العدد 3792 - الأربعاء 23 يناير 2013م الموافق 11 ربيع الاول 1434هـ

انتهى عهد «دافوس»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يبدأ المنتدى الاقتصادي العالمي (منتدى دافوس) اجتماعه السنوي فمنج ستوى في أعلى جبال الألب بسويسرا، وهناك يجتمع الرؤساء التنفيذيون ومسئولو الحكومات للنظر في الوضع الاقتصادي العالمي وكيفية مواجهة التحديات على أساس النظرية الاقتصادية «النيوليبرالية» الملتزمة بقوانين السوق وبالعولمة.

منتدى «دافوس» كان يحلم بأن ينقل قيادة العالم من السياسيين إلى الاقتصاديين، وأن يمكن القيادات الشابة في البلدان المختلفة إلى التواصل مع قيادات الشركات العالمية.

أحد نجوم دافوس في السابق كان جمال مبارك الذي تسلم حكم مصر (بصورة فعلية) من والده حتى انتصار «ثورة 25 يناير» قبل عامين، وبالنسبة لدافوس فإن جمال مبارك كان إنموذجاً ناجحاً، يؤمن بالسوق الحرة، ويؤمن بتحرير اقتصاد مصر ونقله من إدارة الدولة إلى إدارة القطاع الخاص على أسس تنافسية عالمية.

ليس مهمّاً أن يكون الحاكم ديمقراطيّاً؛ وذلك لأن الثروة التي تجتمع عند الطبقة الثرية «ستقطر» ما لديها من فوائض على باقي المجتمع.

لا داعي لأن نثبت أن أيّاً من ذلك لم يحدث، وأن النخبة التي استأثرت إنما نقلت أموالها إلى الخارج وتركت الآخرين يرزحون تحت بيئة مختنقة اقتصاديّاً وسياسيّاً.

في سنوات الطفرة الاقتصادية العالمية قبل العام 2008 انزعج منتدى دافوس من الصناديق السيادية الخليجية، لأنها «لا تلتزم بقوانين السوق»، فهي مملوكة لدول (قطاع عام) لكنها تنشط في القطاع الخاص خارج دولها. لكن بعد الأزمة المالية العالمية لم تعد المخاوف مهمة، بل أصبح الجميع يركض خلف الصناديق السيادية الخليجية، والآن نرى قطر تشتري أغلى الماركات والشركات في العواصم الأوروبية والجميع يرحب بذلك.

نظرية اقتصاد السوق الحر تتعرض لتحديات في عقر دارها، في الولايات المتحدة الأميركية، إذ أظهرت الإحصاءات الاقتصادية أن أثرياء أميركا الذين يمثلون 1 في المئة ازدادت ثرواتهم بمعدل يقترب من 12 في المئة في العام 2010 (أثناء الأزمة)، بينما باقي الشعب 99 في المئة ازدادت ثرواتهم بنسبة 0.2 في المئة فقط. وكان هذا سبب الخلاف بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والحزب الجمهوري حول إقرار الموازنة في نهاية العام 2012، أو ما سمي بـ fiscal cliff، إذ إن أوباما أصر على زيادة الضرائب على الأثرياء فقط.

وإذا كان الفشل يحيط بنظريات دافوس، وان نجوماً مثل جمال مبارك ليست لهم علاقة بنجاح شعوبهم، فإن على القائمين على المنتدى أن يغيِّروا اسمه إلى «منتجع اللقاءات بين قادة الأعمال»، وإن الغاية تتحقق بمجرد تواجدهم مع بعضهم بعضاً.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3792 - الأربعاء 23 يناير 2013م الموافق 11 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 6:44 ص

      رحلة استجمام

      من يفوت سويسرا رحلات مجانية للاحباب والمعارف حتى يغيرون جو وشوفوا الثلج في جبال الالب ودمتم سالمين

    • زائر 2 | 1:24 ص

      لا يقال لمن ثبتت عليه جرائم اختلاس نجم

      اعتقد ان هناك قضايا فساد وغيرها مرفوعة على جمال مبارك اليس كذلك

    • زائر 1 | 12:54 ص

      والبقية الفاشلة أيضا

      كل أعضاء الجوقة التي كانت تحضر دافوس فاشلة لأن المؤتمر لم يسمح إلا بحضور أبناء بعض البلدان التي تدور في فلك أمريكا قلبا وقالبا. ولم يكن يحضره سوى المرفهين الذين أتتهم الفلسو بالسرقات والنهب من أبناء شعوبهم،
      أمريكا وإسرائيل من كانتا تديران الإجتماع وتقرران الخطوات والبقية كانو مجرد بيادق على خشبة شطرنج تحركهما تلك الجهتان.
      وإلا قل لي ما هي نتائجه منذ تأسس إلى اليوم؟ صفر على الشمال

اقرأ ايضاً