أعاد التوجيه الأخير بالإسراع بإنشاء استاد رياضي جديد والنظر في الموازنة المخصصة للأندية الوطنية، الحديث السابق عن أهمية ضخ الأموال في طريق تطوير الرياضة البحرينية، وأن دعم الموازنة للأنشطة الرياضية ضروري وموقف وجودي وحيوي للأندية يمد ويطور الرياضي البحريني إلى الرقي وتحقيق النتائج الممتازة ويرفع اسم المملكة في المحافل الدولية، فضخ المال للشباب الرياضي وخصوصا للأندية الوطنية بعملية منضبطة ومدروسة سواء كان ذلك للألعاب الفردية أو الجماعية يعني أننا نقيم قاعدة كبيرة وصلبة للرياضة البحرينية.
المطالبات بذلك لم تكن وليدة اللحظة وإنما بحت الأصوات المطالبة بتطوير وزيادة موازنات الأندية الوطنية التي تعد هي الأساس في تطوير العملية الرياضية بالمملكة، فمعظم الأندية كثيرة المشاركات في مختلف الألعاب وعلى مستوى جميع الفئات وبما أن أنديتنا هي من تحافظ على شبابنا لينخرطوا في ممارسة هواياتهم داخل هذه الأندية فلماذا نبخل على شبابنا برصد الموازنات المناسبة للأندية حتى تقوم بواجبها على أحسن وجه، فالأندية بوضعها الحالي وبسبب ضعف البنية التحتية في كثير منها بحاجة إلى دخول غرفة الإنعاش لعلها توقظه من غيبوبته الجبرية التي فرضها ضعف الإمكانات المادية وكانت السبب الرئيسي وراء هروب الكثير من الكوادر الإدارية والفنية وحتى اللاعبين. لذلك نقول إنه لابد من الاهتمام أولا وثانيا وثالثا بالأندية من خلال زيادة موازناتها السنوية التي تجعلها قادرة على تنفيذ برامجها والتعاقد مع المدربين الأكفاء وبناء البنية التحتية من ملاعب مزروعة وصالات رياضية متعددة الأغراض وتقديم الحوافز والمكافآت المالية للاعبين والفرق الفائزة بالبطولات ودعم مشاركتها في البطولات الخارجية وإقامة المعسكرات التدريبية، حتى قبل النظر في بناء الاستاد الجديد الذي يراد التقدم من خلاله لاستضافة كأس آسيا 2019.
أحد وكلاء اللاعبين المحترفين أبدى قلقه من تواضع الموازنة العامة للأندية والضائقة المالية السنوية التي تمر بها، والذي يحد من جلب الأسماء الكبيرة والتي تساهم في تطوير اللعبة في البحرين، مؤكدا أن هذه المشكلة تجبر الأندية على التوقيع مع اللاعبين أنفسهم الذين تواجدوا في البحرين أو منطقة الخليج بما يسمى بنظام التدوير، وبالعودة إلى الدراسة التي قدمها الفيفا في زيارته التفقدية للبحرين العام 2009، أشارت لضرورة زيادة موازنة الأندية إلى (1.840.000) دينار بحريني، من أجل تطوير كرة القدم.
بالتالي فإن النظر في موازنة الأندية هو عين الصواب الذي يجب أن لا يطول كما هي المرات السابقة التي يتم التفكير بذلك، فدراسة الفيفا كانت في العام 2009، ونحن الآن في 2013، أي مرت 5 سنوات ولم يحصل شيء من زيادة لموازنات الأندية، والحديث هنا ليس فقط لكرة القدم وإنما نستدل بدراسة الفيفا لضرورة النظر في موازنة الألعاب بأكملها.
باعتقادي أن البدء في تطوير موازنة الأندية أهم بكثير من التقدم لطلب استضافة البطولة الآسيوية التي لا ينكر أحد أنها ستكون ذات فائدة كبيرة وكبيرة على البحرين، إلا أن تطوير الأندية ستكون بشهادة الجميع أكبر فائدة في تطوير المنتخبات والرياضة في البحرين، وهذا ما تحتاجه المملكة للمنافسة على تحقيق البطولات.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3798 - الثلثاء 29 يناير 2013م الموافق 17 ربيع الاول 1434هـ