العدد 3778 - الأربعاء 09 يناير 2013م الموافق 26 صفر 1434هـ

الطــب العطـــري

يولي العالم اليوم اهتماما ملحوظا بعالم الشم وطب الروائح والعطور، وبات يستخدم هذا الأسلوب على مستوى الدول لا الأفراد فحسب، فاليابان اليوم ترش رائحة أوراق النقد الجديدة في أفنية الشركات والمصانع لحث الموظفين على الإنتاج أكثر وبالمثل تقوم بعض الأسواق في أوروبا وأمريكا في فترة أعياد رأس السنة الميلادية بوضع غلايات بخار ماء تنبعث منها رائحة شجرة الصنوبر مما يوحي للزبائن بقرب عيد الميلاد، أما في كوريا مؤخرا فقد قامت شركة مطاعم للوجبات السريعة بضخ رائحة وجبتها الجديدة في عربات النقل العمومي مما يثير حاسة الشم لدى الركاب ويقودهم للإحساس بالجوع والرغبة في تناول تلك الوجبة.

وتقوم بعض المجمعات التجارية الكبرى برش روائح زكية في المكان مما يساهم في قضاء الزبائن وقتا أطول في المكان وهذا من شأنه زيادة المبيعات، كما يقوم أصحاب المطاعم الشعبية في مصر بوضع قطعة من الشحم على الفحم لتعبق الأجواء المحيطة بالرائحة النفاذة فيتزاحم الزبائن طلبا للطعام اللذيذ.

وفي دراسة لإحدى شركات الأطعمة العالمية وجدت أن رائحة الطعام تجعلنا نتناول حصة أكبر من الطعام، فعند تناولنا الطعام أثناء إصابتنا بالرشح أو عند إغلاقنا لأنوفنا تقل رغبتنا في تناول الطعام وخاصة الحلويات. واستخدمت هذه الطريقة في عمليات التخسيس لدى السيدات.

ولا تقتصر أهمية الروائح على الطعام فاليوم يحاول العلماء تطوير أنوف إلكترونية شمامّة تستطيع مساعدة الأطباء على تشخيص الأمراض من خلال شهيق وزفير المريض، وفي مجال الأمن سوف يتم استخدام هذه الأنوف في الكشف عن المخدرات والمتفجرات وفي الأدلة الجنائية والقبض على المشتبه بهم في الجرائم.

وبالإضافة إلى المجالات المتعددة السابقة يأتي دور الروائح والعطور في العلاج كأسلوب معتمد في الطب البديل، إذ ترى بعض الدراسات أن شم رائحة القرفة واللآفندر وفشار الذرة يزيد من القوة الجنسية عند الذكور، وفي إجراء عملية تصوير مسح طبقي بعد أن يشم مجموعة من الأشخاص رائحة الفانيليا تقوم هذه الرائحة بإزالة الخوف من 63 في المئة من الأشخاص الذين شاركوا في الاختبار، كما وجد أن رائحة الخيار والتفاح الأخضر تقوم بإزالة الخوف من الأماكن المغلقة والتقليل من الصداع النصفي، وشم رائحة البرتقال تهدئ الأعصاب وتمنع الاكتئاب.

وفي دراسة على أهمية الروائح وجد أن التلاميذ الذين يوجدون في فصول بها روائح زكية يزيد معدل السرعة لديهم في حل المسائل الحسابية، على العكس من الطلاب الموجودين في بيئة تكثر فيها الروائح الكريهة ودخان المصانع يجعل منهم طلابا عنيفين؛ لأن هذه الروائح تثير الأعصاب وتقلل ثقتهم بأنفسهم.

ولذلك يقوم المعالجون بالطب البديل باستخدام زيوت العطور كعلاج تكميلي يساعد المرضى على تخطي الأرق وصعوبات النوم وبعض المشاكل النفسية والجسدية.

العدد 3778 - الأربعاء 09 يناير 2013م الموافق 26 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً