لم يكن أحد يتمنى خروج المنتخب الأول لكرة القدم خالي الوفاض من «خليجي21»، على الأقل بالوصول إلى المباراة النهائية، بل وعجز عن تقديم مستويات مقنعة بصرف النظر عن مباراة العراق الوحيدة التي قدم فيها أفضل المستويات بشهادة المراقبين.
وكما لكل نجاح أسبابه، فإن للإخفاق مسبباته أيضا، وهنا مازال الجميع بانتظار التفسير المقنع الذي من الممكن أن يسوقه المسئولون عن المنتخب، لنضع الحكم الصحيح على هذا الإخفاق، غير أن الإمكانات التي وضعت أمام الفريق قبل البطولة والشكل الذي تحصل عليه كطريقة إعداد تفرض السؤال، حول المستوى الذي تقدم به للمنافسة في هذه البطولة.
أين الخلل يا ترى؟، هل من اللاعبين أو من الاتحادات أو من المؤسسة المعنية أولا وأخيرا بالرياضة، أم من شخصيات معينة تؤثر بشكل كبير في هذه الخيبات، ولاسيما أن الجميع يعلم أن المنتخب الوطني تعاقب عليه الكثير من اللاعبين والمدربين، إلا أن الأحزان تواصلت، وبالتالي فإن اللجان التي سيصار إليها البحث في الإخفاق الأخير للمنتخب الوطني مطالبة بالتحقيق مع كل من له صلة بهذا الإخفاق، وعدم استبعاد أي فرضية من الممكن أن توصلنا إلى النتيجة الصواب، ومنها من دون شك عملية الاستيراد الفاشلة التي مرت علينا طوال السنوات الماضية، ولم تأت بأي فائدة، وإن تحقق ذلك فإن الفائدة ستكون مصير الرياضة البحرينية قاطبة، وليس المنتخب الوطني فقط، لأن رياضتنا متشابهة في الكثير من الأمور.
إذن أين الخلل؟ الخلل هو في عدم احتراف مسئولينا مثلا، فنحن نحتاج إلى أن يحترف المعنيون كيف يسيّرون أمور الرياضة ويضعونها على الطريق الصحيح، بدءا من إيجاد مسابقات قادرة على بناء لاعبين متميزين، لا أن نجعل الأمور تسير (على بركة الله)، نحتاج إلى أن يدرس مسئولو الرياضة كيفية تسيير كل ذلك باحترافية، لا أن نضع كل الأخطاء على أناس لا دخل لهم، فنحن بحاجة ماسة إلى الاستفادة من عمل الدول الخليجية القريبة التي يصيبها النجاح كثيرا.
باعتقادي، فإن مجلس إدارة الاتحاد نفسه، يتحمل مسئولية كبيرة بسبب ما وصل إليه المنتخب، بسبب عدم ثباته على جهاز فني واحد في الفترة الماضية، على رغم المدة الطويلة التي يقضيها كل مرة في البحث عن مدرب جديد، فبقي يتعاقد ويقيل في ظرف أشهر قليلة، وكل هذا يؤثر على أداء المنتخب، فما هو الاختلاف بين ستة الإمارات الودية، وستة الكويت الرسمية، إذا كان كالديرون أفضل من سلفه تايلور، كما أن مسألة اختيارات اللاعبين شابتها الشكوك في ظل استبعاد أكثر من لاعب متميز عن المنتخب، لاعتبارات فنية وغيرها، كان لها التأثير بالتأكيد على مستوى المنتخب الذي كان بإمكانه الاستفادة من لاعبين بقيمة سلمان عيسى ومحمد سيدعدنان وعبدالرحمن رنغو.
لا نريد أن نقول: إن على الاتحاد أو المؤسسة أو أية جهة أن تستقيل بعد كل هذه الإخفاقات، بل عليهم أن يبدأوا الاستفاقة والعمل باحترافية واضحة قادرة على إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، فإن الإخفاق لا يعني أنك لم تحقق شيئا، لكنه يعني على الأقل أنك تعلمت أشياء، يجب الاستفادة منها، وهذا حاليا بعيد كل البعد عن إداراتنا بعد 43 عاما من المشاركة في بطولة الخليج في ظل مفهومها الحالي للمنتخب وللرياضة، فنحن أمة لا تستفيد من أخطائها.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3791 - الثلثاء 22 يناير 2013م الموافق 10 ربيع الاول 1434هـ