جنون العظمة مصيبة تفتك ببعض الناس، فيحسب نفسه خالدا مخلّدا مخوّل السلطة لا يطاله أحد، وللأسف جنون العظمة لا يصيب الاّ تلك النفوس الكارهة الحاقدة، التي لا تعرف طريقا للراحة النفسيّة، بل انّ راحتها في ايذاء الناس والتعالي عليهم، ففي داخل ذوات تلك النفوس الاحساس العظيم بأنّهم آلهة يُعبدون من دون الله!
وتجدهم في بعض الأحيان يعايرون الناس على ما صنعوه، وتحوم حولهم كلمة: «عطيتك، سويتك، سويت لك، اشتريت لك، أحسنت لك... الخ»، ونسوا أنّ الله خالق السماوات والأرض أعطى وسوّى وأحسن ولم «يعاير» عباده أبداً.
لجنون العظمة أسباب، فقد تكون الأسباب وراثية، وقد تكون نفسية، ونحن نركّز على العنصر النفسي اليوم، لشدّة المبتلى عند البعض لحبّهم لذواتهم وتعظيمهم لها، اذ يظنّون أنّهم وصلوا الى أعلى الأفق وامتلكوا كلّ شيء، ونسوا قول الشاعر:
اذا تمّ شيء بدا نقصه
ترقّب زوالا اذا قيل تمّ
وحتى نسهّل الموضوع عليكم فانّ لجنون العظمة أعراضا، تحتاج إلى معرفتها ودقّة تفاصيلها، ولكن أهمّ ما توصّلنا إليه في مجنون العظمة أنّه ثرثار أخرق، لا يعرف متى يتكلّم ومتى يصمت، ويعاند في الكبيرة والصغيرة، فقوله منزّه من الأخطاء والباقون قولهم في التراب.
مسكينٌ هو ذاك الذي نقصده، فأنفه مرفوع على الناس، ومتعالٍ دائماً أمامهم، ومشيته شبيهةٌ بمشية الطاووس، وهناك من يصدّق «نفخته» و «كشخته»، ويتبعه في كل صغيرة كبيرة، ولكن هناك من يرون بقلوبهم وبعقولهم فلا يغرّنهم هذا «المتبختر»، لأنّه هش وضعيف، ولا يستطيع المجابهة دون أتباعه!
ولعلاج مريض جنون العظمة فانّنا نحتاج الى هزّه بطريقة حضارية، فهو أقل من الجميع، وان حاول بماله وجاهه تمثيل العكس. وهو أضعف من الجميع كذلك، لأنّه دائماً مستقوٍ على البشر بمن حوله، فمعيار الرجولة عنده بهؤلاء الذين ينافقونه طمعاً في ماله أو جاهه.
ولابد لنا من الحذر في التعامل مع مجنون العظمة، فقد يدمّر نفسه ومن حوله من دون أن يشعر بعظم الدمار، ولا تهمّه الخسارة أبداً. فهو يظن أنّه ناجح لا محالة، وفائز على الجميع لا خلاف في ذلك، وينسى ويتناسى أنّه مجرّد بشر لا أكثر ولا أقل، وانّه سيعود في يوم من الأيام الى التراب، من دون جنون عظمته ولا ماله ولا جاهه! وجمعة مباركة.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 3772 - الخميس 03 يناير 2013م الموافق 20 صفر 1434هـ
ما عندك سالفة
ما عندك شيئ جديد؟!!
شكرًا أستاذتي
شكرًا كلمة صغيرة وقزمة امام عطائك اللامحدود
والى الامام..وفقك الله لما يحب ويرضى..
والله يشافي كل مريض بحق الحسين وجده وأبيه
شكرًا أستاذتي
شكرًا كلمة صغيرة وقزمة امام عطائك اللامحدود
والى الامام..وفقك الله لما يحب ويرضى..
والله يشافي كل مريض بحق الحسين وجده وأبيه
اكيد شفتي في بلده في العالم
بنر كبيير مكتوب عليه الولاء لرئيسهم ابدي .. مساكين مايدرون ان البقاء لله مافي شي ابدي ومثل هالناس هم إلا تسببوا في جنون العظمه لغيرهم
جمعة مباركة
ما اعذب كلمات ومناجاة أهل البيت والتي تشعرك بالصغر والتواضع أمام رب الأرباب. في دعاء أبي حمزة الثمالي: "سيدي أنا الصغير الذي ربيته وأنا الجاهل الذي علمته وأنا الضال الذي هديته و أنا الوضيع الذي رفعته" وفي سياق الاعتراف بالخطيئة: " أنا يارب الذي لم أستحيك في الخلاء و لم أراقبك في الملاء. أنا صاحب الدواهي العظمى. أنا الذي
على سيده اجترى. أنا الذي عصيت جبار السماء"
عجيب هذا الانسان يعصي الله بنعمه وكل ما ازدادت النعم زادت المعاصي
هناك تناسب واضطراد كل ما زاد الله على عبيده من نعم زادت معاصيهم بدل من زيادة الشكر
سنابسيون
اي والله اختي صدقتي فيما قلتي ففي ناس عندما نطالب بحقوقنا يردون عطوكم وعطوكم وانتوا جحودين ما يبين في عيونكم يحسسون الواحد انه طرار على بابهم مو حق له ويطالب به
صدقتي وربي وهذي المواضيع الي نستفيد منها
جنون العظمه اسباب التربيه وعيشته في بيئه تربيتها على الغرور وعدم التواضع و اللامبالاة بشعور الاخرين
ومايدري كل مصاب بجنون العظمه مكانه اخرتها في قبر وفي حفرة
bahraini
اين هم الان ؟
كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى
الغنى والمنصب مدعاة لاغترار الانسان بنفسه فيتقلب في نعم الله وكأنه الآمر بأمر الله لا بل أدهى من ذلك يعتبر امداد الله كأنما هو شريك لله استغفر الله من هذا الكلام ولكن تصرفات البعض هكذا
أليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي
ذلك هو المنطق الفرعوني الذي قال فيه (أنا ربكم الأعلى) للأسف على قدر ما أورد الله لنا من عظات في قرآنه الكريم وقصص لكي نتدبّر ولكننا كمسلمين اصبحنا
أسوأ الامم في السلوكيات وفي التجبر والتعجرف وما هي الا أيام واذا بأحدنا
إما مسجى على فراش المرض او ملقى على المغتسل. ما هذه النفوس القذرة التي تمنعن في أذية اخوتها
فهو يظن أنّه ناجح لا محالة، وفائز على الجميع لا خلاف في ذلك، وينسى ويتناسى أنّه مجرّد بشر لا أكثر ولا أقل، وانّه سيعود في يوم من الأيام الى التراب، من دون جنون عظمته ولا ماله ولا جاهه!
صدقت القول ..
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر .. على طبقات الماء وهو رفيع ولا تك كالدخان يعلو بنفسه .. إلى طبقات الجو وهو وضيع
من حكم امير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع)
من حسن خلقه كثر محبوه وأنست النفوس به
لا ترجوا فضل منان ولا تأمن الأحمق الخوان
من غره السراب تقطعت به الأسباب
الإسراف مذموم في كل شيء إلا في أفعال الخير
إنما الشرف بالعقل والأدب لا بالمال والحسب
لكل ظالم عقوبة لا تعدوه وصرعة لا تخطوه
العدل ملاك والجور هلاك
العجب رأس الجهل
من أعجب بنفسه سخر به
احسنت