بعد ما يقرب من عشرة أعوام، يعود المخرج النيوزيلندي بتير جاكسون من جديد بسلسلة أفلام سيد الخواتم The Lord of the Rings، الأفلام الثلاثة التي قدمها جاكسون في العام 2001، 2002 و2003. الآن يعود جاكسون بسلسلة أخرى مبنية على الرواية ذاتها التي اقتبس منه سلسلسة سيد الخواتم وهي راوية سيد الخواتم لمؤلفها جي آر آر تولكين. هذه المرة تعود السلسلة باسم الهوبيت The Hobbit، عرض الجزء الأول منها قبل أسابيع قليلة في جميع أنحاء العالم، تحديداً في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2012 ولايزال الفيلم يعرض في دور السينما في البحرين.
ولوضع القارئ والمتفرج في الصورة فإن سلسلة الأفلام هذه التي تأتي كتتمة لسلسلة سيد الخواتم، هي أفلام لا يمكن للمتفرج أن يتخذ منها موقفاً محايداً، فهو إما أن يحبها بكل تفاصيلها الكثيرة المعقدة وإما أن يكرهها. لا يمكن لك بأي حال أن ترغم نفسك على المشاهدة والتفرج على هذه الأفلام ما لم تكن من معجبيها، طول الفيلم يقرب من الثلاث ساعات ومعظم إن لم يكن جميع أحداثه خيالية لأبعد الحدود، قد تتمكن من تلمس بعض الرمزية فيها، لكنك في بعض الأحيان قد لا تفعل ذلك. لذلك فإنني أقترح على من لم يحب السلسلة ألا يفكر على الإقدام على تجربة المشاهدة... ولا حتى القراءة.
وعودة إلى السلسة الجديدة، فإن جاكسون يقدم جزءه الأول منها الآن تحت عنوان «رحلة غير متوقعة» The Hobbit: An Unexpected Journey. ويعد هذا الفيلم الأول في سلسلة تتكون من ثلاثة أفلام مغامرات فانتازيا ملحمية، أخرجها وشارك في كتابة نصها السينمائي كما أنتجها بيتر جاكسون. تضم السلسلة إلى جانب هذا الفيلم فيلم الهوبيت: تدمير ساموغ The Desolation of Smaug وسيعرض نهايات عام 2013، وأخيراً يأتي الجزء الثالث من السلسلة نهايات عام 2014 ويحمل اسم «الهوبيت: العودة مرة أخرى» There and Back Again. وبالمناسبة فإن السلسلة الجديدة كما السابقة مبنية على رواية الهوبيت The Hobbit التي كتبها جي آر آر تولكين في عام 1937.
ومنعاً لاختلاط الأمور على متابعي السلسلة السابقة ومحبي الجديدة، فإن هذه السلسلسة الجديدة من الأفلام ليست تتمة لسلسلة سيد الخواتم The Lord of the Rings لكنها العكس من ذلك. صناع الفيلم يشيرون إلى أن أحداث هذه الرواية جرت في فترة سابقة لأحداث الرواية التي سردت في السلسلة السابقة. نحن نعود إلى شباب بيلبو باغينز في هذه السلسلة ليخبرنا عن مغامراته حين كان شاباً يافعاً وعن الخاتم الذي يملك قوى لن تفهم مغزاها إلا إذا عشت تجربة السلسلة الأولى بكامل تفاصيلها.
في هذه السلسلة نشاهد بيلبو الذي كنا نعرفه عجوزاً من السلسلة السابقة التي أدى فيها الدور آيان هولم. وبيلبو هو قريب فردود باغينز «ايلياه وود» وأول من أخذه إلى عالم الخاتم وقوته السحرية الغامضة. وفرودو هو أكثر من ظل الخاتم بحوزته ولم يتمكن من السيطرة عليه، بل إنه كان هو من ألقى به وسط حمم جبل العذاب ليخلص العالم من شروره في السلسلة الأولى.
يسرد لنا بيلبو باغينز بعضاً من مذكرات شبابه، ويأخذنا إلى مهمة بدت مقدسة وحمل الفيلم إشارات شبهها فيها بحملة صليبيبة جاءت تعيد الحق لأصحابه. لا نريد الغوص بعيداً في إيحاء الفيلم كي لا نفسد روعة المشاهدة. على أية حال الفيلم مليء بكثير من التلميحات والإشارات الدينية والسياسية.
وكما السلسلة السابقة، تدور أحداث هذه السلسلة في عالم الأرض الوسطى، وفي الجزء الأول نتتبع بيلبو باغينز في شبابه، ويقوم بدوره الفنان مارتين فريمان، الذي ينطلق في مهمة كلفها بها الساحر غاندالف ويقوم بدوره الفنان أيان ماكلين كما في السلسلة السابقة، ليرافق 13 قزماً يقودهم البطل الأسطوري ثيورين أوكينشيلد (يقوم بدوره ريتشارد ارميتاج) في مهمة لتحرير مملكة الأقزام «ايريبور» التي تقع في الجبل المنعزل، واسترجاع الكنز الذي يضمه من قبضة التنين ساموغ (بينديكت كمبرباتش).
ومن أجل الوصول إلى الجبل المنعزل، يتوجب على الفرقة عبور أراضٍ غادرة تمتلئ بكثير من المخاطر، بدءاً بمخلوقات الغوبلينز، فالأوركس، وصولاً إلى شخصية شريرة غامضة تدعى مستحضر الأرواح Necromancer.
أثناء مرورهم بنفق الغوبلينز، يلتقى بيبلو المخلوق الذي يغير نظرته لنفسه ولكل الأشياء من حوله، وأظن أنه من ينتظره ويترقب ظهوره كثير من محبي سلسلة الأفلام هذه، وهو غولوم بكل تأكيد الذي يؤدي دوره هذه المرة أيضاً الفنان أندى سيركيس.
هنا لا يكتشف بيلبو المتواضع البسيط، حدة ذكائه فقط، لكنه أيضاً يستحوذ على خاتم غولوم الثمين، خاتم ذهبي صغير يحدد مصير الأرض الوسطى بطريقة لا يعرفها ولا يعلم عنها بيلبو.
عبر المغامرات التي يعيشها بيلبو ورفاقه، نلتقي معظم الممثلين الذين ظهروا في السلسلة السابقة ومنهم آيان ماكلين وآندي سيركيس كما ذكرنا سابقاً، بالإضافة إلى آيان هولم الذي أصر مخرج أحد أفلام السلسلة السابقة غوليرمو ديل تورو على منحه دوراً في هذه السلسلة، حتى وإن عنى ذلك إضافة مزيد من التفاصيل للفيلم المتخم بالتفاصيل. في هذه السلسلة يعود أيضاً هييغو ويفنغ، وممثلون لم تظهر شخصياتهم في الرواية الأصلية مثل كيت بلانشيت، كريستوفر لي، إيلياه وود، أورلاندو بلووم.
كذلك يعود في الإنتاج، من بين آخرين، ويشارك في كتابة النص السينمائي، فران والش وفيليبا بوينز، والعديد ممن كانوا في طاقم العمل من مصورين وكتاب وفنيين. وتعود شركة ويتا وورك شوب لتقديم الدعم الفني والمؤثرات البصرية. بالإضافة إلى ذلك يعود الموزع هوارد شور، الذي كان من وضع موسيقي الثلاثية الأولى.
الدعم الأقوى الذي تحصل عليه هذه الثلاثية هو مشاركة المخرج السابق للثلاثية الأولى غوليرمو ديل تورو ليشارك في كتابة الأجزاء الجديدة.
مارتين فريمان:
بيلبو باغينز في شبابه
نقل عن بيتر جاكسون قوله «على رغم التكهنات المحيطة بهذا الدور، إلا أنه لم يكن هناك سوى بيلبو واحد فقط بالنسبة لنا، من النادر في حياتك المهنية أن تلتقي ممثلاً تعرف أنه ولد ليلعب دوراً ما لكن هذا هو ما شعرت به حين التقيت مارتن فريمان، فهو ذكي، ظريف، وشجاع، تماماً مثل بيلبو».
ريتشارد ارميتاج
في دور ثورين اوكينشيلد
رئيس فرقة الأقزام التي تنطلق في مهمة استعادة مملكة الأقزام في الجبل المنعزل
اندي سيركيس
في دور غولوم
واندي يعيد تقديم الدور هنا بعد أن قدمه في الثلاثية، لايزال الخاتم يتملكه ولايزال يعاني الانفصام الحاد بين شخصيتين، شريرة قاتلة تمتلئ شرها وطمعاً وأخرى طيبة وديعة محبة للآخرين. يجن جنونه في هذا الجزء لأنه يفقد الخاتم مرة أخرى ويهزمه بيلبو البسيط الوديع.
ايان هولم في دور بيلبو باغينز العجوز
أراد المخرج السابق للفيلم غوليرمو ديل تورو بشدة ضم هولم لطاقم العمل لكنه بدا كبيراً لأداء الدور الذي يتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً، ولذا ناقش ديل تورو إمكانية أن يروي هولم الفيلم، لكن تقرر بعدها أن يؤدي دور باغينز حين يصبح عجوزاً.
هييغو ويفنع في دور ايلروند
سيد الإلف (جن الأرض الوسطى) الذين يعيشون في ريفينديل، ويقوم في هذا الجزء بتوفير ملجأ وحماية لبيلبو ورفاقه وبعدها من المفترض أن يصبح الاثنان صديقين. وكان ويفنغ قد قدم الشخصية نفسها مسبقاً في الثلاثية.
أورلاندو بلووم في دور ليغولاس
أمير من أمراء الإلف الذين يعيشون في ميركوود، وهو ابن ثراندويل.
كيت بلانشيت
في دور غالادرييل
هي جنية من جن الإلف وتشارك في حكم مملكة لوثلورين إلى جانب زوجها. وكانت بلانشيت هي أول من اختير من الفنانين للعودة إلى السلسلة الجديدة على رغم أن دورها لم يكن موجوداً في الرواية الأصلية.
ايلياه وود في دور فرودو باغينز
أحد الهوبيت والقريب المفضل لبيلبو باغينز، ولأنه وبحسب القصة فإن فردود يفترض ألا يكون قد ولد في الوقت الذي تدور فيه أحداث قصة الهوبيت، إلا أن ضمه إلى طاقم الفيلم جاء ضمن رواية أجزاء من القصة ستقع قبل أو أثناء أحداث سلسلة سيد الخواتم. وبحسب موقع TheOneRing.net فإن قراء الهوبيت يعلمون أن قصة الجزءين الأخيرين من السلسلة القديمة والجديدة وهما «سقوط سيد الخواتم» The Downfall of the Lord of the Rings و عودة الهوبيت»The Hobbit or There and Back Again واردتان في الكتاب الأحمر لويستمارش Red Book of Westmarch وهو كتاب خيالي في سلسلة سيد الخواتم. وبحسب السلسلة فإن هذا الكتاب يظهر على الشاشة ويتم كتابته من قبل بيلبو وفرودو. القراءة في الكتاب أو سرد بعض أجزائه ستدخل فرودو في السلسلة الجديدة ليعيش قصة بيلبو.
بينديكت كامبرباتش في دور سموغ مستحضر الأرواح
سموغ واحد ممن تبقوا من تنينات الأرض الوسطي، يقوم بحراسة الكنز في ايريبور، ويقوم كامبرباتش بلعب الدور التنين بطريقة مشابهة لتلك التي يلعب بها اندي سيركيس دور غولوم، إذ يتم استخدام الكمبيوتر لتقديم شخصية تستقى تفاصيل وجهها وتعبيراته من الممثل الذي يقوم بالدور والذي يؤدي الحوارات ويقرأ النص المكتوب. يكشف الفيلم لاحقاً أن مستحضر الأرواح هذا، الذي يحكم قبضته على معقل دول غولدور في جنوب ميركوود، هو في الواقع سارون الذي أراد الانتقام بعد أن تم طرده من المجلس الأبيض للسحرة.
أيان ماكلين في دور غاندالف العجوز
الساحر الذي يجند بيلبو ويساعد في تنظيم مهمة استعادة كنز الأقزام المفقود في ايريبور. وكان ماكلين هو من قام بالدور نفسه في ثلاثية سيد الخواتم. قام ماكلين بتحديث المعلومات على موقعه على الإنترنت في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2010، ليضيف فيلم الهوبيت إلى قائمة الأفلام التي قدمها. في التحديث كتب أنه تم البدء في تصوير فيلم الهوبيت الذي يتكون من جزءين، وأن التصوير بدأ في نيوزيلندا في شهر فبراير/ شباط 2011. وقال بأن التصوير سيستغرق أكثر من عام. وفي يناير 2011 أكد أنه «سعيد لبدء التصوير في ويلينغتون في 21 فبراير 2011».
العدد 3794 - الجمعة 25 يناير 2013م الموافق 13 ربيع الاول 1434هـ