يجد المرء أحياناً صعوبة في طلب العون والدعم من الآخر، ولكن المرأة بطبيعتها تعتبر ذلك الطلب «مخيباً للآمال» كما عبر عنه جون غراي في كتابه «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة».
تعتبر المرأة ذلك «مخيباً للآمال» لأن طبيعتها التكوينية تُؤْثِرُ أن يقدم لها الرجل كل ما تحتاج بمجرد التفكير به أو التلميح برغبتها للآخر، ولأنها أيضاً قد تعتقد بأن على هذا الآخر فهم احتياجاتها من غير أن تطلبها بنفسها، وخصوصاً أنها تقوم بذلك بدافع الحب، فشعار النساء كما يوضحه غراي في كتابه هو: «الحب هو ألا يكون عليك أن تطلب أبداً».
بالطبع لا يوجد قاعدة يمكن أن تكون شاملة؛ إذ لابد أن يخرج عنها شواذٌ يختلف عددهم باختلاف طبيعتهم وثقافتهم وقدرتهم على تطويع أنفسهم في كل المجالات، ولكن الغالبية العظمى من النساء تجد في الطلب مشقةً عليها، وتعتبر الرجل الذي لا يقدم ما ترغب به وتحتاج إليه بالشكل المطلوب ذا نتيجة ضعيفة في امتحان الحب!
ولو تأكدت المرأة أن المشكلات التي قد تنتج من عدم الطلب أكبر منها مما لو أنها طلبت من الرجل دعماً، لحاولت تطويع نفسها ومشاعرها على طلب هذا الدعم متى احتاجت إليه وخصوصاً أن طبيعة الرجل مختلفة عن طبيعتها، فهو لا يعرف متى يجب عليه أن يقدم ماذا، ويتوقع من المرأة أن تطلب منه ما تريد بشكل مباشر كما يفعل هو؛ فالرجل متى أراد شيئاً طلبه على الفور وبشكله المباشر.
ولأن المرأة تجد في الطلب حرجاً، فإنها تستاء كثيراً إذا اضطرت إلى طلبه بصورة دائمة، وهذا الاستياء يولّد خطأ في طريقة الطلب قد يستاء منها الرجل بدوره ولا يؤدي المطلوب منه، لأنه يعتبر الأسلوب الذي استخدمته المرأة أسلوباً ينتقص من كرامته أو رجولته، ويعتبره عدم تقدير لكل ما يقوم به؛ لذا على المرأة أن تطلب كل ما تحتاجه بطريقة صحيحة، وأن تتفهم طبيعة الرجل كي لا تضطر إلى مواجهة ما لا يعجبها، كما على الرجل أيضاً أن يفهم طريقة المرأة ويحاول أن يلبي طلباتها إذا ما حاولت التلميح بشيء يفهمه من غير الحاجة إلى التصريح به، فالقضية ليست في الطلب والعطاء، وإنما في الفهم والتقبل وتطويع الشخصية والتكوين بما يتناسب مع المواقف والطرف الآخر.
يؤكد غراي في كتابه السالف الذكر أن الرجل حين يسمع نبرة المطالبة، فمهما تكن صياغة الطلب مهذبة، فكل ما يسمعه هو أنه لا يعطي بما يكفي، لذلك يميل إلى أن يعطي أقل حتى تقدر ما يقدمه لها من قبل، ولهذا على المرأة أن تعرف بأي النبرات تخاطبه.
ومضة: الرجال أكثر استعداداً لأن يقولوا نعم إذا كانت لهم الحرية في أن يقولوا لا. (جون غراي)
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3787 - الجمعة 18 يناير 2013م الموافق 06 ربيع الاول 1434هـ
مقاول بلادي
مقال جدا جميل ورائع والاروع ان فيه معاني عميقه لها ظلال لها رد ايجابي في الايام القادمه شكر للكاتبه العزيزه سوسن والتي اكن لها كل احترام وتقدير فانتي روح للكلمه المميزه انتي نبض للشارع وخصوصا القسم الانثوي يشهد لك كل التحيات الصادقه من قلبي
مقال مهم جداً
شكرا لهذا المقال استاذة سوسن نحن بحاجة ماسة لمثل هذه المواضيع بالفعل وانا من متابعيك دائما خصوصا في مقالات يوم السبت التي تعزز الثقة بالنفس وتعزز العلاقات الاجتماعية والزةجية ايضا
استاذة سوسن انتِ متميزة جداً في الكتابة وهذه المواضيع نحتاجها في كتاب مطبوع اقترح على الوسط طباعته لاننا سنستفيد منه كثيرا ومن الممكن ان يذهب ريعه لصالح ضحايا سوريا
الزائر رقم 2 اتفق معاك تماما
الحرية أن يقولوا لا
يعجبني في الموضوع دقته و خوضه عمق المعنى من خلال تميز الفروقات بين الجنسين،وتدرج الموضوع في بيان المشكلة والحل جعله مقنع للقارئ بيد أن الخاتمة كانت مختزلة ومركزة بإعطاء الآخر حرية بأن يقول لا وكيف أن ذلك يجذبه لأن يقول نعم من القلب. شكرا على الموضوع المميز جدا والمهم في حياتنا.
ويقولون ليش المرأة تحن
هي ما تحن بس الرجل يسمع كل كلمة حنة لكبرياؤه والمرأة لا تطلب لكبريائها والمشاكل لا تنتهي