شهدت القاهرة مشاورات سياسية مكثفة للخروج من الأزمة السياسية المصحوبة بمواجهات دامية تعصف بالبلاد منذ عدة أيام، فيما دعا اثنان من قيادات جبهة الإنقاذ الوطني إلى تسوية سياسية تكفل وقف العنف الذي أوقع أمس الأربعاء (30 يناير/ كانون الثاني 2013) قتيلين جديدين في القاهرة.
وعقد قادة جبهة الإنقاذ الوطني (ائتلاف المعارضة الرئيسي) اجتماعاً مع قيادات حزب النور، أكبر الأحزاب السلفية، لبحث مبادرة طرحها الأخير مساء أمس الأول (الثلثاء) لتسوية الأزمة، ولاقت ترحيباً من عدد من مسئولي جبهة الإنقاذ.
وقال رئيس حزب الوفد (عضو جبهة الإنقاذ) السيد بدوي في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس حزب النور يونس مخيون بعد الاجتماع: إن «هناك أرضية مشتركة» بشأن النقاط التي تمت مناقشتها؛ وهي «تشكيل حكومة وحدة وطنية» و»تشكيل لجنة لتعديل الدستور»، و «تعيين نائب عام جديد» وتشكيل «لجنة تحقيق قضائية» في الأحداث الأخيرة.
وأضاف «اتفق الجميع على أن فصيلاً واحداً لا يستطيع أن يقود البلاد منفرداً وأن ما تمر به البلاد يحتاج إلى تضافر جميع القوى على الساحة السياسية»، وعلى «الإدانة بكل قوة؛ أي شكل من أشكال العنف أو الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة مع التأكيد على حق الاحتجاج والتظاهر السلمي».
وقبيل بدء هذا الاجتماع دعا قياديا جبهة الإنقاذ محمد البرادعي وعمرو موسى إلى حوار وطني. وكتب البرادعي في تغريدة على موقع «تويتر»: «نحتاج فوراً إلى اجتماع بين الرئيس ووزيري الدفاع والداخلية والحزب الحاكم والتيار السلفي وجبهة الإنقاذ لاتخاذ خطوات عاجلة لوقف العنف وبدء حوار جاد».
وأكد عمرو موسى في بيان أن «الموقف الخطير الحالي يتطلب قبول الدعوة التي وجهها مجلس الدفاع الوطني بالأهداف التي حددها وفي إطار النقاط الأساسية التي اقترحتها جبهة الإنقاذ الوطني بشأن التعامل مع الموقف الحالي في البلاد».
وتأتي هذه التطورات السياسية غداة تحذير قوي اللهجة من الجيش لـ «كل القوى السياسية» من أن تناحرها يهدد أمن البلاد. وحذر وزير الدفاع القائد العام للجيش الفريق أول عبدالفتاح السيسي أمس الأول من «انهيار الدولة» إذا ما استمر الوضع الحالي في البلاد، وطالب «كل القوى السياسية» بتنحية نزاعها وخلافاتها جانباً من أجل إيجاد حل «للتحديات والإشكاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تواجهها مصر حاليّاً». وتتواصل الصدامات بين الشرطة والمتظاهرين خصوصا ليلاً في القاهرة وعدة محافظات مصرية منذ الجمعة الماضي. وأكدت وزارة الصحة بعد ظهر أمس مقتل شخصين في القاهرة.
وأفاد مصدر في جهاز الإسعاف أن شخصين قتلا في اشتباكات بين متظاهرين والشرطة على كورنيش النيل بالقرب من ميدان التحرير على إثر إصابتهما بطلقات خرطوش (من بنادق صيد).
وأكد المصدر أن شخصاً أصيب فجراً وتوفي متأثراً بجراحه بعد نقله إلى المستشفى، أما الآخر فأصيب بجرح قاتل أثناء الصدامات، بحسب المصدر نفسه (جهاز الإسعاف).
وفي برلين التقى الرئيس المصري محمد مرسي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي طالبته بإبقاء «الحوار مع كل القوى السياسية» و»احترام حقوق الإنسان وضمان الحريات الدينية». وقرر مرسي اختصار زيارته التي كان متوقعاً أن تدوم حتى الخميس إلى بضع ساعات في حين أرجئت زيارة كان يفترض أن يقوم بها إلى باريس.
العدد 3799 - الأربعاء 30 يناير 2013م الموافق 18 ربيع الاول 1434هـ
أبو الزيارات
منذ تولى مرسي منصبه وهو لا يكف عن السفريات والزيارات الخارجية رغم فشله داخليا في تحقيق أهداف الثورة وتثبيت أركان النظام ويبدوا كما لو كان يهرب من الضغوط عليه ...حكومة انقاز وطني تتشكل من كل القوى الوطنية وتبعد عن المحاصصة هي الحل الأمثل