تبقى دورات الخليج هي الباب الذي دخلت منه المنتخبات الخليجية للتألق والبروز على المستوى القاري وصولا للعالمية، فكان فضل هذه الدورات كبيرا على الدول سواء على الصعيد الفني والإداري أو على صعيد البنى التحتية التي تطورت بشكل لافت وواضح طوال العقود الأربعة الماضية.

وخلال مشوار دورات الخليج برزت أصوات اعتبرها البعض «نشاز» عندما نادت وطالبت بإلغاء هذه الدورة وإيقاف مسارها وتحويلها لبطولة للفئات العمرية بسبب بعض السلبيات التي ظهرت في الدورات الأخيرة، وعلى رغم الانتقادات التي طالتها إلا أنها تبقى أمرا ملحا ومهما وضروريا لا يمكن التفريط به نظرا لخصوصيتها وما تحمله من معاني كبيرة لدى مختلف شعوب الدول الخليجية والمنطقة.

المطالبات باستمرار هذه الدورة هي السمة الغالبة لدى مختلف شرائح الشعوب الخليجية، إلا أن هناك أصوات مهمة ولها مدلولاتها الفنية والتنظيمية بدأت تظهر بصورة معتدلة تطالب بتطوير هذه الدورة وهو صوت يمكن وصفه بالعقلاني وخصوصا مع ما تحمله من أفكار ومقترحات لتطوير وتغيير واقع الدورة التي انطلقت من المنامة العام 1970.

بالتأكيد فإن ما صرح به «فهد الكويت» الشيخ أحمد فهد الأحمد ومقترحاته البناءة ربما تنقل هذه الدورة لمنعطف مهم وحيوي إن أخذ بها ولعل أبرز تلك المقترحات هي إشهار الاتحاد الخليجي لكرة القدم وفق لائحة خاصة يتفق عليها جميع الاتحادات.

ومن ضمن المقترحات الكويتية إسناد إدارة الاتحاد المالية لشركة تسويقية كبرى تطرح مشروعها لتوفير التمويل الذاتي للاتحاد وتنسق مع الدول التي تتقدم للاستضافة، وآخر المقترحات المهمة والتي من شأنها أن تنقل الدورة الخليجية لمرحلة متقدمة ومتطورة هي التخلي عن نظام الدور في استضافة بطولات الخليج والمعمول به حاليا، واعتماد نظام الترشح والملفات على أن يتم الاختيار عبر آلية التصويت.

ومن المقترحات التي ربما تطور من دورات الخليج ما قدمه رئيس الاتحاد العماني خالد البوسعيدي عندما أشار إلى إمكانية تأهل البطل ووصيفه لنهائيات كأس آسيا وهو ما سيجعل الاهتمام يتزايد لدى الاتحادات بالمشاركة الخليجية وخصوصا أنها ستكون مؤهلة للنهائيات القارية وبالتالي اختصار الكثير من المتاعب في مشوار المنتخبات الخليجية.

كل تلك الأفكار والمقترحات من شأنها أن ترتقي وتطور الدورة الخليجية على أمل أن ينتقل هذا الحدث لمرحلة متقدمة في السنوات المقبلة.