تغطية: حسين الدرازي، يونس منصور، محمد طوق، محمد عباس، محمد أمان، أسامة الليث.

سطَّر (عيال زايد) نجوم الإمارات أروع الملاحم الكروية وحلَّقوا بلقب كأس الخليج العربي الحادية والعشرين التي اختتمت أمس في استاد البحرين الوطني بالفوز على المنتخب العراقي بهدفين مقابل هدف واحد بعد التمديد للشوطين الإضافيين، إذ بزغ نجم إسماعيل الحمادي وسجل هدف الانتصار والفرح والكأس بعد مرور دقيقتين على انطلاق الشوط الإضافي الثاني، فيما كان زميله عمر عبدالرحمن قد سجل هدف (الأبيض) الأول بعد مرور 27 دقيقة من الشوط الأول وفي الشوط الثاني وعند الدقيقة 36 سجل يونس محمود هدف التعادل لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل بهدف لهدف.

وقدم الفريقان مباراة حماسية مُثيرة في غاية الروعة ربما هي الأفضل في كأس الخليج منذ سنوات، وتبادلا السيطرة، فالشوط الأول كان إماراتيا والثاني عراقيا، ووسط حضور جماهيري كبير للغاية وأكثر بكثير من الطاقة الاستيعابية للملعب، إذ فاق الحضور 25 ألف متفرج في حين أن عدد مقاعد الملعب 23 ألفاً، وأكثر من 95 في المئة من الجماهير كانوا من أنصار المنتخب الإماراتي البطل.

تشكيلة الفريقين

دخل الإمارات المباراة بالحارس علي خصيف، محمد أحمد، مهند سالم العنزي، عبدالعزيز صنقور، عبدالعزيز هيكل، حبيب الفردان، عامر عبدالرحمن، خميس إسماعيل، عمر عبدالرحمن، علي مبخوت وأحمد خليل، بينما بدأها العراق بالحارس نور صبري، أحمد إبراهيم، سلام شاكر، علي عدنان، وليد سالم اللامي، علي حسين أرحيمة، سيف سلمان، حمادي أحمد، أحمد ياسين غني، هُمام طارق ويونس محمود.

أفضلية إماراتية

على الرغم من البداية العراقية الجيدة في أول 5 دقائق من خلال الوصول لمنطقة الجزاء الإماراتية، إلا أن الشوط الأول شهد أفضلية إماراتية كاملة بعدها من خلال السيطرة على منطقة الوسط بالذات، في ظل حيوية وانتشار سليم للاعبين بكافة أرجاء الملعب.

وأهم ما كان يُميز الإماراتيين في هذا الشوط هو عدم تقيد اغلب اللاعبين بمراكزهم وهذه (اللامركزية) خلقت ربكة كبيرة في الجانب العراقي، إذ عجز عمق الوسط العراقي بالذات عن إيقاف المد الإماراتي، وخصوصاً في ظل عودة مستمرة وتناوب عليها من المهاجمين أحمد خليل ومبخوت، وكل هذا جعل الفراغات كبيرة في الوسط العراقي، وكان انتشار اللاعبين سليماً، فما أن تنقطع الكرة إلا وتجد حبيب الفردان أو عامر عبدالرحمن جاهزاً لإيقاف أي هجمة مرتدة عراقية، وبرز عمر عبدالرحمن كثيراً في وسط الملعب وكان يتحرك بجميع الأرجاء مع الميل غالباً جهة اليمين، وبالتالي ظلت الجهة اليسرى فارغة أحياناً من أجل ترك المجال لعبدالعزيز صنقور من أجل التقدم لمساندة الهجوم.

وفي الجانب العراقي فإنه بدا متأثراً للغاية بوجود أكثر من مفتاح للعب بالجانب الإماراتي بالذات في عمق الوسط، وبالتالي لم تكن هنالك رقابة كبيرة على الإماراتيين وهو ما جعل حمادي أحمد يعود كثيراً ليكون بجوار سيف سلمان وارحيمة، وهو ما أثر على قدرة الفريق على التحول هجوماً في الهجمات المرتدة، وأبرز لاعبي الفريق كان هُمام طارق لاعب الوسط الأيسر الذي كان يتحرك كثيراً وينضم للوسط غالباً من أجل مساندة البقية، وأدى أدواراً دفاعية وهجومية على مستوى عالٍ.

أحداث الشوط

بدأت فرص الشوط الأول عند الدقيقة 7 حينما وصلت كرة لأحمد خليل واجه بها المرمى لكنه أطالها عليه ليتدخل الحارس نور صبري ويبعدها في الوقت المناسب، وبعدها بدقيقة تهيأت كرة لعلي مبخوت وهو مقابل للمرمى تماماً وعلى مقربة منه لكنه يبدو استعجل في التسديد لتمر منه بشكل غريب، ولعب الإماراتي عمر عبدالرحمن كرة عرضية ساقطة من خطأ لفريقه أبعدها الحارس نور صبري ببراعة لركلة ركنية (11)، وهدأ اللعب بعدها قليلاً قبل أن يُشعل (عموري) الملعب في الدقيقة 27 حينما تلاعب بأكثر من لاعب عراقي وآخرهم علي عدنان ليسدد كرة من داخل منطقة الجزاء اصطدمت بالمدافع أحمد إبراهيم وتغير اتجاهها لتسكن المرمى العراقي هدفاً للإمارات فرحت به جماهير الأبيض كثيراً، والفرصة الوحيدة التي تستحق الذكر للعراق كانت في الدقيقة 33 حينما وصلت كرة في الجانب الأيسر لهُمام طارق سددها قوية أبعدها الحارس خصيف، وانتهى الشوط الأول إماراتياً بهدف دون مقابل.

الشوط الثاني

مع بداية هذا الشوط أجرى مدرب العراق بعض التغييرات على صعيد اللاعبين وأبرزها إعادة علي ارحيمة لعمق الدفاع ليتواجد بجوار سلام شاكر مع تحويل أحمد إبراهيم للظهير الأيمن ووليد اللامي للوسط، وساهمت هذه التغييرات في استعادة العراقيين لتوازنهم بعض الشيء، إذ كانوا الطرف الأفضل في هذا الشوط بوجود دافع إحراز التعادل أيضاً، بينما شهد أداء الإمارات تراجعاً كبيراً وغابت التحركات الإيجابية التي كانت موجودة بالشوط الأول، وكاد أحمد ياسين يُحرز التعادل مبكراً لكنه أرسل كرة علي عدنان العرضية ليد الحارس علي خصيف (3)، ورد الإماراتي عامر عبدالرحمن بكرة قوية سددها من مسافة بعيدة جاورت القائم الأيمن، فيما أحدثت كرة قادمة من ركلة ركنية دربكة بالقرب من المرمى الإماراتي قبل أن يتدخل أحد المدافعين لإبعاد كرة المتقدم سلام شاكر (10)، وسدد العراقي علي عدنان كرة قوية أبعدها خصيف قبل أن يدخل العراقي ضرغام إسماعيل ليشغل مركز الظهير الأيسر ليتقدم علي عدنان للوسط الأيسر وخرج أحمد ياسين، وسدد ضرغام بعد نزوله كرة يسارية قوية للغاية تألق في إبعادها الحارس اليقظ علي خصيف (26)، واضطر مهدي علي لإنعاش خط وسط الإمارات بإدخال إسماعيل الحمادي وإخراج المهاجم علي مبخوت ليلعب بمهاجم واحد هو أحمد خليل، وزاد الضغط العراقي في الربع ساعة الأخيرة وأدخل مهدي علي الحبير إسماعيل مطر بديلاً لأحمد خليل في الأمام ورد حكيم شاكر بإخراج المدافع علي حين أرحيمة وإدخال حسام إبراهيم الذي كان فأل خيرٍ على العراقيين، إذ لم يكمل أول دقيقة له في الملعب إلا وتمكن يونس محمود من إشعال بغداد بهدف التعادل إثر كرة عرضية وصلته داخل منطقة الجزاء سددها بيمينه سكنت الزاوية اليسرى الأرضية وانفجرت في الشباك الإماراتية ليدخل العراقيون في حالة فرح هستيرية في الملعب (36)، وأراد الإماراتيون استعادة توازنهم بعد الصدمة العراقية المُباغِتة ليدخل سعيد الكثيري في الأمام بدلاً من لاعب الوسط حبيب الفردان، إذ عادوا للعب بمهاجمين فيما قاد نجم العراق الأول بالأمس الشاب هُمام طارق هجمة مرتدة قبل النهاية بثلاث دقائق، ومرر الكرة للسفاح يونس محمود الذي أراد الفتك بالإماراتيين حينما انفرد بالمرمى الأبيض وسدد الكرة قوية من غير تركيز وأبعدها الرائع خصيف في الوقت المناسب، مانعاً العراقيين من الفوز، ولذلك انتهى الوقت الأصلي بالتعادل بهدف لكلا الفريقين.

الوقت الإضافي

في الشوط الإضافي الأول كان الحذر هو الغالب بعض الشيء مع وجود حماس عراقي لم يتكلل بتشكيل أي هجمة خطرة، فيما بدأ الإماراتيون الشوط الإضافي الثاني باندفاع للأمام وكأنهم يعلمون أنه شوط الفرح والسعادة والحسم والنصر والكأس، ولذلك فإن هدف الذهب جاء بعد مرور دقيقتين فقط حينما مرر المُبدع عامر عبدالرحمن كرة بينية داخل منطقة الجزاء في الدقيقة الثانية وصلت لإسماعيل الحمادي الذي كان وفياً لكل الإمارات ووجه قُبلة على رأس الإماراتيين عندما سدد الكرة بروحه وقلبه قبل قدمه في الشباك العراقية، إذ مرت على يمين الحارس نور صبري لتشتعل الإمارات السبع بالفرح، في حين كاد سعيد الكثيري يحسم الأمور بعدها بثلاث دقائق، لكنه سدد الكرة برعونة فوق المرمى رغم انفراده الكامل بالحارس صبري، وتخلص العراقيون بعض الشيء من المباغتة الإماراتية ولذلك كادوا يحرزون التعادل في الدقيقة 8 حينما وصلت كرة عرضية لمهند عبدالرحمن وهو داخل منطقة الست ياردات ولعبها بكتفه خارج المرمى، وحافظ الإماراتيون على تقدمهم وأنهوا المباراة فائزين بهدفين مقابل هدف واحد.

أدار اللقاء بنجاح تام وتألق الحكم السعودي خليل جلال وساعده مواطناه عبدالله الشلوي وعبدالعزيز الاسمري والحكم الرابع البحريني نواف شكر الله.