دورة كأس الخليج، ليست مجرد دورة تشارك فيها الدول الخليجية واليمن، بل هي أبعد من ذلك بكثير، هي علاقة «عشق» يربطها الجانبان الرياضي والاجتماعي، وتدل على الحب المتبادل بين الدول.
التجمع الخليجي أكبر بكثير من الفوز باللقب، فالجميع فائز بوحدته وحبه وإخلاصه لكل دولة من الدول الخليجية واليمن، فاليوم نحن نعيش كرنفالا رياضيا اجتماعيا في الدورات مهما كان البلد المضيف، فعندما تستضيف البحرين الدورة فإن الدول المشاركة تعتبر البحرين دارها الثانية، ويكون هدفها الأول والأخير عنوان النجاح؛ لأنه سيكتب باسم جميع الدول وليس المستضيف فقط لأنه يدل على نجاحها.
كأس الخليج، بدأت بفكرة وتحولت إلى واقع، ينتظره المجتمع الخليجي بفارغ الصبر، بدأ الحلم يتصاعد ووصل إلى مرحلة التطوير، واستمرارها جعل اللحمة الخليجية في دماء الشعوب، فالبعض عندما يغلق الشتاء أبواب بيته، وتحاصره تلال الجليد من كل مكان، فإنه ينتظر قدوم الربيع، وأي ربيع هذا، إنه ربيع دورة كأس الخليج ويفتح نوافذ نسمات الهواء النقي بمشاهدته للتجمع الرائع، وينظر بعيد ويرى أسراب الطيور قد عادت تغني ويرى الشمس وهي تلقي خيوطها الذهبية فوق أغصان الشجر لتصنع عمراً جديداً وحلماً جديداً وقلباً جديداً يتغنون بكأس الخليج.
ما أجمل الابتسامة على وجوه المنتخبات المشاركة سواء في المباريات أو خارجها! صحيح أن التنافس يكون داخل الملعب، لكن هناك علاقة حميمية خارج الملعب عنوانها «خليجي أنا»، فمهما كانت النتائج يبقى الحب والإخلاص مرتبطين بالتجمع الخليجي.
شخصياً... أنا مع استمرار هذه الدورة لما تحققه من ثمار بفضل جهود كبار قادة دول مجلس التعاون واليمن، فاهتمامهم بالدورة يعطيها رونقا رائعا يجعلها تستمر، وليس من أجل الاستمرار فقط إنما لتطوير الجانبين الرياضي والاجتماعي في جميع الدول، وعلى رغم أن الدورة لم تدخل داخل روزنامة الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، إلا أن مكانتها كبيرة داخل الوطن العربي ووصلت إلى أرجاء الدول الأوروبية الكبرى وهذا ما قرأناه على لسان رئيس «الفيفا» جوزيف بلاتر.
أخيراً... أقول للدول المشاركة في الدورة، أن اللقب ليس مهما بحجم التجمع، فلا تحاولوا البحث عن اللقب، فأنتم جميعاً فائزون به بتجمعكم، فاللقب كالأوراق التي تغير لونها وبهتت حروفها وتاهت سطورها بين الألم، وفي النهاية ستكتشفون أن تجمعكم هو اللقب وهو أجمل ما يكتب بين الأسطر عنكم.
إقرأ أيضا لـ "محمد طوق"العدد 3778 - الأربعاء 09 يناير 2013م الموافق 26 صفر 1434هـ
كلامك صح مية مية
سلمت يمناك أخ محمد