وجدت دراسة علمية حديثة علاقة بين إدمان الإنترنت وبعض الخصال الإبداعية لدى طالبات المرحلة الثانوية بدولة الكويت، وبينت أن إدمان الدردشة يقع في المرتبة الأولى من بين أنماط إدمان الإنترنت، ثم إدمان المعلومات، وأخيراً إدمان الألعاب.

وكانت الباحثة الكويتية زينب الصفار قد أجرت دراسة على عينة من طالبات المرحلة الثانوية بدولة الكويت، بلغ عددهن (218) طالبة، ضمن دراسة بعنوان «إدمان الإنترنت وعلاقته ببعض الخصال الإبداعية لدى طالبات المرحلة الثانوية بدولة الكويت» كجزء من متطلبات الحصول على درجة الماجستير في تربية الموهوبين بجامعة الخليج العربي.

وقالت الباحثة الصفار إن الدراسات تشير إلى أن الأفراد الذين استخدموا الإنترنت أكثر من 38 ساعة أسبوعياً يعدون مدمنين للإنترنت، مقارنة بغير المدمنين الذين قضوا وقتاً أقل من ذلك.

وتابعت «ووفقاً لذلك حاولت من خلال الدراسة قياس ارتباط بعض الخصال الإبداعية بفئة مدمني الإنترنت حيث بينت الدراسة أن مدمني الإنترنت يتمتعون بمجموعة من الصفات الإبداعية المعرفية وهي مجموعه السمات التي تتعلق بالعقل والتفكير، وتعكس قدرات عقلية متواجدة لدى الفرد، بحيث يستطيع الفرد استخدامها في مواقف الحياة المختلفة كلما تطلب الأمر ذلك».

كما يتمتع مدمنو الإنترنت ببعض الصفات الإبداعية الوجدانية وهي مجموعة من السمات التي تتعلق بالانفعال والعاطفة، ومن خلالها يستطيع الفرد التعامل مع مواقف الحياة المختلفة، وذلك بقدر من المرونة والذكاء.

وبينت الصفار أن الدراسة أظهرت تميز مدمني الإنترنت في عدد من الخصال الإبداعية كـ «مواصلة الاتجاه» وهي القدرة على التركيز المصحوب بالانتباه طويل الأمد على هدف معين، على رغم وجود مشتتات أو معوقات سواء في المواقف الخارجية أو نتيجة لتعديلات حدثت في مضمون الهدف.

وواصلت، كما تبين أن مدمني الإنترنت من عينة الدراسة تميزوا بصفات المرونة الشخصية التي تعد من الصفات الإبداعية والتي تعني قدرة الأفراد على التكيف بسهولة مع البيئة الجديدة، كما تعرف بالسهولة النسبية لتغيير المرء لاتجاهاته وعاداته وأفكاره وسلوكه تجاه موقف معين، على رغم تغير الظروف التي شكلت هذه الاتجاهات والسلوكيات.

وأضافت أن الدراسة وجدت أيضاً أن مدمني الإنترنت تميزوا عن باقي الطالبات في صفة «تحمل الغموض» وهي صفة إبداعية تعرف على أنها قدرة المرء على تحمل المواقف التي تنطوي على عدم يقين أو عدم وضوح أو تعقيد أو غموض والذي يصاحبه درجات مختلفة من التوتر.

إلى ذلك لم تتوصل الدراسة إلى ارتباط بين الدرجة الكلية لإدمان الإنترنت وكل من الخيال، والحساسية للمشكلات.