استضافت البلاد القديم مسابقة «شاعر الحسين» في نسختها الخامسة مساء الجمعة الماضي (11 يناير/ كانون الثاني 2013)، فكانت خير خاتمة لموسم عاشوراء، الذي يبدأ باستشهاد الحسين (ع) وينتهي بذكرى وفاة الرسول (ص) في الثامن والعشرين من شهر صفر.
المسابقة مناسبة تجتمع فيها ثلة من شعراء هذا اللون من الشعر العربي المتخصص في رثاء أبطال كربلاء، إذ يتنافس المتنافسون على التعبير عن هذه الملحمة الخالدة في الضمير الإسلامي والإنساني.
في الحلة الجديدة، شارك 57 شاعراً من الجنسين، وكان متوسط نسبة المشاركة النسائية في حدود الربع سنوياً (15 شاعرة هذا العام)، واستطاعت إحداهن اختطاف اللقب هذا العام، وكانت تحتل المركز الثاني عشر في المسابقة الأخيرة، ما يشير إلى ما تشهده هذه الساحة من حراك.
المسابقة تشرف عليها لجنةٌ من النقاد، من حملة الشهادات الأكاديمية العليا والخبرة بهذا الميدان (الشعر الحسيني)، في حركة نقدية توازيها.
ويمنح أحد أعضائها فرصة خمس دقائق لتقديم تقييم موجز لإحدى القصائد الست التي تليت على الجمهور، والذي تركت له حرية اختيار «شاعر الجمهور».
وكثيراً ما لا تتطابق النتيجتان، لاختلاف التقييم القائم على النقد الأدبي والتقييم القائم على السماع والأذن الموسيقية وطريقة الإلقاء.
(هذا العام اختارت اللجنة الشاعرة إيمان دعبل واختار الجمهور علي الناصر من القطيف وكان الثالث في المسابقة، بينما احتل المركز الثاني جاسم عساكر من الأحساء). إلى جانب هؤلاء المشاركين من المنطقة الشرقية بالسعودية، شارك شعراء من عمان والعراق ولبنان والكويت.
المتابع للمسابقة، يلاحظ أن لها جمهوراً متذوقاً للشعر يحرص على متابعتها، ويبقى في مقاعده لثلاث ساعات متواصلة. ويجري على هامشها تكريم إحدى الشخصيات البارزة ذات العطاء، واختير هذا العام الأستاذ عبدعلي محمد حبيل، الذي له عدة مؤلفات تاريخية وتربوية، كما قام بشرح «ملحمة الطف» الشهيرة للشيخ الدمستاني، التي تمتلك تأثيراً عميقاً على أجيالٍ من أهل البحرين والمنطقة. وقد ألقى كلمة قصيرة جداً، اقترح خلالها جمع قصائد المسابقة في كتاب لتوثيقها، ولتكون في متناول الجمهور والنقاد. وهو اقتراح وجيه، خصوصاً حين نعلم أن حصيلة أربع سنوات بلغت 342 قصيدة من الشعر العمودي والنثري وشعر التفعيلة، ربما توفّر مادةً ثريةً للمنبر أو الموكب الحسيني.
في هذا السياق، لا أتكلم كناقد أدبي مختص، وإنّما كمتابعٍ ومتذوقٍ متواضعٍ للشعر، فألمس تطوراً في اللغة الشعرية والمفردات، بدءاً من عناوين القصائد: «حلم يطفو بريش ملاك...»/ دعبل، «بحيرة ورد» /عساكر، «تألق أيها السبط الشهيدُ»/ الناصر، «وما كان لي أن أراك»/جعفر الديري، «غيمة وجمر»/ أمل الفرج، «دروب الهوى» /إبراهيم هارون، و «تجليات ورؤى»/ علي حسن.
تلاحظ هذا العام تسرّب مفردات الربيع العربي إلى قاموس المسابقة ومفردات بعض قصائدها، بل إن الشاعر الفائز في السنوات الثلاث الأولى مجتبى التتان ألقى في العام الرابع قصيدة بعنوان «تحية إلى تونس الثائرة»، فهذا الشعر لا يعيش بعيداً عن قضايا الساحات والميادين العربية كما قد يتخيل المرء. وفي الكتيب الخاص بالتوثيق للمسابقة، نشرت قصيدة أخرى للتتان عن «ثورة المليار»، ومنها:
الناسُ في مصر قد هبت مدججةً
بثورةٍ صوتها في الكون ينتشرُ
وهذه تونس الخضراء قد قطعت
لنا التذاكرَ لما أن دنا السفرُ
كما تضمن الكتيب 12 قصيدة من مشاركات العام الماضي، استهلت بقصيدة رائية مؤثرة للشاعر المعروف غازي الحداد، واختتمت بأرجوزة كتبها مدرس اللغة الإنجليزية عبدالهادي الصفار من السجن.
جهدٌ مشكورٌ ينثره كل عام عشّاق الحسين.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3786 - الخميس 17 يناير 2013م الموافق 05 ربيع الاول 1434هـ
الوسط اكيد غطتها
اعتقد الوسط نشرت تغطية كاملة للمسابقة ربما يوم السبت او الاحد اشارت فيها الى فوز نون النسوة، بهذا العنوان تقريبا.
لماذا لا توجد تغطية صحفية من قبل الوسط ؟
نريد عرض القصيدة الفائزة في الصحيفة
مزيداً من التطور
أتمنى لهذه المسابقة الثقافية القيمة أن تستمر وتتطور وترتقي في خدمة الامام الحسين عليه السلام . كلنا عشاق الحسين.
شعراء الحسين
نعم كما تفضلت سيدنا،لدي سؤال لماذا لا يتم تناول هذه المسابقة من قبل الاعلام المحلي او العربي،ولماذا لا تكون هناك دعوات لبعض الادباء و الشعراء سواء من داخل البحرين او خارجها ليكونوا ضيوفا و ليس مشاركين؟اتمنى كل التوفيق لكل المساهمين وعلى الخصوص عاشق الصدرالاستاذ الكبير غازي الحداد.
شكرا لكم
كيف يمكننا الحصول على الكتيب؟
مع خالص شكري وتحياتي لقلمك الرشيق سيد
شكرا لهم
الشكر الجزيل للقائمين على هذا المشروع الكبير الذي احيى الشعر بعد اندراس واعاد للناس حب التذوق الشعري ويتحفنا كل عام بتطور هذه المسابقة ولا ادل على ذللك التنوع والازدياد في عدد المشاركين ومن مختلف الاقطار ،شكرا وللامام دائما.