العدد 3787 - الجمعة 18 يناير 2013م الموافق 06 ربيع الاول 1434هـ

30 مفكراً يجيبون عن سؤال «إلى أين يذهب العرب؟»

اختلفت آراء 30 باحثاً ورجل فكر عربياً أجابوا عن سؤال أساسي هو «إلى أين يذهب العرب؟» في عدة موضوعات بينها نجاح أو إخفاق ما اصطلح على تسميته الربيع العربي.

ورد ذلك في كتاب ضخم صدر كعدد خاص عن سلسلة معارف التابعة لمؤسسة الفكر العربي وعن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وجاء الكتاب في 491 صفحة كبيرة القطع وحمل عنوان «إلى أين يذهب العرب... رؤية 30 مفكراً في مستقبل الثورات العربية». وتحت عنوان «هذا الكتاب - المشروع» كتب سليمان عبدالمنعم الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي مقدمة جاءت في شكل خلاصة لما اشتمل عليه الكتاب. قال «هذا كتاب في «المبنى» ومشروع معرفي في «المعنى» ومحاولة لقراءة المستقبل العربي في «المغزى». هو إذن أكثر من مجرد كتاب. هو أقرب إلى شهادة معرفية تضم رؤية ثلاثين مفكراً عربياً بارزاً حول أسئلة التحول العربي. نحن إذن أمام شهادة عن الحاضر والمستقبل أيضاً. وفي هذه الشهادة شئنا أم أبينا استحضار للماضي أيضاً». وقال «أفرز الحاضر العربي أزمة الثقة التي تعيشها الذات العربية. وقد تجلت هذه الأزمة في السنوات الأخيرة بفعل عاملين: أولهما الحالة العراقية انطلاقاً من الغزو الأجنبي فالاحتلال فالصراع الداخلي الذي كاد أن يصل إلى حد الحرب الأهلية. «لكن الملاحظ أن الحالة العراقية وما تزامن معها من أحداث عنف في دول عربية أخرى لم تكن إلا أعراضاً ظاهرة لازمة من الشك تساور العرب منذ بدأ الحديث عن مشروع الشرق الأوسط الجديد.

وهو مشروع فيه الكثير عن نشر الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان لكنه مبطن بنوايا وإشارات لا تخطئها العين بشأن الجغرافيا السياسية العربية وأوضاع الأقليات داخل هذه الجغرافيا. «وقد بدت المفارقة أن الأقطار العربية التي تاقت يوماً إلى الوحدة والتكامل أصبحت قلقة على حدودها الداخلية وسيادتها القطرية لتنخفض بذلك سقوف الأحلام والتطلعات القومية بقدر ما تزداد المخاوف والهواجس القطرية». أضاف «أما العامل الثاني في أزمة الثقة التي تعاني منها الذات العربية فيبدو متمثلاً في حركة العولمة الهادرة وهي تقذف كل صباح بتجلياتها وأدواتها العابرة للحدود. وكان التدفق الفوري والحر للمعلومات سواء على شبكة الإنترنت أم من خلال الفضائيات ووسائل النشر التقليدية مناسبة لأن يتعرف العرب على الهوة الحضارية الواسعة التي تفصلهم عن الغرب وعن بعض القوى الآسيوية التي فرضت وجودها على الساحة العالمية». وقال متسائلاً «هل تعيد ثورات الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا ثقة العرب المفقودة في أنفسهم أم أن الوضع سيزداد تعقيداً؟ في الأيام الأولى للربيع العربي بدت ثقة العرب كبيرة ثم ما لبث الانقسام والتشرذم والتناحر بين القوى التي صنعت الثورة في مصر أن زرع الشكوك والهواجس. وفي ليبيا كان تدخل حلف الأطلسي وما لحقه من أحداث موحياً بأن الغرب كان يبحث في ليبيا عن الثروة بأكثر من انحيازه إلى الثورة». ويتضمن هذا الكتاب»الذي جمع بين منهجي الاستبيان والتأصيل عشرة أسئلة موجهة إلى ثلاثين مفكراً وخبيراً عربياً حول أهم القضايا والتحديات السياسية والثقافية والاجتماعية والمعرفية التي تجتاح دول العالم العربي والتي بلغت ذروتها باندلاع أحداث الربيع العربي سواء أسميناه ثورة أم انتفاضة أم تغييراً. «هنا يصبح مفيداً أن نتعرف إلى مناطق الاتفاق والاختلاف بين المنتمين إلى هذه التيارات... من المرجعيات الفكرية المعبرة عن كل ألوان الطيف السياسي والثقافي العربي... فإنها تعكس في الواقع التيارات الليبرالية واليسارية والإسلامية والعروبية وهي التيارات السائدة اليوم في العالم العربي إلى حد بعيد». أضاف يقول إن رؤى هؤلاء الثلاثين مجتمعة «تقدم لنا تفسيراً تكاملياً نادراً لقضايا الراهن العربي وتحولاته... وعلى سبيل المثال فإن رؤية المفكرين القائلين بنجاح حركات التغيير في تونس ومصر وليبيا تعتبر أن الأسباب الأكثر أهمية ونجاعة في نجاح حركة التغيير إنما تعود بالأساس إلى أخذها بوسائل التغيير الديمقراطي والتقريب بين مختلف القوى.

«أما القائلون بإخفاق مسار التغيير فيردون ذلك بالدرجة الأولى إلى تشويه القوى الانتقالية الحاكمة صورة الثوار وافتقاد الثورة (أو حركة التغيير) إلى قائد يجمع الصفوف ثم إلى سطوة التيار الإسلامي. أما الأسباب الأقل أهمية لإخفاق مسار التغيير (عند من يعتقدون في هذا الإخفاق) فهي مخاطر انهيار الدولة والصراع على السلطة وتشرذم القوى الثورية». ومضى يقول «وعلى صعيد سؤال اللحظة الراهنة بامتياز المتعلق بأسباب صعود تيار الإسلام السياسي فإن التفسيرات الثلاثة الأولى (بحسب معدل التكرار) تتمثل في: 1/ تفاقم الأوضاع المجتمعية. 2/ تفشي الفساد. 3/ قمع الأنظمة للإسلاميين. بينما تتجلى التفسيرات الثلاثة الأخيرة في: استفادة التيار الإسلامي من ضعف الأحزاب المدنية - معارضة الإسلاميين لأنظمة الحكم - الدور الاجتماعي والخيري للإسلاميين.» وعن النموذجين الإيراني والتركي قال «أما على صعيد التنبؤ بمدى تأثر القوى الإسلامية في تونس ومصر بأحد النموذجين الإيراني والتركي أو جنوحها لإفراز نموذج عربي خاص فتكاد القراءات تتماهى إلى حد بعيد إذ تتوزع بين 25 في المئة لاحتمال التأثر بالنموذج الإيراني و25 في المئة لاحتمال التأثر بالنموذج التركي و50 في المئة لاحتمال إمكانية قيام نموذج إسلامي عربي خاص». أما رجال ونساء الفكر الثلاثون الموزعون بين مختلف البلدان العربية فهم ابتسام الكتبي وصلاح فضل وفهمي جدعان وأحمد إبراهيم الفقيه وطارق متري وليلى شرف وجمال خاشقجي وعبدالإله بلقزيز ومحمد الرميحي وجهاد الخازن وعبدالحسين شعبان ومحيي الدين عميور وحسن حنفي وعبدالسلام المسدي ومراد وهبة وحيدر إبراهيم وعلى اومليل ومصطفى الفقي ورضوان السيد وعلي حرب ومعن بشور وسليمان العسكري وعلي فخرو وميشال كيلو والسيد ياسين وعمر كوش وهاني فحص وصالح المانع وفالح عبد الجبار وهشام نشابة.

العدد 3787 - الجمعة 18 يناير 2013م الموافق 06 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً