قالت والحزن والاستغراب يطبع قسماته على محياها تأثراً بما حدث: «طفلي لم يتم توقيفه فقط، وإنما تعرّض للضرب كعقاب أيضاً، فيما تأثرت نفسيته كثيراً ولاسيما أن كل ذلك حدث أمام زملائه».
لسنا ندري متى سنصدق ما نراه ونسمعه في البحرين من تصرفات وقوانين وقرارات جائرة بحق النشء الجديد الذي حذّرنا مراراً وتكراراً من تدمير أساساته التربوية بقرارات سياسية محضة، تجعل الباطل حقّاً من فئات، والحق باطلاً جزماً مادام يصدر من فئةٍ معينةٍ من الناس في هذا المجتمع.
كيف نصدّق ونحن نعيش في عصر تقنية التربية والتعليم التي تتشدق بها الوزارة يوميّاً؛ بأن يُعاقب طفلٌ في الثامنة بالضرب، مع أن الضرب ممنوعٌ رسميّاً، والتوقيف عن الدراسة لأسباب سياسية؟ مَن سنّ هذا القانون؟ ومن وافق عليه؟ ولماذا على الأطفال؟ فلم يتوقع أحدٌ بعد تلك الصفعة التي وُجّهت قبل أسبوعين، إلى وجه والدِ طفولةٍ بريئةٍ، توقّعتُ من الدولة أن تضع إكليلاً من الغار على رأسه؛ أن تخرج علينا وزارة التربية والتعليم ممثلة بمديرة مدرسةٍ بقرارٍ غريبٍ، سيوضع في موسوعة «غينيس» في قسم أقسى عقوبةٍ لطفلٍ في الثامنة وهو على مقاعد الدراسة! فقد جاء في رسالة توقيف طالب، نشرت «الوسط» نسخةً منها يوم (8 يناير/ كانون الثاني 2013)، أن مديرة المدرسة أوقفت طالباً في الصف الثاني الابتدائي بعذر «ترديده عبارة سياسية».
وفي ذلك؛ قالت أم الطالب إنها لا ترى مانعاً في معاقبة أي طالبٍ إن أخطأ، مستدركةً أن ابنها طفلٌ لم يتجاوز عامه الثامن، والوزارة لم تراعِ صغر سنه والتدرّج في إيقاع العقوبة عليه، ولا سيما أن الفترة التي فُصل فيها هي فترة امتحانات نهائية، ما يؤثر على مستواه الدراسي.
ورأت والدة الطفل «أن الوزارة هي للتربية قبل التعليم، وكان من الأجدى اتباع سلوكٍ تربوي ودي مع الطفل عوضاً عن السلوك العقابي، ولاسيما أنه لا يعي ما عُوقب عليه في الأساس. إن ما حدث من شأنه أن يؤثر على تعامل زملائه من الطلبة معه ويضعف من شخصيته».
والأدهى والأغرب في رسالة التوقيف ما كتب في خانة السبب «مخالفة النظم والقوانين المدرسية»، والجرم هو «المساس بالسيادة الوطنية»، لأن الطالب كان يردّد عبارة إسقاط النظام. مع أن هذه العبارة صارت علكة في أفواه كل العرب وتتردد يوميّاً في محيطه وفي أجهزة التلفاز و(الأيباد، والأي فون، والواتساب، والايميل والصحف الالكترونية)، في معظم البلاد العربية من سورية إلى اليمن ومصر وتونس وحتى العراق اليوم؛ فهل أصبح ذلك جرماً سياسيّاً تُعاقب عليه الطفولة؟ إذن لابد من الآن وصاعداً أن تعد في كل البلاد العربية عقوباتٌ صارمةٌ ضد أطفال الربيع العربي وسجون مخصصة لكل من يردّد أية عبارة من هذا القبيل حتى لو كان طفلاً دون الثامنة!
ولغرابة وعبثية القرار ومن اتخذه؛ فقد علق على الخبر في الصفحة التي نشر بها، كما حدث في حكاية الصفعة، 129 زائراً حتى ظهر يوم الخميس فقط، وأعجب به 164 مشاركاً في «الفيسبوك»، وسجّل 415 تغريدة حوله في «التويتر»، هذا بخلاف تعليقات الناس في الشارع البحريني عموماً. فماذا فعلتم بالطفولة وأي اعوجاج نشرتم في التربية بدل أن تعدلوا ميزانها المائل. أو لعلمكم يا أيها المربون في وزارة التربية والتعليم من إدارة المدارس حتى أصغر مسئول في الوزارة نفسها، لم تقرأوا في حيثيات سني الطفولة من كتب تربية الأطفال؟ إن الأطفال في سن الثامنة يتسمون عادةً بالتلقائية والبساطة والبراءة والرغبة في إرضاء الآخرين. وهم مغرمون إلى حدٍّ ما بالعالم من حولهم. ألم تتعلموا في كتب التربية والتعليم أن الطفل في هذه السنّ لم يتعلم بعد الخجل والتهكُّم والسخرية أو حتى النقد اللاذع! فإذا كان هذا الطفل البريء قد تعلّم النقد اللاذع، كما تدعون بترديد ما يسمع، وهو يحسبه أنشودةً أو أغنيةً، فإنه عبقري، ولذلك وجب الاحتفاء به لا عقابه بفصله من المرحلة الدراسية لمدة عشرة أيام، وهذا يحدث لأول مرة في البحرين التي صارت تُعجب مؤخراً بهذه الحصريات التي لا يرتكبها غيرها... وما أكثرها.
وهذا تعليقٌ آخر نختم به هذه الرزية من زائر في يوم 10 يناير/ كانون الثاني 2013 الساعة 1:09 مساءً: «ابني لم يذهب لمسيرة أبداً، ونعيش في منطقة ليس بها أي نوع من التظاهرات ولكنه جزء من مجتمع كل يوم يردّد ويسأل من محيط الروضة كلمات لا يعرف أو يفهم معانيها ولا يستطيع أصلاً نطقها، مثلا يريد أن يقول سلمية فيقول ماما ما معنى سنية، أو ما معنى مسيرة.
فالأطفال لا يعلمون ما يدور حولهم فارحموهم من كل ما يحدث. ترى هذا طفلٌ حتى الآن لا يعرف الاعتماد على نفسه في أبسط الأمور، فكيف يفهم ما يحدث أو يعي ما يقول».
ولا قول بعد هذا القول التربوي الصحيح والبسيط لأهل التربية والتعليم الكبار سوى التذكير: «أنسيتم أنكم تديرون مدارس تربوية وليس سجناً أو إصلاحيات للأحداث»، وكفى بالله شاهداً وبالرسول نذيراً.
إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"العدد 3780 - الجمعة 11 يناير 2013م الموافق 28 صفر 1434هـ
ارفعوا قضية على مديرة المدرسة
حتى لو وصلت الى اليونسيف ومنظمات حقوق الطفل.. افضحوا هؤلاء الحاقدين والطائفيين
القلوب ماتت - عندي تعليق
أولا" : لوحبذا نشر هذا المقال في ايام الأسبوع وليس بعطلة نهاية الأسبوع , حتى يصل للمسؤلين بالوزارات , ثانيا" : التمييز الذي يظهر بالساحة من قصص وحوادث غريبة يتم تجاهلها من الأعلام الاخر حتى تنسي وعدم ايصالها للمكون الأخر , واذا حصلت حادثة حتى لو صعب تصديقها تقوم الساعة ويبدى التشهير والعقاب الغير المتزن كما حصل لقضية (عمر) التي اجحف بحق المعلمة المسكينة.
اللهم اجعل عاقبت البحرين بخير
لا نقول الا اللهم بحسن الخاتمه لاهل البحرين
عش وترا عجبا
ياأستاذ محمد لاتتعجب من هذا اونسيت بأن من سن هذا الطفل أدخلوا المعتقلات وهذه المديرة بأجرأها الذي أتخذته ولم تحوله على نيابه امن الدوله ومن ثم يحتجز هناك وهذا اصبح في البحرين عادي ولا تجد احدا يستنكره,ولكن مانقول الا حسبي الله ونعم الوكيل على كل ضالم.
لاتستغرب
اعتقد ان المديرة اختارت التوقيت الخطا فهي تلعب في الوقت بدل الضائع بعد ان تقاسمو الغنائم والغنائم لا تاتي الا اذا قدمت قربانا فاصبح هذا الطفل قربانها
لاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم
لاحياة لمن تنادي
ان لم تستحي فافعل ماشئت
هو غرس للكراهية والحقد في الجيل الجديد
البعض ينظر للامور بمنظور بسيط ولكن اقول هي امور خطيرة جدا جدا التعدي على الطفولة في البيت في المدرسة في الطريق. ما يراه ابناؤنا من تعد على كرامة آبائهم وامهاتهم واخوانهم واخواتهم فلا حرمة ولا كرامة طفل يرى اباه يصفع امامه او يهجم على بيته فيعتقل اباه او اخاه او حتى امه من دون اي انسانية في التعامل فماذا عساه ان يصبح.
نعم هو النشأ القادم يرى بأم عينه الاهانات والتعدي فماذا تراه سوف يختزن في ذاكرته وكيف سوف يتم السيطرة عليه
تربيه وتعليم
كما ذكرت يا دكتور الموضوع ودكرت امه نقول أن العلم يبتدأ بالتربيه ثم التعليم ولا قيمه لتعليم بدون تربيه ومهما ذكرت وقلت فأن السياسه دخلت حتى تكرم المرحاض وسوف تسمع أحاديث وأقوال من أشخاص الذي حدث لهم وهم خارجين من المرحاض .
الإدارة محقة
حرام تظلمون المديرة، فهي كأي مواطن تطالب بالترقية
أين وزير التربية؟؟
وهل يدرك طفل في الثامنة " توقيف 10 أيام "!!!!