العدد 3766 - الجمعة 28 ديسمبر 2012م الموافق 14 صفر 1434هـ

هل تواجه وسائل الإعلام الاجتماعية لحظة الحقيقة

سان فرانسيسكو - د ب أ 

تحديث: 12 مايو 2017

في نهاية العام الماضي ، كانت التساؤلات الكبرى التي تتداولها وسائل الاعلام الاجتماعية هي متى سيتم طرح موقع (فيس بوك) الاجتماعي الالكتروني في البورصة وما هو المقابل.

ولم يستغرق الامر كثيرا ليتم الاجابة على هذه التساؤلات.

ففي شباط/فبراير 2012 ، تقدمت الشبكة الاجتماعية العملاقة بطلب لطرح اسهمها بالبورصة بقيمة 106 مليار دولار ، وسط حالة من الهرج والمرج لم تحدث منذ فقاعة الانترنت ، أو ما يعرف باسم فقاعة دوت كوم ، في عام 2000.

وكان ذلك عندما وافق عملاق الاعلام تيم وارنر على الاندماج مع شركة خدمات الانترنت والاعلام المحلقة (ايه او ال) "في صفقة القرن" بقيمة 182 مليار دولار.

ومع ذلك لم يكن المداد الذي كتبت به الصفقة قد جف بعد عندما انفجرت فقاعة الانترنت لتتحول الصفقة إلى واحدة من أسوأ صفقات الاندماج الفاشلة في التاريخ.

واستخدمت مجلة وول ستريت جورنال كلمة "الفشل" أيضا لوصف مصير الاسهم القياسية لفيس بوك والتي طرحت في 18 ايار/مايو الماضي عندما تسبب فشل نظام التداول وتدخل ضامنو الاكتتاب في انخفاض سعر السهم لأقل من المستوى الذي طرح به.

ولكن بحلول نهاية ايار/مايو فقدت الاسهم ربع قيمتها لتهوي الى 55ر17 دولار للسهم في ايلول/سبتمبر.

وبدا أن ملك وسائل الاعلام الاجتماعية وعملاق الانترنت الذي يضم أكثر من مليار عضو ناشط ، وكأنه يواجه لحظة الحقيقة ووجدها غائبة للغاية.

وكان الفيس بوك ظل شاحب لم يستطع تبرير قيمته حسبما يرى أصحاب الأراء السلبية.

ولكن لحسن الحظ لم يتخلص مستثمرو المدى الطويل من أسهمهم في تلك المرحلة.

فقد أنتفض الفيس بوك بمنصة اعلانات قوية وطرق جديدة لكسب المال مثل خدمة الهدايا التي تسمح للاعضاء بشراء هدايا لأعضاء آخرين وهي حيلة مفيدة وبسيطة عندما يكون لديك مليار عيد ميلاد على الملف الخاص بك.

وكانت ايضا المخاوف من تمرد المستخدمين على تواجد وتواصل تيار وسائل الاعلام الاجتماعية في كل مكان ، لا أساس لها من الصحة.

فبينما قد لا يكون الفيس بوك يكسب حاليا مستخدمين جدد بنفس المعدلات التي كان عليها عندما كان في بداياته ، فإن مواقع أخرى مثل تويتر وجوجل بلس وبينترست لاتزال تفعل ذلك.

ولايزال فيس بوك نفسه ، ذا شعبية هائلة حيث قضي مستخدم الانترنت الامريكي ثمانية ساعات شهريا فى المتوسط على الموقع في ايلول/سبتمبر حسب احدى الاحصائيات.

ويقول الخبراء ان تأثير هذه المواقع لا مثيل له.

ويقول بات كينسل ، الرئيس التنفيذي لشركة تدعى (سبنديل) تعمل على فحص وسائل الاعلام الاجتماعية من أجل جمع معلومات تعني مستخدمين محددين "بشكل أجمالى ، نخلق أقيم مصادر المعلومات في تاريخ البشرية".

وأضاف أنه "بينما يتم يوميا تحميل 300 مليون صورة على الفيس بوك وكتابة 400 مليون تغريدة على تويتر ، فإنه يجري توثيق ومناقشة كل شخص ، ومكان ، وحدث ، وموضوع ، ومنظمة". ويقول الخبير في وسائل الاعلام الاجتماعية دالي بسكين بينما اثبتت وسائل الاعلام الاجتماعية اهميتها كأداة اتصالات في ثورات الربيع العربي ، فإن الاهتمام الضخم التي حصلت عليه اثناء الصراع الاخر في قطاع غزة عزز مدى التغير الضخم الذى شهده تدفق المعلومات. وأضاف "وفي الوقت نفسه ، أستخدم المدنيون على الجانبين تويتر لابلاغ العالم عما يجري ، وفي الغالب بشكل أسرع مما قد يستغرقه اي صحفي".

ولا يعد هذا الاستخدام لوسائل الاعلام الاجتماعية أمرا عابرا.

فالعالم عرف لأول مرة عن العملية العسكرية التي قتل فيها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عندما دون مواطن باكستاني تغريدة على تويتر عن المروحيات الغربية التي هبطت في الحي الذي يسكن فيه.

وقال بسكين في مدونة على موقعه الالكتروني (ويميديا دوت كوم) "المزيد قادم.. أوجه التكنولوجيا الموظفة حول العالم ستسرع من ادخال الديمقراطية على وسائل الاعلام وتمكين باقي الكوكب ، باستثناء انه سيكون هناك المزيد من الفوضى بينما نتبنى سبلا جديدة للتواصل".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً