مسحت الخسارة الثقيلة التي اختتم بها منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مشواره في بطولة «خليجي 21» بالسقوط أمام الكويت بستة أهداف مقابل هدف أمس، الصورة الفنية المرضية التي ظهر عليها المنتخب في هذه البطولة، ولاقت حالة من الرضا لدى الأوساط الكروية المحلية عن محصلة المنتخب في «خليجي 21»، حتى قبل مباراة الأمس على رغم مرارة إهدار فرصة تحقيق اللقب الخليجي للمرة الأولى.
وعلى رغم عدم أهمية المركز الثالث إلاّ أن الحافز لتحقيقه كان يفترض أن يكون من جانب منتخبنا أكثر من الجانب الكويتي، وخصوصاً من الناحية المعنوية للمنتخب الوطني لكونه صاحب الأرض، وكان من الأجدى أن يتوج مشاركته بصورة أفضل من تلك التي شهدها المشهد الختامي والمحافظة على الصورة الجيدة التي ظهر عليها الأحمر في أغلب مبارياته في البطولة حتى التي خسرها أمام الامارات في الدور الأول ثم أمام العراق في نصف النهائي بركلات الترجيح وأعطت مؤشراً على أحقية الأحمر في الصعود الى النهائي الخليجي، بالإضافة الى أهمية الفوز معنوياً لمجموعة العناصر الشابة التي مثلت المنتخب في هذه البطولة للمرة الأولى، وكم كان جميلاً لو حقق منتخبنا المركز الثالث لتحصل على دفعة معنوية بالصعود الى منصة التتويج وسط أرضها وجمهورها وتمنحها جرعة معنوية في مشوارها الكروي المقبل بدلاً من الإحباط الذي شكلته هذه الخسارة الثقيلة التي لم تحصل في تاريخ لقاءات المنتخبين حتى عندما كان الفارق الفني كبيراً بين المنتخبين في السبعينات والثمانينات.
ولم تكن معطيات المباراة ومؤشراتها الأولية تشير الى وقوع هذه النتيجة الكارثية التي يجب عدم التقليل منها وتأثيراتها حتى لو كانت على مباراة المركز الثالث، وخصوصاً أن التأثير النفسي كان على الفريقين جراء عدم بلوغ النهائي فضلاً عن تكافؤ القدرات الفنية لاسيما أن المنتخبين لعبا بتشكيلتين ممزوجتين أغلبها من العناصر الاحتياطية في كلا المنتخبين، وبالتالي لا يوجد ما يبررها فنياً، لكن يبدو أن المباراة كانت «عبئاً ثقيلاً» على منتخبنا ولاعبيه وكذلك جهازيه الإداري والفني، وهو ما لاحظناه حتى عندما تقدم منتخبنا بهدف سريع في الدقيقة الأولى، وكان يفترض أن يمنح جرعة معنوية للفريق للظهور بصورة أفضل في الشمهد الختامي، إذ لا ننسى أن قرار إقالة مدرب منتخبنا السابق الانجليزي تايلور اتخذ بعد الخسارة الثقيلة أمام الامارات في مباراة ودية في دبي بالنتيجة نفسها 1/6، فكيف سيكون التعامل مع تأثير هذه الخسارة التي ستبقى عالقة في تاريخ لقاءات المنتخبين والتي تعتبر الأكبر في سجل المنتخب البحريني في مشاركاته الخليجية منذ العام 1970.
ان المحصلة النهائية لمشوار الأحمر كانت «مقبولة على مضض» بخسارة فرصة تحقيق اللقب الخليجي للمرة الأولى، وكنا نعولّ على الإشادات بالمستوى الذي ظهر عليه الفريق خلال مبارياته حتى أن الصحافة المحلية أشادت بالمنتخب بعد الخسارة أمام العراق في نصف النهائي وأرجعتها الى سوء الحظ، وذلك للمرة الأولى في ردة الفعل تجاه أي اخفاق للمنتخب في الدورات الخليجية بصرف النظر عن المستويات التي قدمها المنتخب، لكن جاءت «الخسارة الكارثية» أمس أمام الكويت لتكون نقطة سوداء حتى لو حاول البعض التقليل من شأنها وتأثيرها وخصوصاً أن حجم هذه الخسائر اختفت منذ سنوات في دورات الخليج حتى في المباريات غير المهمة وستبقى عالقة في تاريخ الدورة... لكن ظهورها اليوم يؤكد أن هناك خللاً ما حصل في تهيئة الفريق لهذه المباراة وقراءة حساباتها المعنوية وأهميتها لمنتخبنا وهو يلعب وسط أرضه وجمهوره، أم أن الأمر سيمر مرور الكرام؟!.
العدد 3787 - الجمعة 18 يناير 2013م الموافق 06 ربيع الاول 1434هـ