كسرت الشاعرة إيمان دعبل هيمنة الرجال بالظفر بلقب شاعر الحسين، مضيفة تاء التأنيث لتصبح أول «شاعرة للحسين» تنال هذا اللقب في المهرجان الشعري الذي نظمته «الحسينية المهدية» مساء أمس الجمعة (11 يناير/ كانون الثاني 2013) في البلاد القديم للعام الخامس على التوالي.
واستطاعت دعبل نيل المركز الأول متفوقة بذلك على 57 شاعراً شاركوا بقصائدهم في المسابقة، فيما نال كلٌ من الشاعرين السعوديين جاسم محمد عساكر (الاحساء)، وعلي حسن علي الناصر (الأوجام/ القطيف) المركزين الثاني والثالث على التوالي.
وشارك في المسابقة 57 قصيدة؛ شعراؤها من الجنسين، منهم 15 مشاركة نسائية، وشملت المشاركات شعراء بحرينيين، بالإضافة إلى شعراء من السعودية وعمان والعراق ولبنان والكويت ولبنان.
وتوجت الأمسية الشعرية بمشاركة شرفية للشاعر مجتبى التتان، الذي فاز باللقب ذاته ثلاث مرات متتالية سابقة، حيث أتحف الحضور بإلقائه وشعره، إذ توافد جمهور عريض على البلاد القديم، وسط حضور مميز، وألقى الشعراء الستة الذين اختارتهم لجنة التحكيم قصائدهم خلال الأمسية، كفائزين بجوائز المسابقة النقدية البالغ مجموعها 1650 ديناراً موزعة على المراكز الستة الأولى.
وتوّجت دعبل بلقب «شاعرة الحسين» عن قصيدتها «حلم يطفو بريش ملاك»، فيما أحرز الشاعر جاسم محمد عساكر المركز الثاني عن قصيدته «بحيرة ورد»، فيما جاءت قصيدة «تألق أيها السبط الشهيدُ» في المركز الثالث للشاعر علي حسن علي الناصر، تلاه الشاعر سيدجعفر الفرزدق بقصيدته «وما كان لي أن أراك»، ولم تخلُ قائمة شعراء الحسين من النساء في المراكز المتقدمة، إذ حصدت الشاعرة السعودية أمل عبدالله الفرج المركز الخامس عن قصيدتها «غيمة وجمر»، كما جاءت قصيدتا «دروب الهوى» للشاعر إبراهيم هارون، و «تجليات ورؤى» للشاعر علي حسن المؤلف في المركز السادس مكررا.
وكرمت اللجنة المنظمة للاحتفال جمعاً من الشعراء المشاركين قدموا قصائدهم لها فيما بلغ سن أصغر المشاركين 12 عاماً.
وبدأ المهرجان الشعري الساعة السابعة والنصف تقريباً واستمر قرابة لثلاث ساعات، انقضت وسط تفاعل كبير من الحضور، الدين كانوا يطلبون من الشعراء إعادة إلقاء قصائدهم أكثر من مرة.
وتمحورت القصائد التي ألقيت في الأمسية الشعرية حول القضية الحسينية، في إبراز ما تستطيع من ألق النهضة الحسينية بأسلوب أدبي رفيع، حظي بإعجاب الجمهور الذي حضر الأمسية، وتخلل إلقاء القصائد مداخلات نقدية من قبل لجنة التحكيم.
وعن هذه المسابقة، قال رئيس اللجنة المنظمة عبدالجليل الصفار لـ «الوسط» ان «مسابقة شاعر الحسين حققت منذ انطلاقها في عام 2008 نجاحاً كبيراً وانتشاراً واسع النطاق على مستوى البحرين ودول الخليج وبعض الدول العربية، ويكفي أن نعلم أن عدد القصائد المشاركة في المسابقة خلال السنوات الأربع الماضية بلغ 342 قصيدة عمودية وتفعيلة ونثرية».
وأوضح الصفار أن «مسابقة شاعر الحسين، مسابقة أدبية نقدية تعنى بالقصيدة الحسينية الفصيحة المعاصرة، تنظمها الحسينية المهدية بالبلاد القديم».
وأضاف «جاءت فكرة مسابقة شاعر الحسين لإبراز القصيدة الحسينية وإعطائها المكانة التي تستحقها من الناحية النقدية، بمختلف أشكالها ومدارسها واتجاهاتها الفنية القديمة والحديثة، ولتسليط الضوء على شعراء القصيدة الحسينية، وتقييم كتاباتهم عبر المقابلة بين النص والرأي النقدي، وعبر التفاعل الإيجابي بين الشاعر و الناقد والجمهور».
وأشار إلى أن «المشاركة كانت مفتوحة للشعراء من الجنسين، بشرط أن يكون النص فصيحاً، وألا يقل طوله عن سبعة أبيات أو أسطر شعرية، وألا يكون الشاعر قد شارك به في مسابقة أخرى، وأن يستوفي عناصر البناء اللغوي والفني للنص الشعري».
وتابع «صنفت القصائد المتأهلة في فئتين، تضم كل منهما ست قصائد، إضافة إلى فئة (الشاعر الناشئ) الخاصة بالتجارب الشعرية الواعدة لمن لا يتجاوز عمره 15 عاماً».
وأكمل الصفار «منحت القصائد الست الأولى جوائز مالية تبدأ بـ500 دينار بحريني للمركز الأول (الثاني 400، الثالث 300، الرابع 200، الخامس 150، السادس 100)، وتكافأ القصائد الست من الفئة الثانية بهدايا عينية قيّمة».
وواصل «حصل على لقب (الشاعر الناشئ) عباس أحمد منصور شعبان (الدراز) ويبلغ من العمر 12 سنة، فيما تكونت لجنة التحكيم من أكاديميين ومتخصصين في النقد الأدبي واللسانيات، وضمت اللجنة هذا العام كلاً من، النقاد علي فرحان، وعلي عمران، وحسين السندي، وزكريا رضي».
وشدد على أن «عملية التقييم جرت للقصائد بأرقام سرية دون معرفة لجنة التحكيم لأسماء أصحابها، تحقيقا لأكبر قدر من النزاهة والحياد والموضوعية، حيث بلغ عدد القصائد المشاركة في النسخة الخامسة من المسابقة 57 قصيدة، وقد وردت من سبع دول عربية».
ونوه الصفار الى انه «تم الاعتذار عن قبول القصائد المكتوبة باللهجة الدارجة (العامية) وكذلك قصائد الموشح (الشيلة) لصعوبة وضعها في تقييم مقارن منصف مع الأشكال الشعرية الأخرى».
وبيّن أن «المسابقة نجحت في استقطاب رُبع مشاركيها من خارج البحرين، مقارنة بنسبة 19 في المئة فقط العام الماضي، وينتمي المشاركون إلى 7 دول مقارنة بـ5 العام الماضي».
وعن شخصية الحفل، قال الصفار «لقد سر مسابقة شاعر الحسين تكريم إحدى الشخصيات العلمية، وهي عبدعلي محمد حبيل، تقديراً لإسهاماته الأكاديمية وإثرائه المكتبة المحلية بالمصنفات التاريخية والتربوية والإدارية واللغوية، منوّهين في هذا الخصوص بكتابه القيّم في شرح (ملحمة الطف للدمستاني) المعروفة بقصيدة (أحرم الحجاج)».
الأبيات العشرة الأولى من القصيدة الفائزة بالمركز الأول
الأمنياتُ رصيفٌ... والرؤى سَفَرُ
من أوّلِ الحبِّ قلبي كان ينتظرُ
من أوّلِ الشوقِ كان الدّربُ يُومئُ لي
وكنتُ أبصرُ ما لا يُدركُ النّظرُ
أمضي إليك وشِعري بعض أمتعتي
ومن ورائي تسيرُ الشمسُ والقمرُ
نمضي... ومن خلفنا الأنهارُ تعرفنا
«والخيلُ والليلُ والبيداءُ» والزّهَرُ
العاشقون على أبوابكَ ازدهروا
والشانئون بكفِ الريح قد نُثروا
أنت الطريقُ... ومعنى السيرِ... «هيتَ لنا»
لنعبر الغيبَ فيمن بالهوى عبروا
حُلمي أصابعُ غيمٍ... لهفتي ودقٌ
أطفو بريشِ ملاكٍ ثم أنهمر...
أضمّ بين كفوفي ما تفايض من
غناءِ حوريةٍ بالنورِ تستترُ
عيناي رقصُ فراشٍ في حقول سنًا
عيناك منبعُ ضوء... حيث أنصهرُ
أفنى... وأخُلَقُ في نارِ الهيامِ وما
غير التّوحُدِ لي في المنتهى وَطَرُ
الأبيات الأولى من القصيدة الفائزة بالمركز الثاني
إلى الله فوقَ براقِ المواجعِ في ذكرياتكَ
يسمُو بنا الشعرُ أطيارَ حزنٍ ترفرفُ بينَ الحروفْ
فينكشفُ الجرحُ عن مأتمٍ للجمالِ
يسائلُ:
ماذا تخبئُ خلفكَ من أغنياتٍ!
يلحنّها الحبُّ للعاطلينَ عن الحبِّ
في كلِّ عامٍ يبيعونَ باسمِ العزاءِ جراحكَ
حينَ احتوتكَ السيوفْ
فخُذنا عريسَ الشهادةِ
ها نحنُ نطبعُ فوقَ جبينِ «طفوفكَ»
مقطعَ أحلامِنَا فانتهينَا إليكَ
أتيناكَ ظمأى كيومكَ يُلهبنا الشوقُ سوطاً
نجرجرُ قيدَ العذابِ الأليمِ...
نلمُّ خطاكَ التي أزهرتْ بالفدى
فوقَ أرضِ «الطفوفْ»
فتعشبُ فينا صلاةً سماويةً
وحقولاً من المجد تزهو، وبيدرَ عزٍّ وحرّيةٍ
وقافيةً منْ حتوفْ
تحلّقُ فيها طيورُ الكرامةِ مجداً
وركبُ الأماني عليها يطوفْ
لأبيات العشرة الأولى من اللقصيدة الفائزة بالمركز الثالث
تألق أيها السبط الشهيدُ
فلا شمر هناك ولا يزيدُ
وليس بماكث الدنيا يسيرا
كمن أمسى بعالمه الخدودُ
برئت من الهوى إن كان شعرا
فحبك فوق ما يصف القصيدُ
وإن صمتت شفاهك فهي نجوى
وإن نطقت فقرآن مجيدُ
ولم أبصر عظيماً في حياتي
يؤم الناس وهو بها وحيدُ
تسير إليه أقدام البرايا
تحث الخطو والمسرى بعيدُ
يظللها من الرحمن لطف
فنار الاشتياق بها وقودُ
ترتلك الجراح غداة نزف
وتبحر في رؤاك وتستزيدُ
ويندلق المدى رتماً مصفى
وفي عينيك يبتهل النشيدُ
عجبت لمن يحلق في المعالي
شموخاً كيف يحضنه الصعيدُ
العدد 3780 - الجمعة 11 يناير 2013م الموافق 28 صفر 1434هـ
إبداع فاق المستوى
ما شاهدته مساء أمس إبداع ما بعده إبداع، في القصائد الجميلة، والتنظيم الرائع، وعدد ونوعية الحضور ... شكراً لكم
1000 لا لهكذا
كل له رايه ولكن أن نذكر اسم زيد من الشعراء ونقول فيه ما لا يرضاه العقلاء فهذا مرفوض . وشكرا للحسينية المهدية ولجميع من ساهم وبذل وشارك في إنجاح المسابقة . شكرا لكم . إلى اللقاء في العام القادم . أكرر شكري .
لماذا لا يكون هناك كتيب
لماذا لا يكون هناك كتيب يجمع قصائد مسابقة شاعر الحسين(ع)؟
المشاركة الشرفية : مجتبى التتان
شكراً لكم.. تعليق بسيط، ننام ونصحوا في كل مكان مجتبى التتان ، يا اخوة هل هو اسطورة البحرين الشعرية! مللنا ذلك.
الحسين ع ملهم القلوب..
وهل هناك ملهم للقلب كالحسين ع..؟؟
مجهود رائع ، ولكن،،،،
شكراً لمجهودكم الرائع وسعيكم الخيّر وتمنينا ان يختم الحفل بقصيدة لشاعر اهل البيت الاستاذ غازي الحداد لما له من اسهامات كبيره في مجال القصيدة الحسينية ولكن للاسف لم نرى ذلك ولا حتى عرّيف الحفل ذكر سبب عدم إلقاء الحداد لقصيدته بالرغم وجودها على جدول البرنامج ونتمنى توضيح ذلك ولكم المحبة والتقدير والى الامام دائماً ..
قصيدة حلم يطفو
قصيدة حلم يطفو رائعة بكل المقاييس .. ممكن نبذه عن الشاعرة صاحبة هذا الخيال والقلب اللا متناهي
امنية
اتمنى ان تنظم هذه الاحتفالية في العام القادم في صالة اكبر
إبداع أي أبداع للتنظيم
بدون مجاملة كان التنظيم فوق التصور بمستوى يفوق مؤتمرات الرسمية ، أضفى هندسة المسجد ناحية جمالية رائعة ولا ضرب من الخيال.
وينقصه الحضور الرسمي في بلد عاصمة الثقافة! الذي يبخل عن الحضور في فاعلية تضيف لرصيده الشي الكثير رغم المشاركة الدولية !
كل الشكر والتقدير على هذا التنظيم الرائع دون استثناء
وتوجى هذا الرقي بمشاركة المرأة وفوزها بشاعرة الحسين ع وهذا قمت الانتفتاح والموضوعية
شكرا لكم