تعاني الكرة البحرينية في الكثير من الملفات العالقة التي لم يتمكن اتحاد الكرة ولا مجالس إدارات الأندية في وضع الحلول الكفيلة بالقضاء عليها من أجل تطوير الكرة البحرينية التي انطلقت منذ أكثر من 6 عقود.
ولعل ملف الجانب الفني والتدريبي في الأندية وخصوصا في المراحل العمرية، هو واحد من أكثر الملفات التي تؤكد حاجة الكرة البحرينية للتطوير والتجديد، في ظل افتقاد غالبية الأندية هذا الجانب التطويري المهم.
اتحاد الكرة سعى مشكورا في العقد الأخير من تطوير هذا الجانب عبر آلية إقامة وتنظيم الدورات التدريبية المتنوعة في مختلف القطاعات بالتنسيق المستمر مع الاتحادين الدولي والآسيوي، ولكنه لم يكمل هذا النجاح بتخليه عن المدربين أو بعدم مواصلته اهتمامه ورعايته لهم.
تخلي اتحاد الكرة عن المدربين المواطنين يأتي في 3 جوانب مهمة، الأول منها يأتي في عدم منحه الثقة بصورة منظمة وخطة طموحة لقيادة المنتخبات الوطنية المختلفة، وهو أمر لاحظه ويلاحظه المتتبعون للكرة البحرينية ومشوار منتخباتنا الوطنية في الكثير من الاستحقاقات والمشاركات الإقليمية والقارية والدولية.
فكم من مدرب أجنبي قاد منتخباتنا الوطنية وفشل في تحقيق الهدف المنشود وأخفق في تحقيق النتائج الإيجابية، وكم من مدرب وطني نجح في قيادة منتخباتنا الوطنية، فما زالت الانجازات الأبرز التي حققها منتخبا الناشئين والشباب مسجلان باسمي المدربين عبدالعزيز أمين وسلمان شريدة في الوصول لنهائيات كأس العالم للناشئين والشباب «3 مرات في 88 و89 و1993.
والمفارقة أن اتحاد الكرة يضع المدرب البحريني في مهمة مساعد المدرب ضمن الجهاز الفني وربما دوره لا يتعدى الاستشارة، وفي بعض الأحيان يكون مترجما، وفي أحسن الأحوال يقوم بعملية التهيئة والإحماء قبل الدخول في التدريب الرئيسي.
الأمر الثاني الذي تخلى عنه اتحاد الكرة لدعم المدربين المواطنين، هو عدم مجاراته التطور الكبير في المنظومة القارية التي اتبعها الاتحاد الآسيوي في السنوات الأخيرة باشتراطاته في تعيين مدربي الأندية التي تشارك في البطولات التي ينظمها، ولعل غياب الأندية البحرينية عن المشاركة الآسيوية كان طوق النجاة له وأنقذ أنديتنا واتحادنا من هذا المأزق، ولو أراد اتحاد الكرة مجاراة التطور الحاصل في القارة الصفراء لبادر بنفسه في متابعة وتطبيق مثل هذه الجوانب ولو على المستوى المحلي في المسابقات التي ينظمها.
أما آخر الأمور التي ربما تكون داعما للمدربين المواطنين وتخلى عنها اتحاد الكرة، هو اللجنة الخاصة بالمدربين التي أنشأها فترة وبرهة من الزمن قبل نحو 5 أو 6 سنوات بقيادة المدرب سلمان شريدة، وربما جاء إنشاؤها مناكفة مع الخطوة التي كان يعتزم مجموعة من المدربين اتخاذها بإنشاء لجنة خاصة بهم في تلك الفترة.
أخيرا، أدعو جميع المدربين المواطنين لوضع يدهم بأيدي بعضهم وإنشاء أو إحياء لجنة خاصة بهم من جديد، على أن يقوموا بخطوات جادة ورئيسية في وضع لائحة خاصة تنظم عملهم، تكون بمثابة نقابة أو جمعية وتكون معترف بها رسميا، على أن تكون مهمتها الرئيسية النهوض بالجانب الفني للكرة البحرينية، مع الحفاظ على حقوقهم المهدرة من قبل اتحاد الكرة والأندية.
إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"العدد 3796 - الأحد 27 يناير 2013م الموافق 15 ربيع الاول 1434هـ