ليلة حزينة عاشتها الجماهير البحرينية بعد خروج منتخبنا بخفى حنين من دورة كأس الخليج العربي الحادية والعشرين، فبعد أن كان الشارع الرياضي يمني النفس بأن يحقق الأحمر الانجاز التاريخي الذي طال انتظاره إلا أن الرياح سارت بعكس ما تشتهي السُفن.

انتهى الحلم على يد العراق، وتواصل البحث عن اسم الأحمر بين أساطير الخليج في هذه الدورة الكبيرة، فعلى رغم أن الأجواء كانت مهيأة للأحمر لتحقيق ما نصبو اليه عبر تكاتف الجميع من جماهير وإعلام إضافة للدعم اللامحدود الذي تلقاه الأحمر من قبل المسئولين في المملكة، إلا أن موسوعة التاريخ ستبقى خالية من اسم البحرين كبطلٍ لدورة كأس الخليج.

ليست المرة الأولى التي يصل فيها منتخبنا لنصف النهائي في هذه الدورات، فقد سبق له التأهل في أكثر من مناسبة، وأعتقد أن ما حققه الأحمر في الدورة الحالية «خليجي21» لا يعتبر إنجازا لأنه كان مطالبا بملامسة اللقب، ولاسيما أنه يلعب على أرضه وبين جماهيره وكانت فرصته متاحة للظفر باللقب.

الاتحاد البحريني لكرة القدم وتحديداً لجنة المنتخبات برئاسة الشيخ علي بن خليفة عليها أن تعيد دراسة واقع المنتخب من البداية وتشخيص أسباب عدم التأهل للنهائي، إضافة إلى دراسة المستويات التي قدمها المنتخب بكل واقعية، والتي أعتقد بأنها كانت «متفاوتة»، وعليه، يجب البحث عن مكامن الخلل سواء أكانت في الجهازين الفني والإداري أو اللاعبين بحيث القيام بغربلة شاملة من جميع النواحي لملامسة الأسباب التي أدت الى الخروج ووضع اليد على الجرح، إضافة إلى أن لجنة المنتخبات مطالبة بوضع دراسة شاملة عن وضع الأحمر في الدورة من دون انفعال وبعيداً عن العاطفة من أجل التمهيد للأفضل وصناعة منتخب قادر على تحقيق اللقب الخليجي أو غيره.

المنتخب أمامه عدة محطات وبطولات مقبلة سيبدأها بتصفيات كأس آسيا، ولابد أن يقدم اتحاد الكرة تصوره الكامل بشأن هذه المشاركات، وأعتقد من وجهة نظري أن يبدأها بتجديد عقد مدرب المنتخب الوطني غابرييل كالديرون لأنه نجح في صنع توليفة جميلة من اللاعبين وهو قادر على صناعة التاريخ مع الكرة البحرينية.