قضى 13 عاملاً آسيوياً نحبهم في حريقٍ التهم المبنى القديم الذي يسكنونه في قلب العاصمة القديم، في آخر موجةٍ من ضحايا النظام الرأسمالي الأصم.
هؤلاء ضحايا جدد من ضحايا النظام الاقتصادي القائم على استيراد عمالة أجنبية كثيفة، وفتح الباب على مصراعيه أمام استيراد عمالةٍ رخيصة دون ضوابط ولا اشتراطات، حتى غرقت السوق بآلافٍ من العمالة السائبة، بعدما أصبحت هذه الظاهرة جزءًا من الاقتصاد، تعتاش على استغلالهم فئاتٌ طفيليةٌ شرهة، لا يهمها غير ما تقبضه من مال.
عمالة أجنبية دفعتها الحاجة والفقر للقبول بأية فرصة عمل، وتحت أية ظروف، ومهما كان الراتب متدنياً. هذه العمالة تضطر للعيش على كميةٍ قليلةٍ وغير صحيةٍ من الطعام، وتعيش بالعشرات في غرفةٍ واحدةٍ، في بيوتٍ قديمةٍ هجرها أصحابها إلى الضواحي، بعيداً عن مشاكل العاصمة وازدحاماتها.
هؤلاء العمال الأجانب ليسوا أرقاماً كما نتعامل معهم في صحفنا وأخبارنا، بل هم بشر لهم ماضٍ، وكان لهم حُلُمٌ، انتهى بهذه المأساة. بعضهم يعول أسرةً أو أكثر، وبعضهم شابٌ جاء ليكسب رزقه ويكوّن مستقبله، فوجد نفسه يتقلب بين أضراس هذه الطاحونة الرأسمالية الجشعة. ومع تردّي الوضع الاقتصادي، وخصوصاً في العامين الماضيين، تردّت أوضاع هذه العمالة أكثر، فخرج مئات منهم في مسيرات تطالب برواتبها المتأخرة، واعتصموا أمام وزارة العمل التي تعجز عن الدفاع عن حقوق العامل والطبيب والصحافي والمصرفي المواطن، فكيف ستحافظ على حقوق الوافدين الفقراء؟ لم تكن هذه الحادثة الأولى، ولن تكون الأخيرة – للأسف - مع استمرار هذا النظام الاقتصادي الجشع القائم على استغلال الحاجة والبؤس الإنساني. ففي كلّ بضعة أشهر تسقط مجموعةٌ جديدةٌ من الضحايا في حريقٍ بمبنى قديم، وبالطريقة نفسها، وتنشر الصحف صورهم وهم مكوّمون في نومتهم الأخيرة كالأضاحي، دون أن يتغيّر شيء، بانتظار فاجعةٍ أخرى. وماداموا آسيويين، فإنهم لا يستحقون حتى كلمة رثاء، في أعراف الرأسمالية الجشعة.
إننا نتنافس في الخليج على بناء أضخم المباني ونتفاخر بتشييد أعلى الأبراج، بما نحصل عليه من إيرادات نفطية ستتوقف يوماً، دون أن نفكّر بوضع أسسٍ لاقتصاد حقيقي قائم على الإنتاج لا المضاربات. وهي حالةٌ من البحبوحة والترف ستنتهي يوماً بعد خمسين سنة أو أقل، بعد أن تجفّ الآبار، لنعود إلى حياة الزراعة والرعي.
حين صعدت برجاً من مئة طابقٍ في إحدى العواصم الخليجية، وراعني الارتفاع الشاهق وأنا أنظر إلى السيارات تتحرك كالنمل في القاع، كنت أفكّر: كم عاملاً أجنبياً فقيراً، بناءً أو صباغاً أو مركّب نوافذ الألمنيوم، سقط وتهشّمت عظامه أثناء تشييد هذا البرج؟ وكيف وصل خبر وفاته إلى عائلته التي كانت تنتظر منه تحويل نصف راتبه الزهيد إليها لتأكل منه خبزاً؟ وكيف تدبّر أرملتُهُ حياة أطفاله بعد وفاته؟ وهي أسئلةٌ تراودني كلما قرأت خبراً عن هؤلاء الضحايا المنسيين، آخره ما نُشر قبل أيام، عن وفاة عاملٍ آسيوي بعد سقوطه من مبنى من عدة طوابق أثناء عمله.
مسلسل الفواجع سيستمر، ولن تدفعها عبارات المواساة ورسائل التعزية الرسمية... فالنظام الاقتصادي الذي لا يحافظ على حقوق مواطنيه، ويحارب أكبر اتحاد عمالي منتخب لدوافع سياسية، ويتفاخر وزير عمله بقطع المعونة عنه منذ عامين، لن يتمكن من حفظ حقوق هؤلاء العمال المهاجرين الفقراء.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3781 - السبت 12 يناير 2013م الموافق 29 صفر 1434هـ
ياسيد احنا بعد (الشعب) نشترك في هالحادث المؤلم مو بس الحكومة
عندما تدخل الى قريتك سواء من مدخل الزنج او مدخل مدرسة الخميس ستجد على الطرفين من الشارع دكاكين فد فام اصحاب سجلاتها بتاجيرها على الاسيويين واغلبهم ولا اقول جميعهم حتى لا اظلم احدا ليسو بحاجة الى هذه السجلات لان رواتبهم مجزية والبعض الاخر يقوم باصدار السجلات باسماء ذويه واقاربه لاصدار اكبر عدد ممكن من التاشيرات بهدف جمع اكبر قدر من المال وكما هو الحال عندنا قس على قريتنا جميع المحلات التجارية في البحرين هذه نتيجة الطمع والجشع نجلب الاسيويين حتى لو لم تكن لنا حاجة اليهم.المهم احط رجول على رجول
ما متع غني الابما حرم منه فقير
ذكرتني ياسيد بأحد المفكرين عندما زار الاهرام لم يدخل الاهرام بل وقف بجانب المقبرة التي دفن فيها الآلاف من العمال والعبيدالذين بسواعدهم وعرقهم ودمائهم شيدوها وماتوا وهم تحت العذاب
يقال بأن عدد الضحايا فاق الـ 20 إنساناً
سيدنا العزيز.. فاجئني اليوم عامل معنا في الشركه يقول بأن عدد الذين ماتوا أكثر من 20 شخص في الحريق!! قلت له لا 13 شخص فقط.. فرد بالنفي وقال بأن الحكومه تكذب وتقول 13 شخص.. و يؤكد لي, بأن عامل معنا في الشركه يسكن في نفس المنزل الذي إحترق ويؤكد بأن الذين توفوا أكثر من عشرين!! ربما الـ7 أشخاص الموجودين في المستشفى هم أموات أصلاً ولم يتم الإعلان عنهم لتخفيف المصيبه
وينش يا رئيسة الجمعية فلانة بنت فلان
وين جمعية الجاليات ورئيستها هكذا يكون الدعم لكم وين ووين فلان وفلانة ؟؟؟
اسأل المستفيدين من الفيز
مسألة المتاجرة التي لا ولم ولن تتوقف والتي يغتني عليها البعض من كبار المسؤلين والتي في طياتها الكثير حيث ان هناك من لديه مجموعات تقدر بالمئات من العمالة السائبة التي تجلب للبلد من دون حساب ولا كتاب ولا رقابة . هنا بشر لا تطالهم يد العدالة مهما بلغت. اروي لكم قصة قصيرة:اصحاب سيارات النقل العام اشتكو من كثرة من يحاربهم في ارزاقهم من الآسيويين وعندما تم القبض على بعضهم وتبين انهم يتبعون لبعض المتنفذين يستفيد من فيزهم اطلق سراحهم وانتهت القضية هكذا هي المسألة
العبودية
العبودية بتعريف حقوق الانسان الدولية تنطبق على أوضاع العمال الآسيويين و أصحاب المداخيل الضئيلة
درس بليغ في حقوق الانتسان
فعلا حقوق الانسان لا تتجزأ، فالذي يدافع عن حقوق مواطنيه لابد أن يدافع عن حقوق المظلومين من الوافدين. هذا درس بليغ لمن يدافعون عن انتهكاات حقوق الانسان وعن الظلم والتمييز وفصل العمال من اعمالهم وقطع ارزاقهم.
الجشع
سبب جشع التجار هو تشجيع الحكومه لهم وعدم دعم العمال والموظفين في القطاع الخاص
ماذا لو كانوا العمال غير اسيويين
صباحك مفعم برائحة الحرية ...سؤال مشروع ماذا لو كانوا العمال المرحومين من جنسيات امريكية او اوروبيه ؟ هل ستمر القضية مرور الكرام ؟ وكأن الضحايا من الخراف ؟
انا لله وانا اليه راجعون
والله كلما اراى عامل اسوي وغيره من المستضعفين اعتصر الما واقول أنه ربما سبب من اسباب ما جرى عليا من ظلم هو ألسكوت علىمظلموية هذة العماله ونظرتنا الدونية لهم.
يقال انه عندما تبني مدينة اعلى برج فانها بداية النهاية
وخير شاهد علم ذلك مدينة نيويورك الامريكية التى بنت اعلى بناياتها في العشرينيات من القرن الماضي
اشرح لي
لكني لم افهم بداية نهاية مدينة نيويورك؟ هلا وضحتها لي
ابوكرار
لماذا لاتقول الى التجار الجشيعين الذين ياخذون الاموال من افواه المساكين انا كنت اعمل في شركة معروفه ولاكن الجشع صاحب الشركه تخيل خمس سنوات من التعب بدون اي زياده وراتب لا يتعدى 100 دينار واخر الشي ياتي بالعامل الاجنبي ويعطيه ثلاثمئه دينار دون السكن والاكل واحنا من نعلمه مرتاح للاسف التجار يريدون كم الارباح بس
المسؤولية تقع على عاتق الحكومة
رغم ان الكفلاء بتحملون جزء من المسؤولية لكن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الحكومة.. كم استغلت وجودهم من أجل تشويه الحركة المطلبية لكنها لم تقم يوما بتشريع قوانين تحفظ حياتهم وحقوقهم وكرامتهم ما حدث قبل يوميين هي ورقة انذار أخيرة لحكومتنا فعدد القتلى الكبير يبعث على الأسى والقهر