وسط الفرحة التي تجمع قلوب جماهير المنتخبات التي تاهلت الى الدور قبل النهائي لخليجي21 وهي منتخبات الامارات العربية والعراق والبحرين والكويت، ووسط المستويات المتذبذبة التي شاهدناها وقدمتها منتخبات لا تليق بسمعتها او بمستواها المعروف ومكانتها الكروية التي عرفتها دورات كاس الخليج. عاشت الجماهير البحرينية فرحة غامرة بعد ان تمكنت من المرور من عنق زجاجة المنتخب القطري الذي وفر له الاتحاد القطري والمسئولون فيها لبن العصفور ولكنه خرج من الدورة يكسوه اللون الباهت الضعيف.
ووسط الحضور الجماهيري الكبير الذي لا تعرفه اي دورة خليجية تقام في منطقة الخليج العربي، والتواجد الاعلامي الحاشد الذي اضاف على الدورة روح المنافسة القوية واعطاها الزخم والاهمية التي جعلت منها حدثا كرويا يفوق اي حدث رياضي اخر. يحق لنا ان نناقش في هذا المقال المقتضب الاراء التي طرحها البعض وطالب فيها بإيقاف هذه الدورة بعد ان استنفدت الغرض من اقامتها وفشلت في الاعتراف بها دوليا بعد مرور اكثر من 43 عاما على انطلاقتها، كما انها اصبحت عبئا ثقيلا على المنتخبات المشاركة فيها بسبب كثرة المشاركات الخارجية التي يعد اهمها تصفيات كاس العالم لكرة القدم وتصفيات الالعاب الاولمبية وتصفيات القارة الاسيوية والبطولات والدورات العربية. اضف الى مشاركات الاندية في مثل هذه البطولات.
فأنا - والعياد بالله من كلمة انا - اختلف مع كل من يطالب بالغائها لانها اصبحت عبئا يثقل كاهل الدول المنظمة والدول المشاركة فيها، والسبب ان هذه الدورة - ومن دون مغالات - اجد فيها الرمز الذي يحمل تاريخ الرياضة الخليجية، وكالصرح الذي بنى بسواعد رجالات آمنوا باهمية اللقاءات الرياضية الخليجية تجسيدا للوحدة الخليجية التي يرنون اليها، وان هذا العرس الكروي الخليجي لم يعد عبئا على الدول المنظمة بعد ان نجحت في تسويق الدورة والترويج لها، بل اصبحت لها مردودات اجتماعية واقتصادية وسياحية ورياضية تفوق اضعاف ما كانت عليه في بداية انطلاقتها.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3781 - السبت 12 يناير 2013م الموافق 29 صفر 1434هـ