القراءة.

وبالفعل قامت المجموعة بإعلان حملة لجمع الكتب للاستفادة منها في مبادرتهم التي أطلقوا عليها اسم: «كتاب في تاكسي»، وقد حصلوا على الكثير من المتبرعين من بينهم وزارة الثقافة الفلسطينية وجامعات ومؤسسات أهلية وكتّاب وقرّاء عاديين، وانتهت الحملة بنجاح ليبدأ الشباب في الأيام القليلة المقبلة عملية توزيع الكتب على سيارات الأجرة التي ستسلك الخطوط الطويلة أولاً، كتلك التي تنتقل بين رام الله والخليل، ورام الله ونابلس، ورام الله وجنين.

الهدف من هذه الحملة كما يصفه القائمون عليها هو غرس حب القراءة والاطلاع عند الشعب الفلسطيني وتعزيز روح الوطنية والاهتمام بالقضية الفلسطينية والتعريف بها أكثر؛ إذ اهتمت الحملة بجمع الكتب التاريخية والتي تبيّن النضال الفلسطيني وتلك التي تهتم بقضية الأرض والاحتلال، إلى جانب الكتب الأخرى المنوّعة في المجالات الثقافية وكتب الأطفال، وخصوصاً ان الوقت المهدور في التنقل بين المدن في الضفة الغربية طويلٌ جداً بسبب وعورة الطرق والحواجز الإسرائيلية ونقاط التفتيش التي وضعها العدو بين المناطق.

ولم يهتم القائمون عليها بموضوع احتمال سرقة الكتب؛ إذ أجاب «القريوتي» حين سئل عن إمكانية السرقة بأن السرقة تعني زيادة عدد القراء قارئاً جديداً!

فكرةٌ كهذه كفيلة بأن تعيد للناس اختبار ملمس الورق مجدداً بعد أن اعتادوا هدر الوقت الضائع في التنقل بالدردشة أو النوم أو استخدام الوسائل الإلكترونية التي غزتنا بشكل كبير وسرقت الكثير من أوقاتنا، وهي فكرةٌ جديرةٌ بالتكرار في كل البلدان العربية لتكون دافعاً للقراءة ولو في أوقات التنقل بين المناطق فقط.

أجمل ما في هذه الفكرة أنها ظهرت ونُفِّذَت وستكتمل بجهود فردية لشباب أحب القراءة وأراد استعادة الاهتمام بها ومزاولتها لدى جيلٍ ابتعد كثيراً عن عالم الكتب وفضّل وسائل الترفيه المتعددة والحصول على المعلومة باستخدام الوسائل السهلة التي قد توفرها له مغلوطة وبأطر غير علمية، شبابٌ أحب وطنه وأراد التعريف به وبقضيته التي مازالت قيد النسيان في كثير من الأحيان باستخدام وسيلة قراءة الكتب التراثية والتاريخية والسياسية التي ما برحت تكتب في النضال الفلسطيني والحق الفلسطيني. فهل تتكرر هذه التجربة؟

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3799 - الأربعاء 30 يناير 2013م الموافق 18 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 7:06 م

      أعجبتني الفكرة جدا

      اوافق على تعقيب الزائر الاول. لكن يمكن وضع الكتب في المستشفيات مثلا في غرف الأنتظار أو بجميع وزاراة الدولة .

    • زائر 1 | 8:59 م

      واحد

      قكرة جميلة ، هناك
      أما هنا فالراكب الوحيد في التاكسي هو السائق
      فضلاً عن أن الكثير الآن يحملون مكتبة وربما مكتبات في جيبهم

اقرأ ايضاً