يعتبر المنتخب العراقي من المنتخبات التي وضعت بصماتها القوية في تاريخ بطولات كؤوس الخليج لكرة القدم من خلال فوزه بثلاثة ألقاب من أصل عشر مشاركات خاضها في تاريخ البطولة وهي نسبة جيدة قياساً ببقية حصاد المنتخبات الأخرى الفائزة بالألقاب الخليجية.

ويسعى منتخب «أسود الرافدين» الى استعادة ذاكرة الذهب الخليجي بعد غيبة طويلة إذ يعود فوزه الأخير في بطولة الخليج التاسعة التي أقيمت في الرياض العام 1988 ليغيب بعدها عن المنصات سواء لأسباب الغياب والانسحابات من البطولة العاشرة العام 90 حتى البطولة الـ(17) العام 2004 في الدوحة لكنه لم يتمكن في عودته الجديدة من تحقيق اللقب الذي حققه للمرة الأولى في النسخة الخامسة في العراق 1979 وفي النسخة السابعة في مسقط 84 ثم في النسخة التاسعة في الرياض 88.

ويدخل المنتخب العراقي غمار «خليجي 21» وسط طموحات تنافسية كبيرة لاستعادة مكانته على خريطة البطولات الخليجية على رغم التغييرات التي طرأت عليه في الفترة الأخيرة برحيل مدربه البرازيلي الشهير زيكو على اثر خلافاته مع الاتحاد العراقي لكرة القدم، فضلاً عن التغييرات التي شهدتها تشكيلته بعملية تجديد بإحلال مجموعة من العناصر الشابة والمحلية مكان بعض الأسماء المعروفة المحترفين في خارج العراق والتي اعتمد عليها الفريق منذ 2004.

ويسير المنتخب العراقي بصورة منتظمة طيلة الفترة الماضية من خلال مشاركته في مباريات التصفيات الآسيوية النهائية لمونديال 2014 إذ جاءت نتائجه متقلبة وهو يحتل المركز الثالث في مجموعته ويأمل في انتزاع بطاقة التأهل الثانية المباشرة، فيما شارك في بطولة غرب آسيا التي أقيمت في الكويت خلال ديسمبر/ كانون الأول وكانت محطة الإعداد الرئيسية قبل دخوله معمعة كأس الخليج، لكن الصورة الكاملة لمنتخب «أسود الرافدين» لم تتضح حتى قبل البطولة بأقل من شهر واحد إذ لم يحسم الاتحاد العراقي مصير المدرب الذي سيقوده في خليجي 21 بعدما أسند المهمة مؤقتاً الى مدرب منتخب الشباب حكيم شاكر الذي قد يلجأ الاتحاد العراقي لاستمراره في المهمة حتى نهاية كأس الخليج بسبب ضيق الوقت وبالتالي سيعمل شاكر على إعادة صياغة تشكيلة فريقه وخصوصاً أنه ظل معتمداً على العناصر الشابة والمحلية في الفترة الأخيرة.

وبصرف النظر عن تلك الظروف فإن المنتخب العراقي يبقى رقماً صعباً وصاحب إمكانات جيدة ليس في جيل محدد، ولكن على مدار كل الأجيال أثبت قدرته على تخطي الصعوبات التي تواجهه وتحقيق الانتصارات والظفر بالألقاب.