أهلا وسهلا، حياكم الله، حللتم أهلا والدار داركم... بهذه الكلمات البسيطة المعبرة أرحب بكل المشاركين في خليجي «21» الذين يطأون أرضنا الغالية من اجل منافسة رياضية شريفة تحمل اكثر من هدف ثمين ونفيس، ابرزها هو لقاء الأشقاء على ارض المحبة والخير، متمنين لهم طيب الإقامة وحسن الوفادة.
وحينما نتحدث عن دورات كأس الخليج لابد من العودة إلى التذكير بأول دورة انطلقت من البحرين العام 1970، ولكن من اجل التعرف على فكرتها والرجال الذين سعوا من اجل إبرازها الى حيز الوجود، لابد من العودة الى الوراء، وتصفح أوراق التاريخ قبل 45 عاما كانت فيه الدورة مجرد حبر على ورق.
ولكوني من الأشخاص الذين بحثوا في تاريخ الدورة وحاولت ان احصل على الصورة الحقيقية لها، حرصت أن اقدمها في هذا السرد المختصر البسيط من اجل العلم بالشيء. فأول من اقترح تنظيم دورة كروية تشارك فيها إمارات دول الخليج العربي كانت إحدى وكالات شركة السجاير، وهو ما يشير إليه محضر اجتماع اللجنة العليا للاتحاد الرياضي العام المنعقد في مكتب التربية الرياضية بمديرية التربية والتعليم مساء الجمعة الموافق 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1968 برئاسة الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة (وزير الداخلية السابق) والترحيب بفكرة إقامة الدورة المقدمة من الشركة الراعية، الا انها كانت بحاجة الى أخذ موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم من اجل ان ترى النور. وحينما زار رئيس «الفيفا» السير ستانلي راوس البحرين في فبراير العام 1969 عرض رئيس الاتحاد البحريني الفكرة عليه، فرحب بإقامتها مفضلا ان لا ترعاها احدى شركات التبغ؛ لان ذلك يتنافى مع الاهداف الرياضية، واشترط ان تشارك فيها الدول الخليجية التي تملك عضوية «الفيفا»، وهي المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين، كما وافق على مشاركة قطر بصورة استثنائية بعد منحها العضوية المؤقتة.
وقد سعى رجالات الاتحاد البحريني لكرة القدم من بعد ذلك الى تنفيذ الفكرة بعد اخذ موافقة حكومة البحرين، فقد التم شمل الاتحادات المشاركة في اول دورة في الاجتماع التمهيدي لدورة كأس الخليج العربي الذي عقد في مقر بلدية المنامة بتاريخ 19 و20 يونيو/حزيران 1969، واقر في ذلك الاجتماع النظام الأساسي للدورة المكون من 7 بنود والاتفاق على إقامتها في البحرين خلال شهر مارس/اذار 1979.
ومن أجل إنجاح الدورة وظهورها بها بالمظهر اللائق المشرف، بعث الاتحاد البحريني لكرة القدم رسالة إلى رئيس مجلس الدولة (انذاك الوقت) الأمير خليفة بن سلمان يطلب فيها مساعدة مالية؛ مبلغ ألفين وخمسمئة مائة دينار بحريني.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3771 - الأربعاء 02 يناير 2013م الموافق 19 صفر 1434هـ