العدد 3778 - الأربعاء 09 يناير 2013م الموافق 26 صفر 1434هـ

مرشح فوق العادة د.حسين ناصر... أول عربي في سلك التدريس بمعهد موليقن العالمي

تتعدد مدارس العلاج الطبيعي في العالم ومن بين أهم تلك المدارس اليوم هي تقنية موليقن؛ فهذا الدكتور النيوزلندي قد استحدث أمرا في شأن العلاج الطبيعي لم يكن معروفا من الذين سبقوه، فقد مزج تقنية التحريك المفصلي مع حركة المريض في آن للوصول إلى نتائج مبهرة، بل أقرب إلى السحر في غياب أعراض ألم المفاصل.

هذه التقنية الفريدة في الطب تتطلب مهارات فريدة من نوعها أيضا، وكانت أيدي الدكتور البحريني حسين ناصر هي الوحيدة عربيا التي أتقنت ذلك واستحقت شهادة مصدقة من المدرسة الأم، ولذا تم اليوم ترشيحه ليكون العربي الأول في السلك التدريسي في معهد موليقن بالولايات المتحدة الأميركية.

“الوسط الطبي” التقت د.حسين ناصر الذي عبر عن تطلعاته المستقبلية في مجاله، قائلا: “كل طموحي اليوم ينصب حول ترشيحي الأخير لمدرس في معهد موليقن لدول الشرق الأوسط، فجهودي اليوم مجتمعة تصبو إلى إتمام هذه المهمة على أكمل وجه، ولي أماني مستقبلية بتقديم دورات مجانية في العلاج الطبيعي في الدول الفقيرة مثل دول شمال أفريقيا واليمن والعراق لتقديم المعرفة والفائدة لأكبر شريحة ممكنة من الناس مع اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والمادية، وأطمح بتطوير قطاع العلاج الطبيعي في البحرين ليتم استيعاب الأعداد الكبيرة من خريجي العلاج الطبيعي اليوم، بالإضافة إلى تقديم الخدمة الكافية والمناسبة للمراجعين والمرضى المتقدمين لمختصي العلاج الطبيعي، وتبقى الأمنية الأخيرة شخصية بأن أستطيع مستقبلا تطوير ذاتي ومسيرتي المهنية المتمثلة اليوم في المجمع الطبي الذي أملكه، بأن تزيد قدرته الاستيعابية لاستقبال المرضى وبذلك أستطيع تقديم الخدمة والمشورة الطبية والتدريب في مجال التحريك المفصلي لشريحة أكبر من الناس في البحرين”.

ولفت د. حسين ناصر في حديث له مع “الوسط الطبي” إلى أن أسرة معهد موليقن اليوم تضم حوالي 60 مدرسا حول العالم دون وجود أي عربي بينهم يستطيع نقل هذه المعارف الطبية المهمة إلى دول الشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا، ولذلك تم ترشيحه ليكون سفيرا لمملكة البحرين وللعرب في هذه المعهد، وأشار إلى أن الترشيح لهذا المنصب يمر بمراحل عديدة وصعبة، فأول المتطلبات أن يكون المتقدم حاصلا على شهادة في التحريك المفصلي من معهد موليقن وبدرجة امتياز كشرط أساسي، وأن يكون المرشح يحمل درجة الماجستير فما فوق، والأهم أن يكون ترشيحك من قبل المدرس المشرف في المعهد.

مسيرة علمية مبهرة

وكان حسين ناصر أول بحريني ينال شهادة بكالوريوس العلاج الطبيعي من جامعة الرياض في العام 1993، ونال بعدها الماجستير من جامعة كوين مارغريت في بريطانيا العام 1999، وأكمل مسيرته ليحصل على درجة الدكتوراه في ذات التخصص من جامعة أوغستين بفلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية عام 2007، ولم يقف عند هذا الحد، بل أكمل دراسته لينال درجة علمية هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط وهي شهادة متخصصة في التحريك المفصلي وفقا لمدرسة موليقن للتحريك المفصلي من نيوزلندة، بالإضافة إلى حصوله على شهادة دبلوم في إدارة الأعمال خلال مسيرته العلمية.أما عن مسيرته العملية فقد عمل في مجمع السلمانية الطبي ثماني سنوات، انتقل بعدها إلى العمل في مستشفى عوالي بشركة نفط البحرين (بابكو) من العام 2002 إلى 2010، ليتفرغ بعدها لإدارة مركزه الخاص. كما أنه محاضر في الجامعة الأهلية منذ عام 2005.

الجمعية البحرينية للعلاج الطبيعي

يعتبر د.حسين ناصر أول من ساهم في تأسيس جمعية للعلاج الطبيعي في البحرين هو ومجموعة من أمهر أخصائيي ودكاترة واستشاريي العلاج الطبيعي وأكثرهم اجتهادا وخدمة للمجتمع البحريني، وكانت البداية محفوفة بالمصاعب والتعب لكنها أثمرت في النهاية جمعية لها ثقلها الخليجي والعربي والعالمي، فاليوم وبفضل جهد هولاء تم الاعتراف بجمعية العلاج الطبيعي البحرينية عالميا وتعتبر كل الشهادات والدرجات العلمية التي تقوم بمنحها هذه الجمعية مصدّقا عليها في كل دول العالم، ولذلك تشرف اليوم جمعية العلاج الطبيعي البحرينية على برنامج التعليم المستمر للكوادر الصحية البحرينية والخليجية. يشغل الدكتور حسين ناصر اليوم منصب المتحدث الرسمي للجمعية الخليجية للعلاج الطبيعي والتي أشهرت في عام 2011 وكان رئيساً للجمعية البحرينية للعلاج الطبيعي من عام 2006 إلى 2009، وقد استطاعت هذه الجمعية أن تستضيف عدة مؤتمرات كان آخرها المؤتمر الثالث للعلاج الطبيعي، وهذا يدل على مدى الجهود المنصبة على هذه الجمعية من قبل أخصائيي العلاج الطبيعي البحرينيين.

ولطالما عشق حسين ناصر أن يكون من الأوائل في الإنجاز، لذلك هو أول بحريني يتقلد منصب رئاسة الاتحاد العربي للعلاج الطبيعي، كما تم اختياره أيضا لهذا المنصب عام 2009م، فهو الرجل الذي يفخر به سلك العلاج الوطني البحريني كله، إذ أوصل اسم المعالج البحريني إلى العرب والعالم وأثبت جدارته ومهنيته العالية.

أدوار أخرى للعلاج الطبيعي

اهتم د.حسين ناصر كثيرا بشأن العلاج الطبيعي في البحرين ومدى تأثيره على الناس من جميع الأعمار وخاصة طلاب المدارس، فهو من الناصحين دوما بتوفير أخصائي علاج طبيعي في المدارس وخاصة للمرحلتين الابتدائية والإعدادية لما لهما من أهمية في تقويم العيوب الخلقية عند الأطفال أو تصويب الممارسات الخاطئة عند الطلاب وجميع أفراد الطاقم التعليمي في المدرسة لما تحمله الممارسات الاعتيادية كحمل حقيبة مدرسية ثقيلة أو أداء تمارين خاطئة أو التعرض لإصابات عرضية خلال الدوام المدرسي من خطر على بنية جسم الأطفال في مرحلة النمو، وكانت له توصيات بضرورة ضم أخصائي علاج طبيعي إلى القائمين على التدريب في صالات التدريب الرياضي، للمحافظة على صحة وسلامة المتدربين والقيام بتوعيتهم بنوع الإصابات المتوقع حصولها في هذا النوع من الرياضات.

ويقوم د.حسين ناصر بتوسيع دائرة العلاج الطبيعي، فيخرجها من قمقم المستشفى والعيادات، ليتعرف أفراد المجتمع أكثر على دور هذا التخصص في حياتنا اليومية، بتقديم محاضرات ودورات توعوية وتثقيفية لطلاب المدارس وموظفي الشركات، وهذا من شأنه خدمة شريحة كبيرة في المجتمع.

العدد 3778 - الأربعاء 09 يناير 2013م الموافق 26 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً