العدد 3779 - الخميس 10 يناير 2013م الموافق 27 صفر 1434هـ

الحصبة تقضي على أكثر من 200 طفل في إقليم السند بباكستان

تسببت الحصبة في وفاة 210 أطفال في إقليم السند في باكستان خلال العام الماضي في الوقت الذي يرجح فيه مسئولو وخبراء الصحة حدوث المزيد من الوفيات.

ويقول تقرير منظمة الصحة العالمية الذي تم تقديمه إلى الحكومة الباكستانية - لكن لم يتم الإعلان عنه – إن عدد الضحايا في العام 2012 كان أكثر من 300 حالة على مستوى البلاد.

وقد شهد عدد الوفيات الناجمة عن الحصبة ارتفاعاً خلال الربع الأخير من العام 2012 بنحو 50 طفلاً في السند ماتوا بسبب المرض في شهر ديسمبر/ كانون الأول، وخاصة في مقاطعتي كاندخوت وشيكاربور.

من جهته، قال رئيس جمعية طب الأطفال في باكستان إقبال ميمون: «إن كثافة تفشي المرض وكذلك حالات الإصابة بالحصبة قد ازدادت بنحو خمسة أضعاف هذا العام مقارنة بما كانت عليه في العام 2011 وهذا أقل بكثير عما تم الإبلاغ عنه». وأضاف أنه «كان قد حذر الحكومة في مارس/ آذار الماضي من مخاطر تفشي المرض نظراً لانخفاض مستويات التطعيم في الإقليم».

وقال: «إن نحو 70 في المئة من الأطفال الذين لقوا حتفهم نتيجة إصابتهم بالحصبة في المناطق المنكوبة لم يتم تطعيمهم».

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال وزير الصحة في إقليم السند صغير أحمد: «إن الإقليم شهد تفشياً للحصبة حيث تضررت بشدة ثمانية من مقاطعات الإقليم».

وأضاف أنه قد تم الإبلاغ عن نحو 2.500 إصابة بالحصبة خلال الشهرين الماضيين في المستشفيات الحكومية في كل من مقاطعات سوكور وشيكاربور وغوتكي ولاركانا وقمبر وشهداكوت ويعقوب أباد والصالحات وكشمور.

وقال تشكير مقيم أوستو، وهو صحافي في مقاطعة يعقوب أباد: «لقد قمت بزيارة المستشفى الحكومي ولم تكن هناك حالات إصابة بالحصبة»، مضيفاً أن «الأسر المريضة في المدن تقوم باستشارة الأطباء في العيادات الخاصة ولم يتم إجراء أية تطعيمات على الإطلاق في المناطق الفرعية للمدينة ولم يتم إخبار السكان عن المرض».

حملة التحصين

وقال وزير الصحة في إقليم السند صغير أحمد: «تم إطلاق حملة تطعيم واسعة في المناطق المتضررة، كما تم توسيع نطاق الفئات العمرية للأطفال المستهدفين بالتطعيم».

وأضاف «بدأنا حملة التطعيم من الصالحات حيث بدأ تفشى المرض، وستغطي الحملة 2.9 مليون طفل تتراوح أعمارهم ما بين عشرة أشهر وعشر سنوات في إطار حملة التطعيم الحالية».

وتعد باكستان واحدة من الدول ذات الأولوية التي تستهدفها منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) للحد من معدل الوفيات بسبب الحصبة بشكل سريع ومستدام.

وقال ميمون: «إن معظم العاملين في برنامج التطعيم مشاركون أيضاً في حملة التطعيم ضد شلل الأطفال ولذا تحظى الحصبة بأولوية ثانوية».

وقال تقرير منظمة الصحة العالمية الذي تم تقديمه إلى الحكومة إن السبب الرئيسي لتفشي المرض هو الفشل في استكمال برنامج التحصين. كما ذكر التقرير أن 53 في المئة من الأطفال في الإقليم لم يحصلوا على التطعيم.

وتوفر الجرعة الأولى من التطعيم من 60 إلى 70 في المئة من المناعة ضد المرض، إلا أن الحصول الجرعة الثانية ضروري للوصول إلى 95 في المئة من مستويات المناعة ضد الحصبة.

أسباب أخرى

ويعزو مسئولو الصحة تفشي الوباء إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية في الإقليم، بينما تربطه مصادر أخرى بالفيضانات الموسمية الشديدة المستمرة للعام الثالث.

وتقول منظمة الصحة العالمية: «إن الاختلاف الشاسع في التغطية الروتينية لبرنامج التطعيم بين الأقاليم والمقاطعات والمدن هو السبب الجذري لتفشي مرض الحصبة الحالي».

وبين وزير الصحة في إقليم السند صغير أحمد أن «سوء التغذية وكذلك نقص التغذية يؤثران بشدة على نظم المناعة لدى الأطفال ما يجعلهم عرضة بدرجة كبيرة للإصابة بالحصبة».

وقال إقبال ميمون: «إن الجهل وقلة التوعية وعدم كفاءة مرافق التطعيم في المستشفيات الحكومية كانت أيضاً الأسباب الرئيسية لتفشي المرض»، مضيفاً أن «الوباء قد يصبح خطيراً جداً خلال الفترة من يناير إلى أبريل/ نيسان، لأن الحصبة تصبح معدية بشكل أكبر في مثل هذا الطقس».

العدد 3779 - الخميس 10 يناير 2013م الموافق 27 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً