الحوار لغة حضارية، اعتمدتها الإنسانية والديانات السماوية والإسلام، وكان أكبر المتحاورين على هذه الأرض أنبياء الله ورسله وفي مقدمتهم نبي الرحمة محمد (ص).
والحوار هو طريق ووسيلة عقلائية للوصول إلى النتيجة التي يريد المتحاورون الوصول إليها. والحوار لا يكون بين فريقين متفقين أو أحدهما تبع الآخر، بل يكون بين طرفين مختلفين من أجل حل تلك الخلافات أو الوصول إلى نقاط توافقية بينهما.
وفي وطننا الحبيب البحرين، كثر استخدام الحوار حتى بات بإمكان البحرينيين وضع معجم جديد لمعاني الحوار، فمع أية دعوة حوار تبدأ الضجة وتبدأ التصريحات من جميع الأطراف، وبعض تلك الأطراف ترى نفسها خاسرة من الحوار الذي يحقق تطلعات شعب البحرين كما تمناه الأمين العام للأمم المتحدة؛ لأنها عاشت وتعيش كالطفيليات على «النتن» والفضلات من الفتن ومن دماء الضحايا ووظائف مفصولين وبعثات محرومين، أو إنها تخاف أساساً على مصالحها التي ستتأثر إذا ما كان هناك تحول ديمقراطي.
وبما أن الحوار في الجانب السياسي؛ فإن المناورات السياسية اعتيادية، مع إن تلك المناورات تنهك البلد والناس وقد تتبعها ضحايا، لكن الناس وإن تحدثوا عن الحوار رفضاً أو قبولاً، هجوماً أو دفاعاً، فالناس، وهم المواطنون، ينتظرون نتائج على الأرض، توقف الانتهاكات وتضمد الجراحات وتنصف الضحايا وتوقف الفساد وتنقل البحرين إلى تطبيق مبدأ «الشعب مصدر السلطات»، ومعه يتوقف النزيف المالي بسبب الفساد المستشري في جميع المؤسسات، الذي لا يختلف عليه البحرينيون بمختلف توجهاتهم السياسية.
الحوار لدى المواطنين، هو ما ينتج عنه تحول ديمقراطي. الحوار لدى البحرينيين هو ما ينتج عنه تضميد جراحاتهم. الحوار لدى كل مواطن هو الذي ينتج عنه تطبيق توصيات بسيوني وتوصيات جنيف التي ستكون بمثابة مرحلة عدالة انتقالية. الحوار في بيت كل أسرة بحرينية هو ما يضمن مستقبل أبنائها في الأمن الحقيقي، الذي يشمل الجميع، وفي حصولهم على الوظائف ونصيبهم في الثروة من دون أي تمييز.
الحوار هو الذي يعيد الاعتبار إلى المساجد التي هدمت من خلال بنائها في مكانها ومحاسبة المتسببين في هدمها. الحوار هو في عيش كريم بكرامة وعزة.
فالحوار سيظل حواراً، وسيكتب حواراً، وسيسمع حوارً، لكنه من دون نتيجة سيكون واقعاً مأزوماً من دون حل يريح البحرين مما تعانيه من أزمات متتالية.
ووجود الحوار دليل على الاختلاف والخلاف، أما وجود الخلاف على الحوار نفسه ونتائجه؛ فهو دليل على وجود أزمة، كما أن وجود مسيرات واعتصامات؛ دليل على وجود مطالبات واختلافات، بينما وجود قوات مكافحة الشغب والأمن في كل مكان دليل على وجود أزمة.
«تلويص تايم»
ردّت وزارة الأشغال مشكورة على مقال «تلويص» و«تلويص 2»، لكن من كتب الرد لم يكلف نفسه عناء رفع الهاتف للاتصال بالأهالي أو من يمثلهم في مجمع 531 بالمرخ بشأن «تلويص» رصف الشوارع ورادءة الأسفلت فضلاً عن أن الرد تحدث عن مجمعات، بينما المقال تحدث عن مجمع 531.
والخطة التي أبلغ بها الأهالي أنه سيتم تطوير الطرقات، بينما عندما يراجعون يُقال لهم إصلاح فقط!
والأمور الجمالية التي تحدث عنها بيان الوزارة كانت موضوعة ضمن الخطة التي أبلغ بها الأهالي، وفجأة ودون سابق إنذار تغيرت.
وأقول بدل البيانات؛ فلينزل المسئولون للمنطقة ولباقي المناطق ليسمعوا ملاحظات الناس بالإضافة إلى رؤية العمل القائم.
إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"العدد 3794 - الجمعة 25 يناير 2013م الموافق 13 ربيع الاول 1434هـ
تعليق على تلويص
الشوارع التي رصفت سيئة وهي انعكاس فساد
الحوار لغة العقلاء والحكماء منذ بدء الخليقة ولكن
البعض في البحرين يحاول ويناور من اجل اضاعة الوقت وفي النهاية سيجد نفسه مضطرا للجلوس على طاولة الحوار ولكن بعد انهاك البلد بأكمله وهذا خلاف الحكمة
فنهاية الطريق معروفة الى حوار جاد عاد الحين هم لعبوا بالكلمة ومططوها وافرغوها من محتواها لكن في النهاية الحوار الحقيقي هو الحل.
شعب البحرين شعب واع ويعرف حقوقه ولن يتنازل عنها وقد دفع الثمن وهو في انتظار المثمن ومستعد لتقديم المزيد ولكنه ليس مستعد للتنازل ومن يراهن على تنازل هذا الشعب فهو في وهم كبير وسبات عميق
التلويص في شوارع كرباباد
فبعد الحفريات التي اسغرقت وقتا طويلا تم ترقيع الشارع لا ادري ما تم توفيره لكن الواضح ليس كثير