العدد 3780 - الجمعة 11 يناير 2013م الموافق 28 صفر 1434هـ

صدور «الدين والعلمانية في سياق تاريخي» لعزمي بشارة

الدوحة - المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات 

11 يناير 2013

أصدر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الجزء الأول من كتابٍ جديد لعزمي بشارة عنوانه «الدين والعلمانية في سياق تاريخيّ». ويحمل هذا الجزء من الكتاب المكون من ثلاثة أجزاء عنواناً فرعيّاً هو «الدين والتدين» (496 صفحة من القطع الكبير).

على خلاف ما هو شائع في اقتراح العناوين اللافتة للكتب التي تُعالج ثنائيّات المفاهيم الرائجة، «كالإسلام والديمقراطيّة» و «الإسلام والعلمانيّة» وكأنّها مفردات ذات معانٍ قائمة بذاتها، يقترح عزمي بشارة صيغةً أخرى لا تصبغ صيغة العنوان فقط، بل ما يستوجبه مضمون البحث من صيغٍ موافقة وملائمة للعنوان.

فعلى مستوى المضمون هذا، لا تكمن إشكاليّة البحث في الدين (كدينٍ بذاته)، بل في «أنماط التديّن»، وليس في هذا الأمر اجتهاد في اللّغة فحسب، بل جهد معرفيّ لمقاربة ما يجب مقاربته وإدراكه على مستوى التاريخ الفعليّ، أي على مستوى «ما جرى وما يجري» فعلاً في السياقات التاريخيّة لحالات تمثّل الدين، باعتبارها ظواهر اجتماعيّة، متغيّرة ومتبدّلة ومتحوّلة.

على أنّ أنماط التديّن كظواهر متحوّلة لا تنفصل أبداً عن أنماط العلمنة المتداخلة معها كبنيةٍ قائمة بذاتها في مجتمعٍ ما. فالفرق بين أنماط التديّن في دولٍ ومجتمعات معيّنة، يتحدّد - كما يقول عزمي بشارة في مقدّمة كتابه «الدّين والعلمانيّة في سياقٍ تاريخيّ» - بنسبةٍ كبيرة، بأنماط العلمنة التي تمّت والتي تعرّض لها المجتمع، وكما أنّ أنماط العلمنة يتحدّد فعلها بدرجات التديّن وأنواعه.

مشروع عزمي بشارة في هذا الموضوع، مشروع معرفيّ تراكميّ، بدأ البحث فيه منذ عقدٍ ونصف ولايزال الحفر والإغناء فيه قائمين تحت عنوانٍ واسع وعريض «الدّين والعلمانيّة في سياق تاريخيّ».

يصدر أوّل ثلاثة أجزاء من هذا المشروع حاملاً عنواناً فرعيّاً هو «الدّين والتديّن» عموماً. هذا الكتاب هو مقدّمة نظريّة للبحث. أمّا الجزءان الآخران فيجري العمل في إعدادهما تباعاً، وموضوع الثاني هو العلمنة في أوروبا، وقد شارف على الانتهاء، والثالث موضوعه نماذج عثمانيّة وعربيّة عن عمليّة العلمنة، وهو قيد الإعداد.

يتضمن الجزء الأوّل الذي صدر بعنوان فرعي «الدّين والتديّن» فصولاً خمسة. يعالج الأوّل العلاقة بين ما هو مقدّس وأسطوريّ ودينيّ وأخلاقيّ، معالجة جدليّة، ففي موضوع علاقة الدين بالأخلاق، وهي العلاقة الأكثر تعقيداً يصعب فصل الدين عن طاعة ما يمليه، ولكن لابدّ من التعامل معه (الدين) كظاهرة باتت مختلفة عن الأخلاق. في الفصل الثاني، يعالج المؤلّف مسألة التديّن من منطلق أنّ «الدين هو ظاهرة لا تقف وحدها من دون تديّن (...)، على أنّ التديّن بصفته ظاهرة اجتماعيّة لها دينامية تطوّر وحيّز دلالي واجتماعيّ كافٍ يسمح بوجود تديّن من دون إيمان». يتطرّق بشارة في الفصل الثالث إلى نقد محاولات دحض الدين (في نقد نقد الدين)، إذ يتطرّق بالتحديد إلى نقد محاولات دحض الدين التي يعدّها بعض المنظّرين العرب «جهداً تنويريّاً تقدميّاً». في الفصل الرابع (تعريفات)، يتناول الباحث المحاولات المختلفة لفهم الدين، وتحديدات الدين والتديّن نظريّاً، ليصل إلى اعتبار جهد تعريق الدين وتحديده جهداً علمانيّاً حتّى لو قام به باحثون غير علمانيّين، وإلى النتيجة التي تقول: «إنّ فهمنا للدين يتغيّر بحسب العلمنة وأنّ أنماط التديّن في مجتمعٍ من المجتمعات تتأثّر بأنماط العلمنة التي تمرّ بها». الفصل الخامس وعنوانه «انتقال من مبحث الدين والتديّن إلى مبحث العلمانيّة» هو الجسر الواصل ما بين الجزء الأوّل والجزء الثاني من مشروع عزمي بشارة. وعنوان الجزء الثاني من الكتاب هو «العلمانيّة ونظريّة العلمنة». وبهذا يكون الفصل الخامس من الكتاب نتيجةً وبدايةً في الوقت نفسه، ومضمونه: قناعة أنّ الدين ظاهرة اجتماعيّة متغيّرة وقابلة للدرس (...)، إنّه «إنسانيّ وإرادوي واجتماعيّ ونسبيّ ومتنوّع»؛ والعلمانية ليست نظريّة علميّة، ولا تعني العقلانية بالضرورة، بل هي ثقافة وايديولوجية تطوّرت تاريخيّاً، وتمخّض عنها نظريّة سوسيولوجية في فهم تطوّر المجتمعات كصيرورة من العلمنة». وهذا هو موضوع الجزء الثاني من الكتاب.

العدد 3780 - الجمعة 11 يناير 2013م الموافق 28 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:10 ص

      عذرا اخونا عزمي بشاره

      بعد موقفه من الحركة الشعبية في البحرين اصبحت حياديته ومصداقيته على المحك ...

اقرأ ايضاً