أظهرت أبحاث طبية جديدة أن المخ هو المتحكم الأول في قدرة الإنسان على التوقف عن ممارسة العادات الإيجابية أو السلبية منها، واستطاع فريق من العلماء الأمريكيين تحديد المنطقة المسؤولة عن التحكم في العادات، وهو ما يعتبره مراقبون رؤية شاملة لآلية تحول المخ ما بين العادات الإيجابية والسلبية أو القديمة والحديثة.

وأوضح البحث الذي أجري بـ”معهد أبحاث المخ” في العاصمة الأمريكية واشنطن أن هذه الخاصة المهمة للمخ تساعد الإنسان على التفكير المسبق حول خططه الصغيرة، كنوعية الطعام الذي سيقوم بطهوه على سبيل المثال.

وتشير الأبحاث الطبية التي أجربت في هذا الصدد إلى أن تعامل الأشخاص مع عاداتهم بصورة آلية وتلقائية يعود إلى تسجيلها بصورة كاملة في أعماق المخ وهو ما يفسر اعتياد الشخص على زيارة ذات المطعم أو المحال المحببة، أو حتى السير في الطرق المعتادة خلال الحياة اليومية.

كما شدد العلماء على أن النتائج المتوصل إليها تمهد الطريق لإيجاد استراتيجية علاجية أو التدخل الجراحي في منطقة المخ، بهدف مساعدة مرضى ما يسمى بـ”الوسواس القهري” والتصرفات اللاإرادية المتكررة، على تجاوز ما يعانونه.

ويطلق على المخ تسمية “الدماغ الانتهائي” وهو القسم الأهم والأكبر ضمن الجهاز العصبي المركزي، إذ يتشكل من نصفي كرة مخيتين منفصلتين يرتبطان بجسر عصبي، كما يهتم المخ عادةً بالوظائف الإدراكية والحسية والعقلية وتلك المتعلقة باللغة كذلك.

وفي الغالب لا يتعدى وزن المخ في المتوسط بالنسبة للشخص البالغ 1400 جرام، بينما يكون وزنه عند الولادة ما يقارب 350 جراما، وعليه فإن وزن المخ يشكل ما نسبته 2 في المئة من إجمالي الوزن العام لجسم الإنسان، وبالرغم من ذلك ونظراً لأهمية المخ وطبيعة وظائفه فإنه ينال ما يزيد على 15 في المئة من غذاء الإنسان عن طرق الدورة الدموية، ويتميز مخ الإنسان بنظام حماية قوي، يكفله له الحماية من المؤثرات الخارجية، فهو محاط بعظام الجمجمة التي تعرف بصلابتها.

وأظهرت الدراسات الطبية أن الجهة اليسرى من المخ هي التي تقوم بحفظ الكلمات والأرقام والمنطق إضافة إلى تحليل الأمور، بينما يهتم الجانب الأيمن بالتناسق والألوان والخيال وأحلام اليقظة، إضافة إلى الألحان والأبعاد، ويرى العلماء أن الجانب الأيسر يقرأ ليعرف الفكرة الأساسية في الموضوع، ويحبذ الأمور العقلانية المبنية على استنتاج واضح، في الوقت الذي يعتمد الجانب الآخر على العاطفة أكثر والأحلام والطموح. في المقابل يحتوي مخ الإنسان على 100 بليون خلية عصبية، وعندما يبلغ الشخص سن 35 عاماً فإنه يفقد 7000 خلية عصبية يومياًّ، كما أنه في المراحل الأولى من العمر يزيد عدد الخلايا العصبية في المخ البشري بمعدل 250 ألف خلية عصبية في كل دقيقة.