وزارة الصحة حملت على عاتقها شعار «معاً لحياة أفضل» وتفاخرت برؤيتها التي تتمثل بمشاركة الجميع من أجل رفع المستوى الصحي بجودة عالية تستجيب لحالة الفرد والمجتمع ككل، وهذه الرؤية تخالف ما نتعايش معه نحن مرضى السكلر من ألم واستخفاف بآلامنا واتهامنا بالإدمان والمتاجرة بالأدوية مما يخالف رؤية وزارة الصحة بشكل صارخ، ناهيك عن خوضها جدالات مع جمعيات مرتبطة بالصحة والتراشق والقذف ولو كأننا نخوض حرباً لا غالب فيها ما عدا المريض المغلوب فيها؛ وهنا نتساءل أليست وزارة الصحة مؤسسة تتسم بكل معاني الإنسانية حيث من الواجب عليها أن تسعى يداً بيد مع الجمعيات الصحية من أجل تحسين الخدمات المقدمة للمجتمع مما يصب في رفع وجودة الخدمات الصحية بدلاً من خوض جدالات عقيمة.
كما أن رسالتها تتضمن توفير الخدمات الوقائية والعلاجية والتأهيلية بتشجيع المسئولية الذاتية عن الصحة فكيف لها أن تؤدي تلك الرسالة بكل إنسانية ومهنية وهي تنفرد بقراراتها وتدعي أن هناك من يتدخل في سير عملها ما يخالف رؤيتها ورسالتها.
ناهيك عن الاستراتيجية التي وضعتها وهي المرجع في اتخاذ القرار لتوفير نظرة شمولية لتطوير الخدمات الصحية حيث بوبت استراتيجيتها بالمكاسب الصحية والتي من المفترض أن تقلل من أعباء الأمراض الرئيسية بالتركيز على الأولويات الصحية وخاصة الأمراض المسببة للوفيات بصورة رئيسية من خلال تطوير المعايير والبروتوكولات الطبية والعلاجية وتنفيذ البرامج الوقائية الشاملة حيث فشلت لحد هذه اللحظة من وضع خطة علاجية واضحة وبروتوكول طبي وعلاجي لمرضى السكلر حيث نرى تزايداً في عدد وفيات مرضى السكلر منذ العام 2006 إلى 2013 فأي معيار وأي بروتوكول صحي أدى لهذا التزايد في عدد ضحايا السكلر عاماً بعد عام.
بالإضافة للخدمات المقدمة في الرعاية الصحية الأولية حيث لا يوجد هناك بروتوكول علاجي محدد لمرضى السكلر فلكل مركز صحي استراتيجية وبروتوكول علاجي خاص به ولكل طبيب نظرة خاصة به ليتوه المرضى في سفينة من دون ربان.
ناهيك عن استراتيجية العمل المشترك وإشراك المجتمع فكيف تضع استراتيجية وهي غير مؤهلة لذلك لأنها تفتقر العمل المشترك والدكتاتورية في اتخاذ القرارات فأي عمل مشترك هذا وأي تشجيع للفرد وللمؤسسات الصحية ذات الصلة والمجتمع على تحمل المزيد من المسئوليات الصحية وإشراكهم في رسم النظام الصحي المستقبلي.
من السهل جداً رفع شعارات ووضع استراتيجيات ولكن ليس من الصعب أو المستحيل تحقيق تلك الرؤية والرسالة من أجل «معاً لحياة أفضل».
حميد المرهون
كواكب غيبها الزمن... من موظفي شركة نفط البحرين (بابكو)، يشرفني أن أطرح في هذا الموضوع نبذة بسيطة عن حياتهم على مر السنين التي مضت، كانوا كواكب بمعنى الكلمة وبحق لأنهم تفانوا في حياتهم، في عملهم... في كل شيء مر عليهم... بذلوا الغالي من وقتهم من أجل حياة كريمة سعيدة في البر والبحر وزهدهم في الحياة لا يرغبون في المال، لا يرغبون في الترقي، لا يرغبون في التعالي على غيرهم، فلذلك غيبهم الزمن.
لأنهم قاسوا ويلاته، حطموا كل عقبة أتتهم في وجههم... كسروها، وجعلوا حياتهم سعيدة مع عوائلهم المتواضعة في كل شيء، وفي كل صغيرة وكبيرة.
أول كواكبنا في هذا الموضوع المتواضع... رجل ذهب في ظلمات البحر، ذهب ليقتات من رزق الله ومن بحر الله الواسع، ولكن القدر كان له بالمرصاد، ففي يوم هادئ الموج بلا حراك لا هائج ليخاف المرء من هيجانه ولا خطورة في غزارة مائه... أخذ عدته من «خطرَّة» وهي العصاة الغليظة التي كلما دفعها في البحر دفعت «الهوري» - القارب - إلى الأمام... وأخذ «الميص» وهو عبارة عن وعاء مصنوع من مستلزمات النخيل، وقاد الهوري متجهاً ناحية الشمال (ناحية لحضور) ولا يدري أحد ماذا حدث بعد... وظلت زوجته تنتظره الساعة تلو الأخرى، حتى يئست من الانتظار وقاربت الساعة على النفاد من الوقت المنتظر لوصوله إلى البيت، ولكن فات الوقت ولم يظهر كوكبنا من ظلمات البحر الرهيبة... ساعتها استنفرت كل ما لديها من طاقة حتى تفرج عنه من هذه الظلمة الرهيبة، التي لا ترحم... وهو سلطان البحر... هو بحق سلطان لا يرحم كبيراً ولا صغيراً... حياً كان أم ميتاً... ولكن استنفارها واستغاثتها ذهبت أدراج الرياح... ومرت الساعات والأيام والأشهر والسنين... ولم يفرج عنه من ظلمات البحر، وإلى الآن... لا يعلم عنه إلا الله تعالى...
كان هذا في سنة 1971... وبعدها يئست زوجته وأطفاله وعائلته وسلموا أمرهم إلى الله جل جلاله... وجاءتهم أخبار متضاربة... قالوا فيها إنه ذهب إلى الهند وشيراز والكويت وقطر والسعودية... ولكن هذه كلها أخبار لا أساس لها من الصحة...
وذهب كوكبنا... وإلى الآن لم يعرف له مكان... هل هو في البحر أم في البر في الأرض أم في السماء... ذلك هو إبراهيم عبدالله الصقر... رحمهم الله عليه.
هذه قصة واحد من كواكبنا الذين غيبهم التاريخ في ظلمات البحر الرهيبة... رحمه الله وأسكنه فسيح جناته يا رب.
* من هو كوكبنا هذا:
هو الحاج إبراهيم عبدالله الصقر، من مواليد قرية الدير. كان يعمل في شركة نفط البحرين (بابكو) بالإضافة إلى البحر في وقت الفراغ، وكان عمره آنذاك نحو 60 عاماً، وله من الأبناء ولد وخمس بنات.
نتمنى أن نكون قد وفقنا في هذا الطرح... وترقبوا كوكباً آخر من كواكب غيبها الزمن.
موسى علي طاهر
دائرة خفض الكبريت من الوقود
(1)
اِلْحُبْ لُوْ كانْ بَحَرْ حُبِّي لَهَا بَحْرِيْــنْ
وُاْلْعُمُرْ لُوْ يِنْهِدِي يِفْداكْ يا بحريـن
يَلْلِي وِدادِكْ سِكَنْ وُسْطْ اِلْحَشَى وِاْلْرُوْحْ
إِنْتِ دُوَى مُهْجِتِي وِأْنْتِ كِحِلْ لِلْعِيْـنْ
(2)
طارِيْكْ فِي غُرْبِتِي شِرْبِي وُكِـلْ زادِي
نَسّانِي كِلْ اِلْعَنا بَـرَّدْ عَلَى اْفْــادِي
لِي حانْ وَقْتْ اِلْسُفَرْ راجِعْ لَكْ اِبْلادِي
سالَتْ دِمُوْعْ اِلْفَرَحْ وِاْبْتَلُّوْا اِلْخَدِّيْـنْ
(3)
بَلْسَمْ وِمِلْحْ اِلْخَلِيْجْ اِتْرابِكْ اِلْطَيِّــبْ
هَواكْ نَفْحَةْ أَرِيْجْ وُشَعْبِــكْ إِحْبَيِّـبْ
لُوْ دِرْتْ كِلْ اِلْدُوَلْ مِثْلَكْ أَبَدْ ما شِفْتْ
سِبْحانْ مِنْ صَوِّرَكْ وُسْطْ اِلْبَحَرْ بَحْرِيْنْ
(4)
لِي اْلْشَرَفْ يا وَطَــنْ آقَبِّـلْ إِتْرابِكْ
آسْجِدْ لِواحِدْ أَحَـــدْ وَعانِقْ أَحْبابِكْ
مِنْ لِي غِيْرَكْ يا حَبِيْبْ آتْوَسَّـدْ اِيْديْنِـهْ
لِي قِلْتْ آهْ يا وَطَــنْ تَنْزِلْ دُمُوْعْ عِيْنِهْ
(5)
يا بَخَتْ مِنْهُوْ رِجَعْ وِاْرْتاحْ فِي دارَهْ
وِاْسْتَقْبِلَهْ ها اْلْوَطَنْ وُزادْ مِقْــدارَهْ
مَحَّدْ يِحِسْ بِالْوَطَـنْ كِثْرَكْ يا لِمْسافِرْ
في اْلْغُرْبَهْ قَلْبُكْ يِحِنْ وُتَكْسِرْ اِلْخاطِرْ
(6 )
يا كَلْمِهْ تَرْقُصْ بِاْلْلَحَنْ وُيا فَنْ ما فُوْقَهْ فَــنْ
يا دِيْرِتِي يا غِنْوِتِـي مَعْشُوْقْ قَلْبِي يا وَطَـنْ
وَلْهانْ واْنِهْ بِيْنْ إِيْدِيْكْ مِشْتاقْ وآتْلَهَفْ عَلِيْـكْ
عِشّاقْ هَاْ الْدِنْيِهْ تَبِيْكْ رُوْحِي وُعُمْرِي يا وَطَنْ
عِزِّى وُكَرامَةْ كِلْ هَلِي حِصْنِي إِذا غارُوْا عَلَـي
يَحْمِيْكْ رَبِّي اِلْعَلِــي وِيْصُوْنْ أَرْضِكْ يا وَطَـنْ
يا أَحْلَى إِسْمٍ في اِلْوُجُوْدْ دُرَّهْ وُرُوْحِي لَـجْ حُدُوْدْ
بَحْرِيْنْ يا أَرْضْ اِلْخُلُـوْد يا رُوْحْ رُوْحِي يـا وَطَنْ
(7)
بُكْرَهْ أَفْضَلْ بُكْرَهْ أَجْمَـلْ بُكْرَهْ أَعْراسْ اِلْوَطَنْ
بُكْــرَهْ تَفْعِيْــلْ الإرادة بُكْـرَهْ نِتْحَدَى اِلْمِحَنْ
لا نَجــاحْ وَلا تَطَــوُّرْ إِلا بِاصْـلاحْ اِلادارَهْ
لا جَرِيْمِـهْ لا فِضِيْحِــهْ لا نَهَبْ وَلا خَسارَهْ
(8)
اِلْثَراءْ، مَشْرُوْعْ وُ مَطْلَبْ لا أْنْحِرافْ وُلا فَسادْ
نَرْفُضْ أَشْكالْ اِلْتَسَتُّــرْ وِاْلْتَجاوُزْ وِاْلْعِنــادْ
بِالْمُـرُوَّهْ وِاْلْشِجاعَــهْ إِنْتِصَـدى لِلْفِتَــنْ
تَفْعِيْلْ اِلْمِيْثاقْ واجِــبْ هـذا مَشْرُوْعْ اِلْوَطَنْ
( 9 )
وَلْهانْ واْنِهْ بِيْنْ إِيْدِيْكْ مِشْتاقْ وآتْلَهَفْ عَلِيْـكْ
عِشّاقْ هَاْ الْدِنْيِهْ تَبِيْكْ رُوْحِي وُعُمْرِي يا وَطَنْ
عِزِّى وُكَرامَةْ كِلْ هَلِي حِصْنِي إِذا غارُوْا عَلَـي
يَحْمِيْكْ رَبِّي اِلْعَلِــي وِيْصُوْنْ أَرْضِكْ يا وَطَـنْ
يا أَحْلَى إِسْمٍ في اِلْوُجُوْدْ دُرَّهْ وُرُوْحِي لَـجْ حُدُوْدْ
بَحْرِيْنْ يا أَرْضْ اِلْخُلُـوْدْ يا رُوْحْ رُوْحِي يـا وَطَنْ
(10)
إِنْـتِ لَنـا بَحْرِيْـنْ عِـزْ وُكَرامَــهْ
أُمْ اِلحَلَـى وِالزيْـنْ وُأَرْضْ اِلشَهامَـهْ
يـا جَنَّـةْ اِلأوطـانْ وُأَرْضْ اِلمُــوَدِّهْ
يـا نَغْمَـةْ اِلألحـانْ كِلَّـــكْ مَحَبِّـهْ
(11)
عِشْتِي يا أَرْضْ اِلخِيْر وُأَرْضْ اِلحَضارَهْ
يا أَحْلَى دانَةْ هِيْــرْ زِيْنْةْ اِلعَــذارَهْ
دُمْتِي لِنـا سالْمِـه يا دَوْلِهْ حُــرَّهْ
يا دِيْرَةْ اِلبَحْرِيْــنْ يا اَغْلَــى دُرَّهْ
خليفة العيسى
العدد 3798 - الثلثاء 29 يناير 2013م الموافق 17 ربيع الاول 1434هـ
أقترح
الكلمات رائعة ونابعة من القلب وبما أنها سبق وأن لحنت ولم يكن التلحين ناجحا فإنني أقترح أن يعاد تلحينها بدون موسيقى وتؤدى بصوت الحنجرة الذهبية الرادود حسين الأكرف.