ربما اعتاد المنتخب العراقي لكرة القدم عبر السنوات الماضية على المشاركة بالبطولات في أحلك الظروف بسبب ما مرت به بلاد الرافدين من أزمات سياسية وحروب عديدة ، لكن عزيمة لاعبي الفريق كانت دائما هي العنصر الحاسم في تحقيق أفضل النتائج الممكنة.
ولا تخلو مشاركة أسود الرافدين في بطولة كأس الخليج المرتقبة (خليجي 21) بالبحرين من المشاكل أيضا لكنها لا تتعلق هذه المرة بالأوضاع السياسية في بلادهم بقدر تعلقها بالأمور الفنية في الفريق نظرا لعدم وضوح الرؤية بالنسبة لقيادة الفريق الفنية حتى قبل 48 ساعة فقط من انطلاق فعاليات البطولة.ورغم استمرار أسود الرافدين في مسيرتهم بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 ، فوجئ الجميع برحيل المدرب البرازيلي زيكو من منصب المدير الفني للفريق في تشرين ثان/نوفمبر الماضي متعللا بعدم وفاء الاتحاد العراقي للعبة ببعض البنود المتفق عليها بينهما.وحافظ أسود الرافدين على فرصة حجز إحدى بطاقتي التأهل من مجموعة صعبة في الدور النهائي للتصفيات والتي تضم معه منتخبات اليابان وأستراليا والأردن وعمان.ولكن ذلك لم يكن كافيا لإقناع زيكو بالاستمرار بينما أشارت عدة تقارير في الأيام الماضية إلى أن زيكو سيقود بنفسه الفريق في كأس الخليج ولكن ذلك لم يتأكد بشكل نهائي ليصبح المدرب الوطني حكيم شاكر مرشحا لقيادة الفريق رسميا في البطولة.وقاد شاكر المنتخب العراقي للشباب إلى نهائي البطولة الآسيوية للشباب في 2012 بالإمارات ولكنه خسر أمام كوريا الجنوبية بضربات الترجيح كما قاد المنتخب العراقي إلى نهائي بطولة كأس غرب آسيا بالكويت في الشهر الماضي وخسر النهائي أمام نظيره السوري.وربما تكون البطولة الخليجية المقبلة هي الاختبار الجديد له إذا تأكد غياب زيكو وعدم عودته لتدريب الفريق.ورغم غيابه عن عدة بطولات خليجية إما للانسحاب أو للابتعاد بسبب الأوضاع السياسية لبلاده ، كان للمنتخب العراقي نصيب رائع من تاريخ البطولة حيث أحرز لقب البطولة ثلاث مرات في أعوام 1979 و1984 و1988 وكان أول من كسر احتكار المنتخب الكويتي للقب الخليجي.ولكن أسود الرافدين عانوا كثيرا من الظروف السياسة لبلادهم مما أبعدهم عن منصة التتويج لفترة طويلة بلغت 25 عاما.وبعد فترة من الغياب عن المشاركة في البطولة ، عاد أسود الرافدين للساحة الخليجية من خلال النسخة السابعة عشر التي استضافتها قطر في أواخر عام 2004 ولكنهم خرجوا من الدور الأول لثلاث بطولات متتالية منها بطولة 2007 رغم فوزه في نفس العام بلقب كأس آسيا.ورغم ذلك ، وصل الفريق للدور قبل النهائي في البطولة الماضية باليمن عام 2010 وأصبحت الخطوة التالية على طريق استعادة وضعه الطبيعي في كأس الخليج هو الوصول للنهائي والمنافسة على اللقب بقوة.
ويمتلك المنتخب العراقي كل المقومات التي تساعده على هذا خاصة وأن معنويات لاعبيه في أعلى درجاتها من خلال تغلبهم على كل الصعاب واستمرارهم في تصفيات كأس العالم حتى الآن وإن لم تكن نتائج الفريق في المباريات الودية بالفترة الماضية على النحو المطلوب.وخلال الشهور الثلاثة الماضية ، خسر الفريق صفر/6 أمام البرازيل و1/2 أمام كل من قطر وتونس وتعادل سلبيا مع البحرين ولكن مشاركته في كأس غرب آسيا قد تعوض الفريق عن هذه الهزائم وتدعم معنويات اللاعبين قبل خوض المعترك الخليجي.
كما يعول الفريق كثيرا ، رغم اهتزاز الصورة بالنسبة للقيادة الفنية ، على خبرة لاعبيه الكبار أمثال يونس محمود ونشأت أكرم.وتغلبت المجموعة الحالية من لاعبي الفريق على أبرز العقبات التي توقع البعض أن تعرقل مسيرتهم وهي عدم انتظامهم في دوري محلي يضمن لهم الانسجام سويا نظرا لانتقالهم بعيدا عن لهيب الحرب والغزو في العراق إلى اللعب في أندية خليجية عديدة ولكنهم تغلبوا على هذه المشكلة بالانصهار سويا في بوتقة المنتخب بعدما لعبوا إلى جوار بعضهم البعض لعدة سنوات.ويستهل الفريق مسيرته في البطولة بلقاء نظيره السعودي في مواجهة تصلح لأن تكون نهائي مبكر لما تتسم به لقاءات الفريقين من قوة وإثارة إضافة إلى فوز كل منهما بلقب البطولة ثلاث مرات سابقة.ثم يلتقي الفريق بعدها منافسه التقليدي العنيد المنتخب الكويتي قبل أن يختتم الدور الأول بأسهل مواجهة له في المجموعة الثانية أمام المنتخب اليمني.
العراق السياسي
بالتوفيق لكل المنتخبات المشاركة
يارب تكون هالبطولة عراقية . اخوكم احمد من العراق السياسي !