نحن لسنا من الجمعيات السياسية، ولسنا من الموالين للسلطات، إننا أفراد ممن حلا للبعض وأسمانا بالأغلبية الصامتة. نحترم الرأي والرأي الآخر وحرية التعبير، ونحترم العقائد في خلافها واختلافها، ونصون كرامة الإنسان، فلا نسب ولا نشتم، ولا نتطاول ولا نتنابز بالألقاب، ديدننا العدل والمساواة.
نسمع كثيراً من التصريحات الرسمية المتباعدة المواقف، على لسان الوزراء المختلفين، ما يوحي أن هناك رؤى رسمية متناقضة، الأمر الذي يقودنا إلى الظن بتفكك البنية الرسمية، في ذات السلطة التنفيذية (الحكومة) وفي صلتها الطبيعية بالإرادة الملكية، فيجهل البعض، أو ربما يجزئ مقومات السلطة الملكية، فيحصرها في ذات جلالة الملك المصونة، إلا أنها مؤسسة لها قوانينها وعلاقاتها بمؤسسات الدولة الأخرى، ولها مواردها البشرية والمالية، فسمو ولي العهد أحد أبرز أعمدتها، ولها إدارة تنفيذية برئاسة رئيس الديوان الملكي، ويتبعه مدراء آخرون ومساعدو مدراء وموظفون، وينيب الملك ممثلاًً شخصياً لجلالته للشئون الاجتماعية والتواصل الشعبي، ويفوض ولي عهده الجانب الاقتصادي والسياسي.
إلا أنه ما أن تأتي مبادرة أو مشروع سياسي لحلحلة الأوضاع الجاثمة على صدور الناس منذ العامين، حتى ينبري وزيرٌ في الحكومة، لتفكيك رموز معادلتها، في تغليط فهم الطرف الشعبي للمبادرة، مرةً في فبراير/ شباط 2011، حين تم التأكيد على أحقية الناس في التظاهر والمطالبات الجماعية، من بعد إعلان الحداد الوطني على شهيدين، والأعلام الوطنية مشدودة إلى أعلى أوتادها، في حين أنها تنكس في أصغر حداد وطني، وعاد المحتجون إلى الدوار، ثم خرج علينا من الحكومة قائل، وحسب قوله بالدليل، إن المعتصمين ليسوا مواطنين، بل طائفةٌ من الكفار أذناب صفوية إيران، وقد أعدوا ما استطاعوا من قوة ومن رباط الخيل، للانقضاض على الوطن، تعاونوا بسياسييهم وحقوقييهم، وأطبائهم ومدرّسيهم وعمالهم، وطلابهم ونسائهم وأطفالهم، بشيبهم وشبابهم وأجنة نسائهم، لاختطاف الوطن، فكان في مارس/ آذار 2011 ما حدث من انتهاكات، فجاء الأمر الملكي بتشكيل لجنة تقصي الحقائق، التي أدانت الكثير من التجاوزات الدستورية والقانونية والحقوقية والإنسانية والمواطنية، وقبلت السلطة جل ما أتى به تقريرها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، إلا أن لفظ القبول، تعاكس مع الفعل، فلم نجد تنفيذاً حقيقياً، بقدر ما رأينا التفافات على فحوى القبول بالتنفيذ. ولكي لا نتوه كثيراً، فقد دعا السيدبسيوني السلطات إلى الحوار مع المعارضة، من بعد تأكيد أن الحراك الشعبي، برِّئ من الانقياد لتوجيهات أي جهة خارجية، وخصّ الجانب الإيراني بالذات، لعلمه أنها - أي إيران - هي السهم التاريخي الذي تُرمى به أية تحركات شعبية، وأكد على ضرورة إطلاق حرية الرأي والتعبير، والتظاهرات والمطالبات الجماعية، لأنها الوسيلة السلمية التي لابد وأن تجمع في حوار ما بين المعارضة والحكم، وربما أوردها تأكيداً لصحة مبادئ مبادرة ولي العهد، وأشار إلى ضرورة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي، إلا أن السلطات بحكم تداخل قرارات مستوياتها المختلفة، فإننا نرى أن ما تقرره هذه الجهة، تنفذ خلافه تلك الجهة.
والحقيقة أن جميع السلطات يتنافس أفرادها، فللاقتصاد أفراد، وللسياسة أفراد، وللخدمات أفراد، وللأمن أفراد، كلٌ في مجاله، وقد غابت المؤسسات وغابت الرقابة الشعبية، لذلك احتاجت السلطات إلى موالين، ينفذون مراميهم، ووجدوهم في القربى والمذهبية والمصلحية، ما شقّ المجتمع إلى تركيبته السياسية والاجتماعية الحالية، وهي بدورها برزت بوضوح في سنتي الصراع، ما بين الجانب الشعبي والجانب الرسمي، والتي توسعت مظاهرها، إلى اعتماد قادة الموالاة على غرباء من خارج الوطن، وعلى بسطاء من داخل الوطن، في تقوية صورية للموالاة، تمثلت في تظاهر العمالة الوافدة إلى جانب الموالاة، على رغم قرار وزارة الداخلية بمنع مشاركة الأجانب في التجمعات السياسية، وتحميل منظمي التظاهرات والتجمعات مسئولية ذلك، وأيضاً في مشاركة غير مصنفين من طائفتهم، لا بمطالب ولا ممارسة سياسية، في التظاهرات الموالية، جَمَعهم التحريض الطائفي، والإيهام أنهم سينالون الحظوة، هكذا وبهذه البساطة، غرروا بالناس.
وقادة الموالاة، في تحركاتهم الطائفية، وعبر الخطة المرسومة، لم يغفلوا عن نصوص بيانات سائحة، مثل عدم تسييس القضاء، والمراد النيل من المعارضين ممن يسمّونهم المجرمين والإرهابيين، مقابل التجاوزات القانونية والسياسية لصالح الموالين، وحين التباكي على قتل النفس من غير حق، فهم يستثنون قتلى المواطنين من الطائفة الأخرى، على أيدى قوات الأمن في الشوارع وتحت التعذيب، وآخرها أن أحكام القضاء، صدمت أهل الفاتح، الاسم الذي تسمى به قادة الموالاة، ليس ربطاً بمسجد الفاتح كما أشاعوا، بل بالجهة التى يدافعون عنها، أي طائفتهم والسلطات، وهم القادة الذين تبنّوا أن البحرين خالصة لطائفتهم، ووقفوا للدفاع عنها وعن أهلها، ضد أعدائهم من المواطنين من الطائفة الأخرى والأغلبية الصامتة من طائفتهم، وأولئك المواطنون الذين يقيسون المواطن بالمواطنة وليس الطائفة.
ويتحدث قادة الموالاة عن الانشقاق الطائفي، في مظاهر ابتدعوها خصيصاً لتشويه المطالب الشعبية التي تعم جميع المواطنين، ووصمها بالطائفية، من بعد التعايش والمجاورة والنسب، فيما بين طائفتي المجتمع الأساسيتين، دهوراً طويلة، لعجز هؤلاء القادة وتمنعهم عن المطالبة بها، لقاء تمييزهم، لا كطائفة بل لأشخاصهم، ويتساءل قادة الموالاة، هل تُقدّم المكافآت للإرهابيين والمستمرين في أعمال العنف والإرهاب، في الوقت الذي يحتاج الأمر إلى الصرامة والحزم، في تحريض للمتنفذين في هذه السلطة أو تلك، الذين هم مصدر حظوتهم، المتمثلةً في العطايا لهؤلاء القادة، والنسيان والضنك لتابعيهم، فالتابعون لدى قادة الطائفية، ما هم إلا وقود لنار الطائفية التي يتدفأون بها، وهم على كراسي الحظوة والتمييز، وهم فحم النار الذي يحترق، لينال القادة دخان العود والطيب.
لذا ترانا نحن المواطنين اللاطائفيين، نستمد حقوقنا أسوةً بحقوق شركائنا في الوطن، لا زيادة عليهم، ولا عنهم نقصان. نبراسنا المواطنة المتساوية، والاحترام للمعتقدات على خلافها، ونحن كُثرٌ وفي ازدياد، فمن يصافحني لأطبع على جبينه قبلة.
إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"العدد 3770 - الثلثاء 01 يناير 2013م الموافق 18 صفر 1434هـ
مقال رائع
مقال رائع أخي
أزمة سياسية
لطالما نتساءل نحن المواطنون الصامتون لماذا يتميز خطاب جماعة الموالاة بالطائفية والحقد والكراهية للمكون الاخر من المجتمع بينما يقابلهم خطاب المعارضة المتميز بالمحبة والأخوة و طلب المساواة والعدالة للجميع على الرغم من ان الحراك السياسي عندما بدا كان بسبب أزمة سياسية ومطالب سياسية فلماذا تحولت فجاءة الى أزمة طائفية الامر يحتاج الى وعي وإدراك من قبل جماعة الموالاة
أصافحك بشدة
أصافحك لأننا بحاجة لأن نتصافح على أننا ((لا طائفيين نستمد حقوقنا أسوة بحقوق شركائنا في الوطن ....))وتقبل مني قبلة وأنا آخذك بالأحضان
سلمتِ على طرحك
قبلة الجبين عنوانا للسمو
قبلة الأيدي رمز التقدير والأحترام
شكرا لك سيدي
ودي واحترامي لك
قبلة على جبينك ياوالدي
عندي ثقة انكم وبايديكم لن نضيع ولن يضيع الوطن
احبكم
ابو حسين
يا ستاذي الفاضل مع الاسف يوجد بعض البشر يحب العبودي والاستعباد ويدافع عنها في الايام الميثاق جرى حوار هل تفضلون دولة القانوت والمؤسسة والمساواة
ام دولة المكرمات وكان الجواب الغريب والعجيب والجواب هو المكرمات والصدقات
افضل وهذا حقهم ولكن ليس من فرض هذا الراي على الاخرين او هم مجمع من
الخوانه والعملاء لحارج وحتى الاعراض والمعتقدات الناس لم تسلم منهم ونحن لم ولن نطالب ان نميز عن احد من مكونات هذا الوطن او يهميش احد ابد طالبنا
بدوله الحقوق والواجبات بدون اقصاء او تهميش احد من ظوائف الوطن العزيز
والنعم فيك يأبن بلادي ..!!
مقال مميز وممتع ابرز حقيقه المتخفين وراء رداء الدين والأصلاح والمواقف كشفت لنا حقيقه أفعالهم وما بعقاب الله ببعيد ..!!
انا واهلي وقريتي وقرانا ( نصافحك )
ونقول لك اهلا وسهلا ، ليس لموقف وقفته من الحق لا ، ولكن للماديء التي نشترك فيها جميعا كمواطنين لنا حقوق وعلينا واجبات وان اختلفنا في المذهب او اللون او العرق ، ما لمسناه منك قد تكون غير راض عن بعض ما في شريك الوطن ولكن لا تلغيه وتصمه بأقذع الألفاظ النابية كما فعل ويفعل الأخرون من جانب طائفي بحت ، نحن نقرأ المواقف ونزنها ونعرف صاحبها ونقيمه بناءا على موقفه وليس لنا في مذهبه او طائفته ، فألآ وسهلا بك ونصافحك ونمد اليد لك .
يعقوب سيادي حبك الحقيقي للوطن جعلك تحس بآلام المواطنين
بإختصار إنك شريف .
لله درك يا سيادي
لذا ترانا ((نحن المواطنين اللاطائفيين)))، نستمد حقوقنا أسوةً بحقوق شركائنا في الوطن، لا زيادة عليهم، ولا عنهم نقصان. نبراسنا المواطنة المتساوية، والاحترام للمعتقدات على خلافها، ونحن كُثرٌ وفي ازدياد، فمن يصافحني لأطبع على جبينه قبلة.
ولك مني ومن من معي الف قبلة وفي كل قبلة الف تحية واحترام
ديراوي محرقي بحراني
سين سؤآل واريد جيم جواب من الاستاذ يعقوب سيادي
انا وغيري يعرف ان الصحف المحسوبه على النظام لا تقيل باطروحاتك وصحيفة الوسط هي الوحيده التي لا يمكن ان تتغافل او تتجاهل خطاب عقلاني كالاعمده التي تكتبها فهل لنا كمتابعين لكتاباتك ان نعرف حقيقة رفض الصحف الاخرى لمقالاتك؟؟
مبدع
استاذنا الفاضل انت شخصية معتدله وواقعيه ومقالاتك تشهد بذلك كله واقترح عليك ان تذهب الى ما هو ابعد من ذلك بان تكون لك مشاركات على القنوات الفضائيه فانت خير من يمثلنا بهكذا اطروحات
لك الف تحية ومقالاتك يجب ان تسجّل بتاريخ البحرين الشريف
مقالاتك كلها ليس لها ثمن الا أن تبروز وتوضع في تاريخ البحرين المشرّف.
نعم الرجل انت ونعم الكاتب انت وهكذا يعرف الرجال بموقفهم من الحق
شكرا لك استاذ يعقوب
شعب البحرين الراقي والمسالم يطبع قبلة على جبينك
يااستاذ يعقوب لانك انت من يستحق ان تطبع القبله على جبينه
المواطنة الحقه
لك مئات القبلات على جبينك يا خير مثال
شكرا
سلمت يداك على المقال الرائع
اسمع
اسمع ضجيجا ولا ارى طحين
ليست التصريحات الرسمية متباعدة المواقف
انها تحمل في طياتها الكذب و عدم الالتزام بالقانون
تحية
تحية اكبار واجلال لك يااخي يعقوب والى كل حر شريف غيور على مصلحة الوطن والمواطن كثر الله من امثالك
ما أجمل الصباح هذا
لا أقول لك إلا كل عام وانت بخير وحفظك الله من كل شر وسلمت أناملك حقاً
جزاك الله الف خير اخي
لك الف شكر على هذا المقال الجميل عزيزي نحنو اخواة في هذا الوطن ولا تستطيع شيوخ الفتنه ومنابر التفكير تفرقنا ونسال الله تعالى يظهر الحقيقه وان يكشف اهواء المطبلين على جراح هذا الوطن
انت من يستحق ان نطبع قبله على جبينه
وجه جميل هو وجه البحرين الحقيقى الذى لا يفرق بين مواطن ومواطن وبين مكون وآخر ...سيدى انت من يستحق ان نطبع قبله على جبينه ..وانت من يستحق ان نرفع له القبعات ...هكذا خبرنا اهل البحرين ..كم نحن بحاجة اليكم احبتى ابناء وطنى الكرام ...
كلمة حق عند سلطان جائر
مقال في الصميم كما عودتنا أستاذ يعقوب فكلمتك الحرة وُضعت على الجرح وقالت الحقيقة التي عجز عن قولها الكثيرين ، فلو كان لدينا عشرة رجال مثلك يقولون الحقيقة ويعلنونها صراحة لأختلف الوضع كثيرًا ، فضميرك الحي ربما يلهب ضمائر الآخرين فتتغير أقوالهم وأفعالهم
امنيه من أمينات عام 2013
أتمني ان يعاد نشر رسائلك القديمه في الجرائد الأخري ليطلع عليها الجميع فلربما يكون مردودها اكبر وتعم الفائدة ونقتنع الفئه المضلله بما خطه قلمك الشريف وتخلص البلاد من هذا الظلام والظلم .الشكر لكل قلم ينطق بالحق والخزي والعار لكل كاتب كذاب يهدم البلد من اجل حفنه من الدنانير
ونحن معك فيما طرحت
لذا ترانا نحن المواطنين اللاطائفيين، نستمد حقوقنا أسوةً بحقوق شركائنا في الوطن، لا زيادة عليهم، ولا عنهم نقصان. نبراسنا المواطنة المتساوية، والاحترام للمعتقدات على خلافها، ونحن كُثرٌ وفي ازدياد، فمن يصافحني لأطبع على جبينه قبلة.
وهذا المبدأ الذي ننادي فيه نحن المواطنين العاديين لا معارضة ولا موالاة رغم أن هذا هو مبدأ المعارضة التي طالما نادت به مرارا ولكن رجال الموالاة رأو فيه أيضا أن المطالبة بالمساواة بين المواطنين هو طرح طائفي. نبارك طرحك يا يعقوب ونشد على يدك ونحن معك قلبا وقالبا.
أنا أصافحك يا أخي في الوطن ونضيري في الخلق
نعم أنا أصافحك وأصافح كل إنسان شريف على أرض هذا الوطن مهما كان كان عرقه، مذهبه، أو دينه. وإما القبلة على الجبين فهي مني إليك شكرا وتقديرا على مقالك الراقي الذي يعكس مدى وطنيتك والتهاب قلبك لما آل اليه الوطن من سوء الإدارة ونار الطائفية.
ولك مني قبلة
حياك الله يا استاذنا العزيز. ولك مني قبلة حجمها حجم الاخوة التي عشناها معا على تراب الوطن قبل ان تاتي هذه الغربان السود وتحاول تمزيقنا طرائق قددا. يا عزيزنا الغالي يدنا بيدك وصوتنا مع صوتك نطالب بالحق ونستنكر كل باطل.
عشت وعاشت هذه الدار الطيبة باهلها الذين لم تدنسهم الجاهلية المستحدثة باقذارها الطائفية البغيضة.
انور الديري