هل كان من المتوقع أن تتخذ السلطة خطوة ارتدادية بعد أن أعلنت دعوتها البدء في حوار وطني للخروج من الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد أم كان ذلك تحصيل حاصل، بعد أن تم تفويت العديد من الفرص المتاحة لمصالحة وطنية حقيقية تبنى من جديد على أساس من الثقة المتبادلة بين جميع الأطراف الحقيقية منها والتي تم استحداثها لأغراض معينة.
بداية، يجب التأكيد أن هذه الدعوة للحوار تؤكد أن ما تم الترويج له من نتائج الحوار الوطني السابق والذي تم الترتيب لمخرجاته بشكل مسبق من خلال تركيبته المنتقاة بعناية فائقة لم يكن إلا فقاعة هواء لم يستمر تأثيرها لأكثر من عام واحد، كما أن هذا الحوار يلغي جميع الاتهامات المغرضة للقوى المعارضة بالعمالة وخيانة الوطن، وأن القوى المعارضة لا تمثل إلا عدداً قليلاً من الناس، وأنها منبوذة من المجتمع؛ كما تروج له وسائل الإعلام لدينا، فما الذي يجبر السلطة على التحاور مع مجموعة من الخونة لا هم لهم سوى تشويه سمعة البحرين في المحافل الدولية، قوى لا تمتلك أية قاعدة شعبية تساندها، وإنما هي عصابة من المجرمين الخارجين عن القانون تعتمد في عملها على إرهاب المواطنين، والعمالة الأجنبية للوصول إلى أهدافها.
على الذين يروجون لهذه السخافات أن يسألوا السلطة والجمعيات الموالية كيف قبلت بالحوار مع خونة الوطن الذين يجب أن يكون مكانهم السجن وليس طاولة الحوار، وإن استطاعوا أن يجدوا جواباً مقنعاً من جمعياتهم على هذا السؤال فليعلنوا للشعب البحريني عن ذلك، وإلا فليلوموا جمعياتهم التي قبلت بالتحاور مع الخونة لمجرد أن طلبت السلطة منهم ذلك.
بالعودة لخطوة السلطة الارتدادية حول الإعلان عن الاستمرار في الحوار الوطني في شقه السياسي وما صرحت به وزيرة الدولة لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الحكومة سميرة رجب من أن «الحكومة ستشارك في مؤتمر الحوار السياسي كمنسق لبرامج وفعاليات الحوار، وستتولى تنفيذ التوصيات التي سيتم التوافق عليها ولن تشارك في الحوار كطرف مقابل المعارضة السياسية».
إن مثل هذا الطرح ينبئ عن فشل الحوار حتى قبل البدء فيه، حيث إن هذا الطرح يريد أن يحول المطالب الشعبية إلى خلاف طائفي بين الطائفة الشيعية المعارضة والطائفة السنية الموالية، وذلك ما يجب ألا تقبل به أي قوى وطنية، مثل هذا الطرح يريد أن يبعد السلطة عن دائرة الصراع ويجعلها قوة محايدة، في حين أن الصراع في واقع الأمر هو بين القوى المعارضة والسلطة وليس هناك مكان للقوى الموالية في هذا الصراع إلا في كونها ذراعاً آخر للسلطة لتمرير ما تريده.
ما هو مبرر الدخول في حوار مع من لا يملك القرار حتى في توجه جمعيته ولماذا تتخذ السلطة من الآخرين متحدثاً رسمياً باسمها، إن كانت تريد حواراً وطنياً حقيقياً؟
ما يتم طرحه من خلال هذا المفهوم للحوار هو أن الشعب البحريني بجميع طوائفه ومن خلال من يمثلونه يجب أن يتوافق على مطالب محددة ومن ثم تقوم الحكومة بتنفيذ ما يتم التوافق عليه، وأن الحكومة في هذه الحالة تكون محايدة تماماً، وهي مجرد مراقب، ولكن ما تريد الحكومة إخفاءه هو أنها المتحكم أساساً فيما سيتم التوافق عليه مسبقاً، من خلال اختيارها لمن سيمثل الشعب البحريني في هذا الحوار بحسب مقاييسها.
نعم يمكن الأخذ بما سيفضي إليه حوار التوافق الوطني في نسخته الثانية، بشرط أن يختار الشعب البحريني ممثليه في هذا الحوار عبر انتخابات حقيقية تكون فيها البحرين دائرة واحدة وليس 40 دائرة، بحيث يكون فيها ممثلو فئة معينة هم الأغلبية في حين أن الأغلبية من هذا الشعب لا يصل تمثيله حتى إلى النصف.
إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"العدد 3797 - الإثنين 28 يناير 2013م الموافق 16 ربيع الاول 1434هـ
ليش يا اخي ما تراجع نفسك اولا
سيدي ، نتائج الحوار السابق الي قاطعته المعارضة خرج بالكقير من التوصيات وتم تنفيذها واصدار حزم قوانيين بها ، وانتهي الامر ، وايضا هذه المرة ستصدر حزم قوانين يتفق عليها بعد الحوار واللي بيقاطع ايضا بتروح عليه سنوات اخرى ، القافلة تسير يا سيدي
آه يا زمن
آه يا زمن الحوارات صرنا نتريق ونتغدى ونتعشى على هالحوارات اللي كل يوم والثاني قعدت حكومتنا من النوم وقالت لينا بهذا الحوار.
وطني
شكرا على التحليل الاكثر من رائع.
الشعب يختار ممثليه؟ هذا ما لا يردون للشعب ان يحصل عليه
لقد تجذر في قلوبهم وعقولهم ان لا حق لهذا الانسان البحريني الموجود على هذه الارض منذ آلاف السنين هو انسان مثله مثل الحيوانات التي في الغابة.
لا عليك من تمتمة البعض بالاسلام مرة وبالانسانية مرة وبالقانون مرة
فلا هم طبقوا شيء من الاسلام ولا طبقوا شيء من الانسانية ولا حتى القانون الذي يشرعونه ينقلبون عليه من اجل سلب هذا الانسان البحريني اي حق من حقوقه
كيف يطمئن شعب لكلام السلطة وافعالها تناقض اقوالها على الدوام
لا لن نطمئن وما انعدمت الثقة الا بسبب هذه التصرفات التي لا تحتاج الى جهد في التفسير فهي واضحة للعيان وللكل ولسنا بحاجة الى محلل سياسي ليقول لنا ان ما يحصل على ارض الواقع متناقض تماما مع دعوة السلطة مما يعني شيء واحد وهو اعتماد السلطة على البث الاعلامي المعاكس للواقع المعاش.
وهذا فعلا ما هو حاصل وهذا لن يجدي نفعا والامور تتكشف بسهولة
ليس الا
محاولة أخرى لكسب الوقت حتى تخف "الضغوط الناعمة" ....
والنتيجة صفر
منهم (الفاشلين) كتاتيب همهم تشويه سمعة المعارضة
شكراً للكاتب القدير جميل المحاري
وشكراً لكتاب الوسط