هناك العديد من الأبعاد التي نشاهدها ونعيشها في «خليجي 21» أبرزها واهمها الجانب الفني للمنتخبات المشاركة، وقدرتها على الفوز بلقب الدورة. وقد اتضحت صورة غالبية هذه المنتخبات بعد أن شاهدنا مستوياتها من خلال مباريات الدور الاول التي انتهت امس. وتجلى فيها مستوى كل منتخب الى حد بعيد، الا انه لا يعطي الصورة النهائية على قدرة المنتخبات المهزومة او التي لم يحالفها الحظ في التأهل للدورة الثاني؛ لان لكل مباراة ظروفها ولكل حصان كبوة.
اما البعد الثاني الذي اصبح يضاهي البعد الاول في قوة المنافسة على اللقب، فقد اصبح الحشد الاعلامي الكبير والاهتمام الذي يفوق اي تغطية لبطولة اقليمية، وهذا الامر جعل بعض الانتقادات الفنية تخرج عن طورها الحقيقي وتصبح نقدا لاذعا لا يعرف الرحمة ويسبب خراب بيوت، لذلك اصبحت التغطية الاعلامية لهذه الدورة متميزة جدا، ولا يضاهيها اي تغطية اعلامية اخرى، وهذا سلاح فتاك ذو حدين.
اما البعد الثالث غير المرئي ولكننا نشعر به ونعيشه هذه الايام، فيتمثل في لقاء الاشقاء تحت مظلة واحدة، تجمعهم ارض واحده، ويحيط بهم جميعا الشعور بالحب والمودة والإخاء، وهو الامر الذي نعتز ونفخر به نحن البحرانيين اكثر من اي وقت آخر؛ لاننا نحن من اسس لانطلاقة هذه الدورة العام 1970، وساهمنا في غرس بذرتها الاولى على هذه الارض الطيبة، ورعيناها حق رعايتها حتى اصبحت اليوم صرحا رياضيا شامخا يشار إليه بالبنان، لذلك نفخر ان يكون هذا الصرح هو السبب الاول للنهضة الرياضية الكبيرة التي تعيشها دولنا، وبفضلها تأهلت الى نهائيات كأس العالم كأكبر حدث رياضي عالمي، وبلغنا اكبر المواصيل حينما نجحت دولة قطر الشقيقة في الحصول على موافقة المجتمع الدولي في تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم العام 2022 في صورة لافتة الى دولة عربية صغيرة في حجمها وتعداد سكانها... وهو الامر الذي يجعلنا نبارك لأنفسنا على هذه الإنجازات ونبارك للاشقاء جميعا.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3775 - الأحد 06 يناير 2013م الموافق 23 صفر 1434هـ