أمامك أيها الصمت...
يا كلبي العجوز، اجلس..
أنظر في عينيكَ الممتلئتين باللوم
وتجاعيدكَ الدالة على الحكمة...
أبتسم في وجهك
كما أحذفُ بذاكرة بعيدة
في مرمى المجهول
أيها العجوز المهمل...
تتثاءب في ضجر، كأنما لا يعنيكَ شيء
لو أعرفُ ماذا ترى في البعيد
الذي تنظر إليه بروية؟
لو أعرف... لِمَ حين تلتقي عينيّ بعينيك
تهزّ ذيلك الهرم بتثاقل...؟
لو أعرف، علامَ تلومني
وأنتَ تنهض من أمامي،
وتمطّ أعضاءكَ المتراخية؟
تعال هنا...
أعرف أني خذلتك كثيراً،
لم أكن صبوراً كما ينبغي
ولا دبلوماسياً كما يُتوقع من «شاعر!»
أعرف أني تركتكَ في أوقات الشدّة
للكلاب الضالة...
للبردِ الخشن
للرطوبة المتوحشة،
لكني صديقك الوحيد
صديقك الذي لن يتركك يوماً
وسيموت وهو يحتضنك
متأكداً من أنك ستحتفظ بكل أسراره
دون أن تبوح بها لأحد...
ولن يلومك
العدد 3787 - الجمعة 18 يناير 2013م الموافق 06 ربيع الاول 1434هـ