العدد 3766 - الجمعة 28 ديسمبر 2012م الموافق 14 صفر 1434هـ

بنديكتوس السادس عشر يريد مسيحيين مناضلين في المجتمع

دعا بنديكتوس السادس عشر الكاثوليك في نهاية 2012 الى ان يدافعوا بقوة عن ايمانهم على كل الجبهات، من العائلة الى العدالة الاجتماعية على ان يتحالفوا اذا امكن مع مؤمنين آخرين وغير مؤمنين.
"سنة الايمان" التي اطلقها في تشرين الاول/اكتوبر هذا البابا اللاهوتي والفيلسوف، هي على ما يبدو مناسبة للاستعداد للمعركة فيما يتبنى النواب الغربيون اصلاحات حول زواج مثليي الجنس والانتحار والاصطفاء الوراثي.
وفيما تغيب المسيحية وخصوصا بين الشبان، فتح البابا حسابا ليبعث لهم برسائل على تويتر ووقع مقالة في صحيفة الفايننشال تايمز.
ومضمون تلك الرسائل هو: الله لم يمت "انه يطرق ابوابكم".
وخلال قداس الميلاد، اعرب البابا عن اسفه لان "الفكر المعاصر ليبدو جديا، يجب ان يبنى بطريقة تجعل فرضية الله سطحية. لا مكان له".
ودعا البابا في الفايننشال تايمز المسيحيين الى القيام بخيارات متماسكة. سواء عملوا في البورصة او كانوا نوابا.
ومسائل العادات والتقاليد ليست وحدها التي تقلق الكنيسة، بل ايضا المواضيع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمالية.
واضاف البابا "عندما يرفض المسيحيون الانحناء امام الالهة المزيفة، فمرد ذلك ليس نظرة قديمة للعالم بل لانهم مشبعون برؤية نبيلة للمصير البشري الذي لا يستطيعون القيام بأي تسوية في شأنه".
وتقضي كلمة السر بأن يدافع المسيحيون عن معتقداتهم حتى عندما تكون مخالفة للتيار.
وعاد بنديكتوس السادس عشر الى فكرته الاساسية، وهي الحوار البناء مع الملحدين ومع اتباع الديانات الاخرى "بحثا عن الحقيقة".
ويقول البابا ان "التحالف" معهم ممكن حول مواضيع اخلاقية يتعرض فيها "العقل" و"القانون الطبيعي" للخطر.

وبموجب هذا المنطق، تحدث عن حجة الحاخام الاكبر لفرنسا جيل برنهايك التي تعارض تبني المثليي الجنس للاطفال.
ويقول بنديكتوس السادس عشر ان المبادىء التي تدافع عنها الكنيسة "ليست حقائق ايمانية، انها مدرجة في الطبيعة البشرية ويمكن التحقق منها بالعقل".

ويضيف ان تغييرات في بعض الحقائق (الزواج وبداية الحياة ووضع حد للحياة ...) ستتسبب "بجرح خطير للعدالة والسلام".
ويستنفر البابا ألمع المفكرين في هذه المعارك.

من الحارس الجديد للعقيدة غيرهارد لودفيغ مولر الى بطريرك ميلانو انجيلو سكولا مرورا ب "وزير" الثقافة جانفرانكو رافاسي.
وقال الخبير في الشؤون الفاتيكانية ساندرو ماجيستر "الى جانب بنديكتوس السادس عشر، تتشكل مجموعة صغيرة من الاساقفة لكنها تتمتع بنفوذ ... وهم يبدون حرصا شديدا على ابداء اراء تتعلق بالمسائل الاساسية للثقافة والمجتمع التي تتمحور حول الانسان".
وشكك المونسنيور سكولا على سبيل المثال في منتصف كانون الاول/ديسمبر بحياد "العلمانية على الطريقة الفرنسية" التي تقلص الايمان الى النطاق الخاص.
وقال ان "الدولة المسماة حيادية تتبنى ثقافة معينة هي العلمانية، بقانون يصبح هو الثقافة المهيمنة وقوة سلبية ايضا بالنسبة الى هويات اخرى ولاسيما الدينية الموجودة في المجتمع المدني الذي يميل الى تهميشها وبالتالي الى استبعادها".
واخذ المونسنيور مولر على "الالحاد الجديد" المعاصر بأنه يخضع كل شيء لمقاربة علمية وتتعامل مع المؤمن على انه "طفيلي".
من جهته، اضفى المونسنيور رافاسي في نهاية الاسبوع لمسة تتسم بمزيد من الفرح حتى لو كان غير معقول، مشيرا في مقالة عن "حنان الله" الى كتابات للمفكر الملحد الفرنسي جان-بول سارتر حول اندهاش مريم بولادة يسوع.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً