العدد 3787 - الجمعة 18 يناير 2013م الموافق 06 ربيع الاول 1434هـ

الشاعرة إيمان دعبل: أبعاد نهضة الإمام الحسين (ع) تبدأ من ذواتنا

«حلم يطفو على ريش ملاك»... خلوة بين حبيب وحبيبه...

«أمضي إليك وشِعري بعض أمتعتي* ومن ورائي تسيرُ الشمسُ والقمرُ»...

في مسيرها عبر قصيدتها «حلم يطفو بريش ملاك» نحو رحاب ريحانة المصطفى محمد (ص) الإمام الحسين (ع)، أودعت الشاعرة البحرينية إيمان عبدالنبي دعبل الفائزة بالمركز الأول في مسابقة شاعر الحسين في دورتها الخامسة هذا العام... أودعت معاني الكرامة التي استلهمتها من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، ومن القيم والمعاني المتدفقة من نهضة الإمام الحسين (ع)، والتي كما تصفها، مازالت تتدفق في دماء الأحرار وتعلمنا كيف نحيا بكرامة، وكيف تنبلج الآه ساطعة في وجه الظلام فيقودنا نداء «يا حسين» نحو الحقيقة.

ومن بين 57 شاعراً شارك هذا العام في مسابقة شاعر الحسين التي أعلنت لقب «شاعرة الحسين» في مهرجانها مساء الجمعة الماضي (11 يناير/ كانون الثاني 2013) في البلاد القديم للعام الخامس على التوالي بمشاركة كبيرة من شعراء بحرينيين ومن السعودية وعمان والعراق ولبنان والكويت، خطفت الشاعرة إيمان دعبل اللقب بسعادة غامرة أوجزت وصفها بعبارة: «كأنني أطفو على ريش ملاك بالفعل».

عبر السطور الآتية من لقائنا مع «شاعرة الحسين» إيمان دعبل... سنتجول في محطات متقاربة لكنها مفعمة بألوان الإبداع... فإيمان، وهي من سكنة مدينة حمد... متزوجة ولديها طفلان (غزوة وفيصل)، وتحمل شهادة الدبلوم في هندسة الكمبيوتر وتهوى الكتابة والقراءة والرسم والفنون بأشكالها كافة... بدأت علاقتها مع الشعر منذ الصغر، فهي تقول: «منذ صغري وأنا أحب القراءة... كان عقلي متعطشاً للمعرفة... وقلبي كله شغف بالشعر، وكانت الكتب كالينابيع الصافية التي أنهل منها ما ينعش روحي، ولم أجدني إلا وأنا أسكب مما غرفت كغيمة تخلقت من النبع وعادت لتفنى فيه من جديد، وهكذا كان الشعر برقته وعذوبته يجري في عروقي ويتمازج مع تكويني حتى أصبح العين التي بها أرى، والقلب الذي به أشعر، وظلت كتاباتي كشرنقة وحيدة على أغصان دفاتري إلى أن ظهرت المنتديات الثقافية الالكترونية، وهنا أوجه الشكر إلى زوجي لأنه هو من دلني عليها وشجعني على المشاركة فيها، وهكذا كسرت الفراشة شرنقتها ولم تكف عن التحليق».

ما هي القضايا التي تشغل اهتمامك وتترجمين مشاعرك فيها الى قصائد على المستوى الديني والاجتماعي والسياسي... على مستوى العلاقات الإنسانية.. هل هناك قضايا معينة تستحوذ على اهتمامك؟

- القصيدة كالمصباح يحتاج إلى شرارة ليولد الضوء، وفي قلبي ومشاعري تتولد هذه الشرارة، من كل ما يمسني ويؤثر بي، مما يهزني ويخرجني عن صمتي بعفوية يسري التيار... من نقرة عصفور على زجاج نافذتي... من ضحكة أطفالي... من دمعة قهر على خد وطني... من حزن قديم ما زال ينمو معي وفرح تعلمت ألا أنتظره ليأتيني بل أذهب إليه وأحضره بنفسي... من كل هذا وأكثر تتوهج القصيدة.

نازك والشابي وسعادة غامرة

من هم الشعراء العرب والبحرينيون الذين تحفظين لهم أو تأثرت بهم؟

- القصيدة الجميلة كالعطر الأصيل الذي حتى بعد رشه بوقت طويل؛ تستطيع أن تستنشق عبقه لأقصى روحك... هكذا يبقى الأثر في القلب، وكلما كانت القصيدة أجمل طال مكوثها، ولا أستطيع حصر الأسماء فأنا أتابع أغلب الشعراء السابقين واللاحقين، لكن أول من علّموا في قلبي كانت الشاعرة نازك الملائكة والشاعر أبو القاسم الشابي.

بالنسبة إلى مسابقة شاعر الحسين، كيف جاءتك فكرة المشاركة، وهل هي المشاركة الأولى أم شاركت في السنوات الماضية؟

- شاركت في أغلب نسخ مسابقة شاعر الحسين (ع)، وكانت قصائدي في كل مرة تتأهل من ضمن ستة المراكز التي بعد الستة الأولى حيث يتم اختيار 12 قصيدة من ضمن القصائد المشاركة، لكن في هذا العام بتوفيق من الله تعالى، تم اختيارها من ضمن القصائد الست الأولى.

كيف كان شعورك عندما علمت بأنك أحرزت المركز الأول؟

- كان شعورا غامرا بالسعادة وكأنني أطفو على ريش ملاك بالفعل.

كالخلوة بين حبيب وحبيبه

حدثينا قليلاً عن قصة القصيدة الفائزة والجو الذي عشته فيها وبها؟

- قصائدي هم أطفال قلبي الذين يربون بين جوانحي يرضعون من روحي ويتغذون على مشاعري... وقصيدة «حلم يطفو على ريش ملاك» كانت كخلوة بين حبيب وحبيبه... يناجيه ويبثه لواعجه وقد أضناه الشوق، وهذا الحلم الذي ينعكس على مرايا الكثير من قصائدي هو حلم اللقاء ووصل المحبوب، ولما كان العشق هو وقود القصيدة، فقد اشتعلت في كل قلب لامسته ليشعر بالحب ذاته يتوهج بشكل لا يقاوم.

أبعاد تبدأ من ذواتنا

كيف تنظرين الى نهضة الحسين (ع) كقضية من زواياها الإنسانية والتاريخية والدينية والإصلاحية... بحسب اهتمامك؟

- نهضة الإمام الحسين (ع) هي نهضة متعددة الأبعاد والجوانب يجب أن تبدأ من ذواتنا وتنطلق لتتسع دائرتها في كل الحياة. مازالت تتدفق بكل قيمها ومعانيها عاصفة في دماء الأحرار، ومازالت تعلمنا كيف نحيا بكرامة، وكيف تنبلج الآه ساطعة في وجه الظلام حتى يتضاءل في حضرتها... ما زال نداء «يا حسين» يقودنا نحو الحقيقة، وما زلنا نستمد منها وجودنا وكينونتنا.

ليتخطى شعري المسافات

هل تعتقدين أن فوزك بهذه المسابقة التي حققت صدىً واسعاً على المستويين الخليجي والعربي، سيبرز اسمك وخصوصاً أنك من الشاعرات الشابات الواعدات في سماء الشعر؟

- بالتأكيد هي فرصة ثمينة ليتخطى شعري المسافات ويصل الى القلوب، وهو أمر أقدره كثيراً، وإلا فإن الكل فائز في هذه المسابقة ولمثل هذا فليعمل العاملون، وبودي أن أوجه شكري وامتناني إلى الجميع وأقول للجنة المنظمة: «وفيتم وكفيتم... جهودكم مباركة ومشكورة وأجركم على الله ورسوله وآله الطيبين الطاهرين عليهم أفضل الصلاة والسلام، ويعطيكم ألف عافية».

أما للجنة التحكيم فأقول: «بما أن اختيار القصائد يخضع للذائقة، فمن العسير إرضاء الجميع... كان الله في عونكم... مجهودكم طيب ومشكور»، وللجمهور والمهتمين بالشعر: «لكم كل التحية والشكر... سعدت بتفاعلكم ورأيكم يعني لي الكثير».


مقطع من القصيدة الفائزة:

الأمنياتُ رصيفٌ... والرؤى سَفَرُ

من أوّلِ الحبِّ قلبي كان ينتظرُ

من أوّلِ الشوقِ كان الدّربُ يُومئُ لي

وكنتُ أبصرُ ما لا يُدركُ النّظرُ

أمضي إليك وشِعري بعض أمتعتي

ومن ورائي تسيرُ الشمسُ والقمرُ

نمضي... ومن خلفنا الأنهارُ تعرفنا

«والخيلُ والليلُ والبيداءُ» والزّهَرُ

العاشقون على أبوابكَ ازدهروا

والشانئون بكفِّ الريح قد نُثروا

أنت الطريقُ... ومعنى السيرِ... «هيتَ لنا»

لنعبر الغيبَ فيمن بالهوى عبروا

حُلمي أصابعُ غيمٍ... لهفتي ودقٌ

أطفو بريشِ ملاكٍ ثم أنهمر...

أضمّ بين كفوفي ما تفايض من

غناءِ حوريّةٍ بالنورِ تستترُ

عيناي رقصُ فراشٍ في حقول سنا

عيناك منبعُ ضوء... حيث أنصهرُ

أفنى... وأخُلَقُ في نارِ الهيامِ وما

غير التّوحُّدِ لي في المنتهى وَطَرُ.

العدد 3787 - الجمعة 18 يناير 2013م الموافق 06 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً