تمر الشقيقة الكبرى مصر بأحداث جسام على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الرياضية في ظل مذبحة بورسعيد العام الماضي وما تبعها من محاكمات وأحداث أنتجت هذا الأسبوع مقتل أكثر من 30 شخصا في بورسعيد منهم حارس مرمى النادي المصري البورسعيدي ولاعب نادي آخر في المنطقة نفسها في مأساة رياضية جديدة.

فالرياضة عادة ما تكون موقعا للتجمع والالتقاء والسعادة أكثر منها مدعاة للمأساة كما يحصل حاليا في مصر التي تعجز عن إعادة عجلة الأنشطة الرياضية بعد سنتين من الثورة.

مصر التي كانت رائدة رياضيا على المستوى العربي والإفريقي تغيب في النسخة الحالية عن بطولة أمم إفريقيا بعد أن توجت بها 4 مرات، كما أن الدوري متوقف منذ المذبحة الشهيرة التي قتل فيها أكثر من 50 من مشجعي النادي الأهلي.

هذا البلد العربي الذي استضاف بطولة كأس العالم للشباب لكرة القدم ونافس على استضافة كأس العالم للرجال كما استضاف بطولات العالم في كرة اليد والكثير من الألعاب الأخرى، وكان محط الرياضات العربية تحول سريعا إلى بلد منكوب رياضيا لا تكاد تسمع خبرا رياضيا عنه سوى القتل والمحاكمات وتوقف المسابقات.

جمعني خلال بطولة خليجي21 الأخيرة في مملكة البحرين لقاء مطولا مع مدرب منتخب مصر السابق محسن صالح الذي توج مع المنتخب ببطولة أمم إفريقيا سابقا وتطرقت معه إلى حال كرة القدم المصرية، فكان رده متشائما جدا، مبينا أن الرياضة المصرية تعيش أسوأ أحوالها منذ تأسيس الدولة المصرية.

مؤكدا أن المشكلة في مصر ليست مقتصرة على القطاع الرياضي وإنما هي مشكلة مركبة تطال كل القطاعات التي تؤثر على بعضها البعض.

البطولة العربية للمنتخبات لكرة السلة كان مقررا أن تقام في شهر يناير/ كانون الثاني الجاري في مدينة الإسكندرية المصرية ولكنها تأجلت ثم ألغيت نتيجة لظروف البلاد.

ما نتمناه من القلب للشقيقة مصر التي هي القلب النابض للأمة العربية أن تستعيد عافيتها الرياضية وتعود مجددا إلى موقعها الصحيح في طليعة الرياضة العربية، وتستعيد الكرة المصرية موقعها إفريقيا لأن البطولة الإفريقية من دون مصر كالطعام من دون ملح.