على صالة أبكاد في غاليري البارح، وقعت الشاعرة البحرينية منى الصفار مجموعتها الشعرية الجديدة الصادرة عن دار مسعى للنشر في البحرين (على قدمين عاريتين) وحضر التوقيع الذي أقيم مساء أمس (الخميس) مجموعة من جمهور الشاعرة، إضافة إلى مثقفين وكتاب.
وخلال الأمسية، قرأت الشاعرة نصوصها التي شفّت عن روح توجعها الكتابة، كما توجعها وحدتها، وبصوت يشي بهذا الألم، رجعّت الصفّار أبيات من قبيل:
(واقفان على بابك
نطرق قليلاً بكف متثاقلة
نمسك القلم بين دفتين
نتخفف من قلوبنا وندخل)
ومن الكتابة إلى الحب، ومنه إلى التأمل، إلى الوطن، تتوزع الشاعرة وتوزع مستمعيها على أبواب مختلفة تدلّ عليها عتبة واحدة، هي روح الشاعرة الحاضرة في النصوص، والتي تمتاز بصدق عالي، ربما يكون سمة واضحة في النصوص، الهادئة والتي لم تسعَ نحو (الشعرية المصطنعة) أو (البذخ اللغوي) أو (البلاغي) بقدر ما سعت إلى محاولة القول، أو البوح، حتى لتشعر أن كل نص من هذه النصوص هو حجر يثقل صدر الشاعرة، وتلقيهم واحداً بعد الآخر، ساعية إلى خلاص منشود ربما لا يجيء:
(الماء يغمر الجهات كلها
لا اليباس
لا تتعاظم فيه النخوة
ولا ينثر الحياة)
والصفار التي لم تعنون نصوصها في مجموعتها الشعرية المزدان غلافها بصورة للفنانة البحرينية وحيدة مال الله، تؤكد على هذا الانفتاح عبر تبعثر النصوص في المجموعة وتبعثر الدلالات فيه، فنصوصها التي تتوجه تارة هنا، وتارة هناك، لا تسعى إلى الانتظام، بقدر ما تسعى إلى التفشّي أو الانتشار، يمكننا أن نرى في المجموعة أصوات متعددة لأنثى وحيدة تخاطب رجلاً (حلماً) وبعيداً، مجهولاً وغالباً متعدداً هو الآخر، ما يؤكد على (حُلُميته) فهو في جانب:
(مازال يعبق فمي بطعم تبغك
وتمتمة صلاتك
وقد خلقت عمري بجرّة شفاه)
ومن جانب آخر:
(أنت الأسير لقبلة
تملأ بها جيوبك
وتغيب)
وبعد أن قرأت الشاعرة، مجموعة من نصوص ديوانها، التفّ الجمهور حولها للتوقيع على نسخهم من المجموعة، التي تعتبر الثانية للشاعرة بعد تجربتها المشتركة مع الشاعرة سوسن دهنيم في كتاب شعري مشترك للشاعرتين، وتقول الصفار عن كتابها الجديد أنه محاولة منها لتجاوز تجربتها الشعرية الأولى (عندما كنت صامتاً) إضافة إلى كونه محاولة لتلمّس صوتها الشعري الخاص في المشهد الشعري البحريني.
العدد 3787 - الجمعة 18 يناير 2013م الموافق 06 ربيع الاول 1434هـ