لاشك أن انقلاباً ضخماً يشهده الوطن العربي على مستوى مراجعة الأفكار والمفاهيم التي سادت لأكثر من 1400 عام في مجال الحكم والسياسة، منذ مطلع الربيع العربي.
ونزعم أنه الانقلاب الأكبر في المنطقة العربية، منذ أن دشّن الأمويون دولتهم على أنقاض نظرية الشورى الاسلامية في الحكم، بعد رحيل الرسول (ص) بأربعين عاماً. وقد اعتمد الانقلاب على الشورى، على قانون السيف والغَلَبَة، وغالبية من جاءوا بعدهم انتهجوا طريقتهم في الأثَرَةِ والاستبداد.
هذه الدول، وهي بالعشرات، دعمت سلطانها بالاستعانة بطبقةٍ من رجال الدين، في علاقةٍ تحكمها المصلحة المتبادلة، فتوفّر للسلطان غطاءً شرعيّاً مقابل ما يوفّره من نعيم وبحبوحة عيش. وعُرفت هذه الطبقة قديماً بوعاظ السلاطين، حيث كانت تطوّع بعض النصوص الدينية، وإن لم تجدها اختلقتها، لتمنح البركة للسلطان لتظفر برضاه وتعيش تحت ظله. وهي مستعدةٌ دائماً لتغيير ولائها، كما يظهر في فترات الثورات والانقلابات، التي تُعرف قديماً بالفتن، فما أن يظهر حاكمٌ جديدٌ حتى تنتقل هذه الطبقة بولائها إلى ركابه، وتكون أول من يعلن التأييد وترفع الدعاء على المنابر للسلطان لبقاء مُلكه، فيما كانت تدعو في الخطبة الماضية لسلفه الذي دالت دولته، وانتهى ملكه، وانقضت أيامه.
الدول والممالك والسلطنات الإسلامية كانت تأخذ هذا المسار التاريخي في الغالب، وهو ما دوّنه العلامة بن خلدون في تاريخه الشهير «كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر، في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر». وعلى رغم تعاقب الدول، فإنه لم تتغير النظرية ولا الممارسة ولا التطبيق، حيث استقرت هذا السياسة، تدعمها منظومة فكرية راسخة.
هذه المنظومة بدأت في زمن عبدالملك بن مروان، خامس الخلفاء الأمويين، الذي قال: «من قال لي اتقِ الله في مجلسي هذا ضربت عنقه»، وطوّرها ثاني الخلفاء العباسيين المنصور الدوانيقي بقوله: «أيها الناس، أنا سلطان الله في أرضه، أسومكم بتوفيقه، وخازنه على فيئه، أقسمه بمشيئته، وأعطيه بإذنه، وقد جعلني الله عليه قفلاً إذا شاء أن يفتحني لإعطائكم، وإذا شاء أن يقفلني عليه أقفلني، فاسألوا الله أن يلهمني الرأفة بكم والإحسان إليكم، ويفتحني لإعطائكم وقسم أرزاقكم بالعدل عليكم»! وهي من عجائب الخطب في التاريخ وأخطرها، لأنها دشنت نظرية «ظل الله في الأرض»، التي ظلّت تحكم الكرة الأرضية لأكثر من عشرة قرون تالية، حتى بزغ عصر التنوير في أوروبا وسقطت فكرة ألوهية الحكام.
المنطقة العربية التي استكانت لهذه النظرية، حتى في العصر الحديث، وقيام عدد من الانقلابات والثورات وحركات التحرر، التي غلبها إرث الماضي. ورجعت حتى الجمهوريات لتحتكم إلى النظرية ذاتها وقواعدها، لتُخضع الدولة لقانون الاستئثار والتوريث، كما حدث في مصر واليمن وسورية، وكان ذلك يمثل إهانةً لذكاء الشعوب العربية، واستخفافاً بوجودها، ما أجّج نفوس جيلٍ جديد وأنزله إلى الساحات، إلى جانب فشل سياسات أربعين عاماً من الحكم والإدارة والاستبداد.
إننا نشهد أكبر عملية انقلابٍ على نظرية «ولاة الأمر» التي بدأت تهتز أركانها وتتخلخل جدرانها مع دوران عجلة الربيع العربي.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3767 - السبت 29 ديسمبر 2012م الموافق 15 صفر 1434هـ
وعاظ السلاطين
قال الخليفة ابو بكر الصديق (رض) : ادا رأيتموني على حق فأعينوني, وان رأيتموني على باطل فسددوني. (محرقي/حايكي)
صدق أو لا تصدق
انقلاب الشاحنة أو مركبة من المركبات في الحوادث المرورية نوع من أنواع الانقلابات المرورية. بينما انقلاب الوضع العام في العالم فذلك نتيجة حتمية يشهدها العالم في ذهول وعدم تصديق الواقع قد يكون من خيال الأفلام أو الروايات.
فكيف انقلبوا على أعقابهم؟ هل ردوا الى أسلافهم وسنة الله فيهم كما سنة الأولين؟
شكرا سيدنا
هل تعلم انه لايوجد محاولة دهس لشرطي والتي ذكرها المحمود في مؤتمره الصحفي . وتستطيعون فى الوسط التأكد من هذه المعلومة والكتابة عنها فى عمودك غدا
إفرح ..... يا ألبي .. وهات يا شماتة
إننا نشهد أكبر عملية انقلابٍ على نظرية «ولاة الأمر» التي بدأت تهتز أركانها وتتخلخل جدرانها مع دوران عجلة الربيع العربي
الزائر 22 (محد).....
خل يسمعونك ألأخوة في الكويت يبين مو حاس بهم وبما عانوه من أبوعداي حبيبك بل ما عانوه حكام منطقة الخليج خل حيهم ما يشيل ميتهم مو إحنا إحنا لاعندنا كراسي ولا أموال منقولة وغير منقولة يالحبيب وإذا مخوف مخوف اسيادك اللي ......(أستغفر الله) باعوا حتي....ولكن الرجال هم من صمدوا وواجهوا واستماتوا واستشهدوا يا جاهل أنظر لتاريخك شرط أنت مطعون في.....إذا ما خاب حدسي فيك وإلا ما يقول هلكلام شريف ونظيف!
ايييه ياسيد
سيدنا لا الحكام يعتبرون ولا وعاظهم يعتبرون وبظلون في غيهم واجرامهم ليوم القيامة ولو فعلا الناس تعتبر من التاريخ ماحتاج رب العباد لارسال 124 الف نبي ومثلهم وصي
مصدر التعليق " تغفيل "
اذا كنت تقصد تعليقي يا اخي يا ابا عبدالله المعنون " تغفيل " فستجد المصدر هو كتاب تاريخ المشرق العربي ( 1516 -1922 ) للدكتور عمر عبد العزيز عمر صفحة " 50 " والمتعلق بالنظام الاداري في الدولة العثمانية
محد
محد مخوفكم إلا أبو عدي حتي وهو ميت
ويش فعل بالكويت
هل يغتفر ما فعلة بالكويت
اضحكتنا
هههه هل شاهدت كيف كان مصيره؟ لقد اختفى لمدة 7 اشهر في حفرة تحت الارض من الخوف ولما وشى به احد حراسه وجدوا القمل في شعره. هذه اكبر العبر لمن يعتبر.
هزلت
ما حد ذكر ربك حتى تهلوس. كان هارب من الاحتلال ولو كان رجل لواجه بالنبندقية التي كان يلوح بها للشعب العراقي ليخيفه. بطل العروبة قال. هزلت.
مسكين يا صدام
خانوك الحكام العرب
وتباكوا عليك الحين
بوعبداللة
ياريت تذكر المصدر الذى تسوغ فية تبصيرك و تنظيرك
وعاظ السلاطين
الباحث العراقي المعروف علي الوردي فصص منعرجات هذا الفكر في كتابه المشهور(وعاظ السلاطين) وبين بشكل مؤسس على الحقائق الاثر السلبي لوعاظ السلاطين على مسار نهج الشورة التي ارسى قواعدها نبي الامةسيدنا محمد(ص)
يستوقفني في هذا السياق ماقراته في كتاب المفكرالمصري محمدحسنين هيكل في كتابه(خريف الغضب)حيث وثق حكاية لقاء وزير خارجيةالشاه السابق عندعودته من منفاه وسط الهيجان الشعبي حيث سأله ما الفرق بيني وابي الشعب كان يهتف بحياته بينما يهتف بمماتي فقال ابوك رفع شأن المخلصين وانت عليت من شأن الوشاةوالمنافين
تغفيل
هل تعلم يا سيد أنّ بعض وعاظ السلاطين وشيوخ الإسلام قد بلغ يبعضهم الأمر خاصة في عصر الدولة العثمانية وبالتحديد في عهد السلطان محمد الثاني الذي اصدر مرسوماً منح فيه السلطان الجديد الحق في قتل إخوته البالغين حتى لا ينازعه احد منهم على العرش في المستقبل! وبرر ذلك أمام نفسه وأمام الناس بأن غرضه منه هو " سلام الدنيا والعالم " والغريب أنّ رجال الفتوى أعلنوا أنّ هذا القرار غير متعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية ،وللعلم أن الكثيرين لا يزالون يمجدون الدولة العثمانية ويعتبرونها حارسة الاسلام .
احسنت ولكن..
الشورى الاسلامية ليست الاصل في الحكم بل التعيين من قبل الله تعالى يجب عدم اغفال هذا النص
ربيع سقوط نظرية ولاة الأمر
أحسنت أخي قاسم حسين مقال في الصميم
بعد بزوغ فجر الربيع العربي أخذ المسمين بولاة الأمر يتساقطون الواحد تلو الآخر فمنهم من هرب من البلاد ومنهم من سجن ومنهم من قتل وغيرهم والبعض يترنح وأصبح سقوطه لامحال وعليه إختيار الطريقة فقط وللأسف البعض لازال متمسك بتقديس من يسميهم بولاة الأمر والغريب أنهم يقدسون هذا الحاكم ويحاربون ذلك الحاكم أي عقل وأي تناقض نرى .
محتار
وين رأيحه
سألو المطنزه قالوا لها وين رأيحه قالت رأيحه آتطنز\r\n
تلك سنة الله في خلقه
تلك سنة الله في خلقه هل ترى من مبدل لها تتعاقب الملوك ويسجل
التاريخ سيرهم وأعمالهم وتنشر صحائفهم في الدنيا قبل الاخرة
الدين أسير السياسة
الدين سابقا وما ز ال في بعض بلداننا مأسورا في أسوار القصور يبث منه ما يريدون وبالوجه او الكيفية التي يريدون وشاركهم الآن الى أمراء الحرب والجهاد او دعاتهم جعلوا من القتل غاية المرء المؤمن سواء له او للمختلف معه