أخيراً، أُسدل الستار على بطولة كأس الخليج 21 على أرض البحرين بفوز المنتخب الإماراتي الشقيق بلقبها للمرة الثانية في تاريخه، بعد ماراثون طويل شهدته البطولة منذ بدايتها في الخامس من يناير/كانون الثاني الجاري حتى يوم الأمس، فقد عشنا أياماً لن تُنسى في ظل تواجد أبناء الخليج العربي واليمن والعراق على أرض البحرين في أجواء احتفالية رائعة، والفرحة كانت للجميع بهذا اللقاء المتميز والفرحة الأكبر بالتأكيد للمنتخب الإماراتي، الذي استحق الخروج بلقب البطولة بعد أداء ثابت ومتوازن في كل المباريات التي خاضها، ورغم أن منتخبنا كان (الأفضل) في مباراته أمام (الأبيض) إلا أن كل ذلك لا يمنع من أحقية الإماراتيين باللقب بالتأكيد، فهم في النهاية فازوا علينا وواصلوا المشوار وحصدوا البطولة.

البطولة الحالية كانت من أفضل البطولات من ناحية المتابعة الجماهيرية وحتى في المستوى والأداء الفني الذي كان في أوجه يوم أمس، إذ اننا لم نشعر أننا في مباراة نهائية التي دائماً ما يكون التحفظ والحذر هو أبرز ما فيها، لكن نجوم الفريقين أثبتوا عكس ذلك وقدموا مباراة رائعة للغاية، ومنذ تغيير النظام في خليجي 17 لم تشهد أي مباراة نهائية في كأس الخليج تسجيل 3 أهداف كما حصل بالأمس.

كل هذا النجاح والمتابعة الإعلامية الكبيرة والتغطية الرائعة من أغلب القنوات الرياضية والصحافة وأهالي الخليج ككل يجعلنا نُفكر بشكل جلي وأكبر في تطوير البطولة بدلاً مما يُطالب به البعض بإلغائها، فمن شاهد وعايش البطولة لابد أن يُطالب ببقائها بدلاً ممن يستندون على أمورٍ غير مقنعة في رأيهم بالإلغاء. وأتمنى ألا يكون شعار رؤساء الاتحادات الخليجية لكرة القدم الذي رفعوه بأهمية مخاطبة الفيفا لاعتماد البطولة دولياً مجرد (حماس زائد) يتكرر في كل بطولة ويخفت بعدها، وحتى لو لم يحصل ذلك فهنالك العديد من الأمور التي من الممكن أن تطور من البطولة، مع الاستفادة بالتأكيد من كل الأخطاء التي تحصل في البطولات السابقة، وأنا في رأيي الشخصي أكبر سلبية في خليجي 21 هي إقامة مباراتي الدور قبل النهائي بيوم واحد وهو ما حرم الكثير من الحضور إلى الملعب، وهذا أمر لا يُلغي النجاح أو يؤثر عليه، ولكن مثل هذه الأمور يجب تلافيها في النسخ القادمة كي تتطور البطولة وُتسكت من يُطالب بإلغائها!.