لا أعرف السعر الحقيقي لقنينة مسيل الدموع، ولكن ما أعرفه جزما أن سعرها أكبر من سعر قنينة الكولا بكثير، وليست لدي إحصائية بأعداد قناني مسيلات الدموع التي تُبخِّرُ الأجواء يوميا، ولكن ما أعتقده حتما بأنني لا أستطيع عدها لوحدي، وأيضا لا أعرف حجم كثافة ما يخرج من هذه القناني السوداء من دخان وغاز، ولكن ما أعرفه أنها تنافس الضباب في حجب الرؤية، وتغييب الصورة، فمشهدها لا يختلف كثيرا عن الغيوم المتلبدة في أعالي الجبال، لولا أن تلك نقية، وهذه شقية.
بالتأكيد ليس من السرور في شيء أن يعد العالم إنجازاته مع نهاية كل عام ينصرم، ونعد نحن قناني مسيلات الدموع التي استنشقها الناس خلال عام، وليس من الأنس في شيء أن يستعد العالم برصد موازنات لتطوير الصحة، والإسكان، والتعليم، وغيرها، ونستعد نحن لرصد موازنات توفر لنا ما نحتاجه من قناني مسيلات الدموع وغيرها من الأجسام كريهة اللون والطعم والرائحة.
هذا الوضع بالتأكيد لا يريح من يمسك بيده بندقية الطلقات، ولا يريح من يستقبل بأنفه رائحة المسيلات، فكلاهما لا يرغبان في استمرار هذا الوضع الذي لا يريد أن ينتهي، حتى وإن انتهت السنة تلو الأخرى إلا أن نهايته غير واضحة في نهاية النفق.
الجمود الذي يأكل من عمر الوطن، لا يخدم طرفا سواء في السلطة أو المعارضة أو عامة الناس ولا حتى الجالسين على التلال يتفرجون، فهم أيضا يستنشقون رائحة الأزمة وإن كانوا لا يشعرون، نعم ربما يخدم هذا الجمود حفنة من المقتاتين على الأزمات، والذين لا يخرجون رؤوسهم إلا مع صخب التوتر، وضجيج الصراع.
بدلا من عد قناني مسيلات الدموع في رأس السنة الميلادية، كان الجميع يأمل في أن يعد الورود والزهور التي تُنثر على قامة الوطن وهامته، في انفراج حقيقي يدخل السرور على قلب هذا الوطن بكل مكوناته، وكان الأمل يحدو الجميع بدخول العام الجديد بحلة تختلف عن حلة العام المنصرم، ولكن الحلة هي هي وكأن الأزمة لاتزال في أول الطريق.
الأزمة في البحرين ليست أولى أزمات الدنيا ولا آخرها، والإرادة التي استطاعت أن تأخذ بأعتى الأزمات السياسية العالمية وأكثرها تعقيدا إلى بر الأمان ليست عاجزة من أن تأخذ بيد الأزمة في البحرين إلى بر الأمان أيضا، أما حرق مزيد من الوقت، ومزيد من قناني مسيلات الدموع فلا يمكن له أن يوفر لهذا الوطن هواء نقيا يتنفس به الجميع بلا دموع.
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 3776 - الإثنين 07 يناير 2013م الموافق 24 صفر 1434هـ
مسيلات الدموع .. والظلام ونور الشمس
أقول لو حصل الآمر لمسيلات الدموع والشوزن وكل الاسلحة التي يستخدمها ضدنا ، اقول أنه لو اتيحت له الامكانيات لحجب نور الشمس في سبيل ردنا لفعل .. ذلك ان دافعه بقاء أمده وتطويل عكوفه .. وما ملازمته في الاستماتة في أطلاق مسيلات وجعلها الحل الأمثل الا فراغ يده بعد استنفاذ كل حلول فماذا نتوقع من حاقد قبل ان يكون حاسد ، فهو يخطط بعين الذيب لا بعين اللذين مثل المؤمنين في تراصهم كالجسد الواحد . نحن ننتظر الفرج الان فقط من الله وهو سميع قريب مجيب الدعاء .
رؤوس الافاعي
ان رؤوس الافاعي لا تخرج لنا الا عندما تكون هناك بادرة امل للخروج من الازمة لكي تعترض عليها وتبقي على مصالحها
من الانجازات ولا إعجاز فيها
التعاريف تكون كثيرة وغير مثيرة، كما المفهوم والمفاهيم . فمن المفهوم الذي قد لا يكوم مفهوم وقد قد لا يكون معروف ولا مكشوف بل مغطى لكثرة التعاريف ولتعدد مفاهيم الشيء. وهذا قد يكون مثال المنجزات. فمنجزات إن لم تجز فهل أجزائها يمكن إعتبارها منجزة. أووا ليس هذه معجزة أم إنها غير منجزة؟
الحل بامرين
اما ان امريكا وبريطانيا تضغط ولو باتصال مع القيادة وتأهرهابحل سياسي مرض وبالطبع هم يديرون البلد ولهم سلطة عليها واما تنتصر سوريا والاسد ويحدث حدثا اقليميا يجبر السلطة على التنازل واما ان تتوعى السلطة للحل السياسي ولا اعتقد ان عقليتها تستوعب ذلك لجمودها وتحجرها والسلام ختام
ألف الحمد لله على السلامه
ألف الحمد لله على السلامه أستاذ عقيل وحشتنا مقالاتك
أنا أخالفك الرأي فكل وضع فاسد له مستفيد
التمييز العنصري والتفرقة العنصرية وانتشار الظلم والفساد وغيرها من امثالها من الامور كلها ممقوتة عقليا لدى كل العالم، لكن هل تستطيع ان تقول لي انه لا يوجد
مستفيد من هذه الاوضاع؟
ما تقوله عن مسيل الدموع والوضع الامني هناك مساعدات واموال تدفع ورواتب وتجنيس مختصر الكلام هناك حركة مالية يستفيد البعض من بقائها لذلك هم يفضلون الحل الامني لما ينطوي عليه من مصالح خاصة للبعض.
حتى الدول المصدرة لهذه الاسلحة لا يعجبها توصل البلد الى حل لانها سوف تخسر الكثير
توزيع الورد يحتاج الي قلوب مختلفه
اطلاق الغازات الخانقه اسهل من توزيع الورد ولعل السلطه لم تدرب رجال الامن علي كيفية توزيع الورد وان كانت با قة الورد اقل من سعراًمن فنينة مسيل الدموع كما اتصور
كلمة حق يراد بها حق
عزيزي, إن ما خطه قلمك هو منطق المحب الطامح للخير, وهو تعبيرا صادقا من قلب يحب ويخاف على هذا الوطن ... ولكن ماذا يقول ويفعل مخالفوك؟؟؟؟
شكراً أستاذي العزيز
وثقافة الحب والخير لاتستهلك الكثير وتعطي الكثير و العكس صحيح.