تعاني مئات العائلات الافغانية في المخيمات المؤقتة المقامة على مشارف العاصمة الافغانية من البرد القارس حيث عمد افرادها اليوم الاربعاء (2 يناير/ كانون الثاني 2013) الى جمع البطانيات والفحم وغيرها من المواد اللازمة فيما تجهد السلطات لتجنب حدوث وفيات مثل تلك التي احدثها البرد في شتاء العام الماضي.
ومع هبوط درجات الحرارة الى 10 درجات مئوية تحت الصفر في ليالي كابول الباردة، يواجه 35 الف لاجئ يعيشون في المخيمات التي تغطيها الثلوج معركة للبقاء على قيد الحياة في ظروف صعبة لا تحميهم منها سوى الاغطية البلاستيكية.
ورغم تلقي الحكومة الافغانية مساعدات بمليارات الدولارات منذ العام 2001، فقد توفي اكثر من 100 طفل العام الماضي خلال اقسى موسم شتاء تشهده البلاد خلال عقدين، فيما تقوم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة بجهود منسقة للحيلولة دون تكرار ذلك.
وقال سيدالله (40 عاما) اثناء اصطفافه للحصول على مساعدات من بينها اغطية بلاستيكية وزيت طبخ مقوى بالفيتامينات وملابس دافئة للبالغين والاطفال، ان "العام الماضي كان الاسوأ، والطقس بدأ يسوء مرة اخرى".
واضاف سيدالله الذي فقد العديد من اصابع يديه في انفجار لغم قبل عدة سنوات "اعيش في مكان متهدم مع زوجتي واطفالي الاربعة، وليس لدينا تدفئة أو طعام كاف".
وتابع "فررنا الى كابول من ولاية لوغار بسبب العنف، ولا احصل على اي دخل باستثناء ما اجنيه من العمل الشاق. نحتاج الى مساعدة لتخطي فصل الشتاء".
وتقول مفوضية اللاجئين انها مولت ونظمت توزيع المساعدات لاكثر من 32 الف عائلة "مشردة داخل البلاد" في جميع انحاء افغانستان منذ تشرين الثاني/نوفمبر، كما سيتلقى 240 الف افغاني مساعدات شتوية من خلال برنامجها.
وتم تأكيد وفاة طفلين جراء البرد هذا العام احدهما في الثالثة من العمر والاخر رضيع في مخيم شاراحي قمبار للاجئين غرب كابول.
واثارت وفيات الشتاء الماضي غضبا بسبب فشل الحكومة في حماية السكان حتى في كابول.
وقام الجيش الاميركي وعدد من المنظمات الدولي والخيرية بتوصيل المساعدات الى تلك المخيمات.
وصرح دوغلاس ديسالفو المسؤول في احد مراكز التوزيع التابعة للمفوضية الدولية ان "الفقر والنزاع ونقص التنمية هي المشاكل التي تعرض العديد من الناس للخطر".
واضاف "نستطيع تقديم المساعدة، ولكن الناس لا زالوا يفتقرون الى الوسائل الصحية المناسبة والحماية من الاحوال الجوية ويجب معالجة ذلك".
وقال "نحن نعمل مع الحكومة وغيرها من الجهات بشكل مكثف للاستعداد لاقسى فترات الشتاء التي لم تأت بعد".
واعلنت الحكومة اليوم الاربعاء انها تعمل على الحيلولة دون وقوع وفيات بين سكان المخيمات، وذلك بعد توجيه انتقادات شديدة لها العام الماضي.
وصرح جماهر انهوري وزير اللاجئين للصحافيين انه "من الضروري تكثيف المراقبة وتوفير الامدادات الاضافية طوال الشتاء".
وترغب الحكومة في اخلاء المخيمات ال55 الموجودة في كابول وعودة اللاجئين الى ولاياتهم الاصلية، الا ان الكثير يقولون ان تلك المناطق خطرة للغاية بسبب تمرد طالبان المسلح ضد الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.
وتدعو مفوضية اللاجئين الى عدم تعريض اللاجئين لتهديد الاخلاء وتوفير اماكن الايواء الكافية لهم في كابول وغيرها من المناطق.