العدد 3778 - الأربعاء 09 يناير 2013م الموافق 26 صفر 1434هـ

تقربهم من الواقع وتمنحهم الثقافة المفقودة والـ«توك شو» تثير اهتمام الشباب

تتنافس القنوات الفضائية اليوم على عرض أكثر من عشرين برنامجا ومسلسلا طبيا على مدار اليوم تقدم في بعضها شيئا من الحقائق الطبية، وأخرى تصور حياة مجموعة من الأطباء في إطار درامي يشد المشاهدين وخاصة النساء والمراهقين حول أحداث يومية تعترضها مصطلحات طبية جديدة بالنسبة إليهم، وأسماء لأمراض نادرة لم يسمع بها مجتمعنا من قبل. كما انتشرت البرامج الطبية الحوارية التي تقدم المعلومة بأسلوب معاصر، كحوار يدور بين مجموعة من الأطباء والمختصين مما يجعل منها طريقة جديدة وسلسة لتوجيه المعلومات إلى المشاهدين في منازلهم.

واستطاعت هذه البرامج الطبية جذب اهتمام شريحة كبيرة من المجتمع البحريني، وأظهر استطلاع رأي أجريناه مع مجموعة من مختلف الفئات العمرية والتوجهات من الجنسين، أن هناك من البحرينيين بمختلف أعمارهم وأجناسهم مهتمون بمشاهدة البرامج والمسلسلات الطبية، لكن تظل نسبة النساء تفوق الرجال في هذا المجال فهم أكثر حرصا على صحتهن وصحة العائلة، ولذا هن أكثر مشاهدة للتلفاز وبرامجه.

الأحداث الدرامية تجذب الناس

تقول فاطمة سامي (26 عاماً) “أنا من المتابعين لهذه المسلسلات منذ بداية عرضها، وأكاد لا أفوت أيا من حلقاتها الشيّقة المليئة بالأحداث المتسارعة والتي تقف عاجزا دون إكمال الموسم كاملا”.

وتضيف “أرى أن الحبكة الدرامية والسيناريو المتخصص مليء بالواقعية المدروسة والمصطلحات العلمية الدقيقة التي تشعر المشاهد بأنه طالب في كلية الطب حينا أو طبيبا يمارس مهنته بكل حماس واجتهاد...وأعتقد أن أكثر ما يجذب الطلاب والمراهقين لمثل هذه البرامج والمسلسلات أنها تمثل واقعا هم لطالما حلموا بعيشه أو بالعيش القريب منه، فجميعنا كانت لنا أحلام طفولة بأن نصبح أطباء حين نكبر، وكثير منا أيضا لم يحقق هذا الحلم يوما، لذلك أصبحوا يرونه على الشاشة الصغيرة وبتفاصيل دقيقة لم تكن تصل إلى العامة من قبل”.

فيما يرى علي الخنيزي (25 عاماً) أن أكثر ما يجذبه نحو المسلسلات الطبية هو عرض حياة الأطباء بالتفصيل فهو يجد نفسه أقرب من هذه الشريحة ويفهم عمق معاناتهم والصعوبات التي يتعرضون لها، كما يرى أن كل ما يعرض على الشاشة هو واقعي لا تعتريه الزيادة السينمائية أو المبالغة، بل على العكس فهو ينتظر اكتساب معلومة جديدة في كل مرة يشاهد إحدى هذه البرامج، ويزيد: هذه المعلومات قد تنقذ حياته أو حياة فرد من حوله.

حديث الناس

أما أحمد داوود (20 عاماً) فهو لا يشارك أصدقاءه هذا الاهتمام في البرامج الطبية، وعلل عدم مشاهدته هذا النوع من البرامج بأنه لا يجد الوقت الكافي لمتابعة هذه البرامج التلفزيونية بسبب انشغاله بالدراسة الجامعية ومن جهة أخرى فالمواضيع الطبية وحياة الأطباء لا تمثل عامل جذب أو اهتمام لديه، لكنه يسمع جميع أصدقائه وأفراد أسرته يتحدثون عنها، ودائما ما يتناولون في لقاءاتهم عن متابعتهم لأحداثها.

وتقول مريم إسحاق (20 عاماً) إنها تهتم بكل ما يتعلق بالنظام الغذائي الصحي وأحدث طرق الرجيم والتخسيس المتبعة اليوم وهذا ما قادها بشكل أساسي لمتابعة مثل هذه البرامج والمسلسلات، واستدركت أنها تجتمع هي وصديقاتها لمتابعة برنامج محدد أو أكثر كل أسبوع ويقمن بمناقشة المعلومات المطروحة وأحيانا يقمن بالبحث عن ما يختلفون حوله أو يستعصي فهمهم على شبكة الإنترنت.

وقال سيد هاشم عبدالعزيز (19 عاماً) إن المسلسلات والبرامج الطبية كسرت القاعدة النمطية حول المعلومات الطبية، إذ اعتاد الناس على صعوبة تقبل المعلومات الطبية وحفظها أو فهمها، لكن اليوم في البرامج الطبية تطرح المعلومات نفسها ولكن بطريقة ممتعة وسهلة فيتقبلها المشاهد ويفهمها.

وأردف سيد هاشم إن الطالب في الجامعة يكون مضطرا لحفظ المعلومات الطبية بصعوبة، لكن في هذا النوع من المسلسلات يحفظ نفس المعلومات بطريقة أسهل وأكثر راحة لأنه يرى ذلك بصورة عملية على شاشته الصغيرة.

ويرى البعض أن متابعة البرامج الطبية المتلفزة تساهم في تعزيز معلوماتهم العامة حول هذا المجال.

ويشير محمود نعمة (23 عاماً) إلى أنه يشاهد هذه البرامج بانتظام لما تحتويه من نصائح صحية وأفكار جديدة في مجال التخسيس فهو اليوم مهتم بإنقاص وزنه وأن هذه البرامج تساعده على وضع نظام صحي على حد قوله، وعند سؤالنا إياه عن مدى تأثير هذا المخزون الكبير من المعلومات في البرنامج الواحد قال محمود إنه يرى أنها جرعة كبيرة ربما لا يحتاج الناس إلى معرفة هذا الكم من المعلومات، لكنه يرى أيضا أنها معلومات مفيدة ولها تأثير إيجابي حتما على حياة المشاهدين كما هي على حياته.

العدد 3778 - الأربعاء 09 يناير 2013م الموافق 26 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً