في نابل المدينة التي اشتهرت بالآثار وصناعة الخزف والنقش عليه وجدتُ البوعزيزي مختلفاً، ووجدت تونس غير تلك التي عرفتها من بعد 13 يناير 2011، إذ كانت العبارة الأولى التي سمعتها من أحد الشعراء هي: «لا تقولوا تونس البوعزيزي، فالثورة ليست ابنته».
الأمر بدا مختلفاً وصادماً بالنسبة لنا نحن الذين جئنا تونس والصورة الذهنية لنا هي التي نقلتها وسائل الإعلام العربية بإيجابياتها وسلبياتها؛ فما عرفناه هو أن البوعزيزي هو من فجّر الربيع العربي عندما أضرم النار في نفسه، وهو ابن الشارع الذي يبيع الفاكهة وأهدى الشعوب ربيعاً مختلفاً، وبحريقه انتبه الناس للظلم الواقع عليهم وثاروا مطالبين بمحاسبة المفسدين.
لم يكن الأمر كذلك بالنسبة حتى لسائق التاكسي بعد ذلك، ولم يكن كذلك أيضاً بالنسبة لجمهور الأمسيات الشعرية المصاحبة لملتقى الشعراء العرب بنابل. إذ رفض جميع من تناقش معنا في سبب الثورة التونسية نسبها للبوعزيزي، بل إن أحد المثقفين طعن حتى في أخلاقياته ووصفه بالمخمور الذي لم يكن يعي ما يفعل، وسرد قصة مختلفة للصفعة الشهيرة.
نعرف أن الأمر أقدم من احتراق البوعزيزي وصفعته وعربته المنكوبة؛ إذ بدأ الحراك التونسي منذ العام 2008 في منطقة المناجم في قفصة، المنطقة التي ترى خيرات البلاد ولا تأكل من مردودها شيئاً سوى القهر والشقاء؛ إذ اشتعلت الاحتجاجات هناك ونجم عنها الكثير من الإصابات والاعتقالات وقتلى يحاولون اليوم إدراجهم ضمن شهداء الثورة باعتبارهم ضحايا النظام البائد، فقد كانت أرواحهم ضحية الجشع والقمع إثر المواجهات العنيفة التي وقعت بين السلطة والمتظاهرين آنذاك.
وعلى رغم أن البوعزيزي عندما ثار لكرامته وأحرق نفسه وثارت بعده الولايات والمناطق بعد أن توفي، يعتبر شرارة حقيقية لبدء الانتفاضة التونسية التي هرب بعدها زين العابدين، إلا أن الشعب في هذه الولاية كان يرفض أن تحال الثورة إلى هذا الرجل، ولا أعرف عن بقية الولايات ورأيها في الموضوع.
أحد الأصدقاء رفض الأمر رفضاً تاماً وشتم الإعلام العربي على هذا الترويج، ونسي أن هذا الإعلام هو نفسه من ساهم بشكل كبير في إسقاط زين العابدين، ومن بعده مبارك، وهو نفسه الذي غيّب عنهم وعن غيرهم من البلدان استمرارية الحراك الشعبي في البحرين، ومن قَلَب حقائق كثيرة في الحراك السوري، وأغفل الحراك اليمني، وغطى على احتجاجات دول الخليج الأخرى، والاعتقالات في صفوف الإخوان في الإمارات العربية المتحدة، وقمع البدون في الكويت.
وأعود إلى نابل الجميلة التي كانت حتى بعض الشوارع بها ملكاً للرئيس الهارب؛ إذ ونحن في طريقنا لمنطقة الحمامات مررنا بشارع جديد قال لنا أحد الشعراء التونسيين إنه شارع عُبّد لمرور زين العابدين إلى قصره كي لا يمر بشوارع المدينة المزدحمة، ومنذ أن هرب صار هذا الشارع عاماً. أي طغيان هذا الذي يحكم على شعب بأكمله المرور من شارع واحد ويُعَبّد لشخص واحد مهما كان منصبه شارعاً واحداً سريعاً يكون ملكاً له ولعائلته؟
في الثورات تجد الكثير من الأسئلة المعلقة لا يعرف إجاباتها إلا شعب البلد الثائر نفسه، وربما يجهلها هو الآخر.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3796 - الأحد 27 يناير 2013م الموافق 15 ربيع الاول 1434هـ
من هو البوعزيزي إذن
ربما كان البوعزيزة شرارة اشعلت انر لتُنسى أو أصبح مطية الحكم الجديد بعدما كان مطية الحكم القديم.. على غرار تسلق الإخوان اسلمون و يافطتهم "مرسي" على أكتاف الثوار في مصر.
لا والله يا اختى الفاضله
ازيدك بيت من الشعر احد ائمه المسجد دار وقال من يقتل نفسه متعمد فجزاوة النار بمعنى اخر كافر الكل عرف الكلأم موجهه الى من سئوال عابر يا امام مادا تقول من يفجر نفسه ويزهق ارواح اطفال ونساء وكبار فى السن ابرياء فقط لمعتقدهم تتم قليلأ ثم قال الرسول الأعظم ينتظره على باب الجنه ليسلمه المفتاح فقلت فى نفسى لو كان الشهيد العزيزى يدرك بحرق نفسه اطيح الرئيس التونسى لحرقها من زمن بعيد
اللهم ارحم شهداءنا الابرار
الشهداء اصبحو ارهابين وأسرا في السجون اصبحو مخربين
مريم
في نابل المدينة التي اشتهرت بالآثار وصناعة الخزف والنقش عليه وجدتُ البوعزيزي مختلفاً، .....
في عالي المنطقة التي اشتهرت بتلال الآثار وصناعة الخزف والنقش عليه تعرض البوعزيزي عندنا إلى صفعة واثنتين وثلاث ورباع، أمام الطفل الصغير الذي كان يحمله ويحاول أن يغطي عينيه لكي لا يرى المشهد المخزي والأليم، لكي ينقذ ذلك الطفل من أن يذبح نفسياً. ولولا الطفل لربما رد الأب الصاع صاعين لذلك الـ ـ ـ ـ المغرور. إنها جريمة أراها أشد من القتل في دولة أخرى كانت ستطير رؤوس المسئولين فيها.
داود
نعم في دولة أخرى تحترم نفسها كانت ستطير رؤوس المسئولين فيها بسبب هذه الواقعة،
أما هنا حتى الأرعن الذي ارتكب هذه الجريمة مباشرة أعتقد أنه لا يزال حراً طليقاً على رأس العمل يستلم مرتبه نهاية كل شهر (مضاعفاً) وربما فوقها علاوة الصفعة!
بربكم ماذا يعني هذا ؟
لو كان بو عزيزي بحرينيا
لو كان بو عزيزي بحرينيا لحوكم بعد موته بالاعتداء على شرطي و سبه