أكد رئيس جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر زكريا الكاظم أن شهر أغسطس/ آب 2012 سجل أعلى معدل في ارتفاع عدد ضحايا مرضى السكلر، إذ خطف المرض 10 ضحايا في شهر واحد.

وأوضح الكاظم أن البحرين سجلت 45 وفاة منذ مطلع عام 2012 حتى شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري، في الوقت الذي كان قد بلغ عدد الوفيات في 2011، 32 وفاة.

وأشار الكاظم إلى أن ارتفاع عدد الوفيات غير مقبول، والمسئول الأول هو وزارة الصحة، فهي المسئولة عن أرواح المواطنين، وخصوصاً بعد تدني مستوى الخدمات الصحية في البحرين أمام ما تنفقه الحكومة من أموال طائلة لرفع مستوى الخدمات الطبية، مبيناً أنه على رغم جهود الحكومة هناك إخفاقات في الجهاز الصحي، إذ إن الخلل قد يكمن في عدم وضوح الرؤية أو عدم توحيد الجهود، في الوقت الذي يحاول فيه وزير الصحة صادق الشهابي بذل المزيد من التقدم، في حين أن هناك الكثير من العقبات.

ولفت الكاظم إلى أن «الجمعية لا تستطيع تشخيص الخلل، إذ إن إننا نؤكد وجود خلل في الوزارة، فالأخيرة تحتاج أن تكون أكثر شفافية لمعرفة أسباب الخلل».

وذكر الكاظم أن رئيسة لجنة السكلر شيخة العريض ذكرت مسبقاً أن وفيات مرضى السكلر تشكل 2.5 في المئة من إجمالي الوفيات، مبيناً أنه في حال كانت وفيات السكلر تشكل هذه النسبة، فهذا يدل على أن هناك حالات وفاة تقع بين مرضى الأمراض المختلفة.

وأكد الكاظم أن ارتفاع معدل وفيات السكلر غير مقبول، وتسبب في إثارة الرأي العام، لذا فإن عدم الكشف عن وفيات باقي الأمراض يدل على وجود خلل حقيقي، فإذا كانت نسبة وفيات السكلر 2.5 في المئة، فماذا عن نسبة الوفيات بين مرضى السكري ومرضى السرطان والكلى والربو، مشيراً إلى أنه في حال كان هناك جمعيات لهؤلاء المرضى لكان هناك تصد واضح لارتفاع عد الوفيات، مؤكداً أن الوزارة بحاجة للكشف عن بقية النسب.

وذكر الكاظم أن هناك حاجة إلى أن تقوم وزارة الصحة بمعرفة الخلل، وخصوصاً إذا كان الخلل إداريا، مبيناً أن الوزارة تحتاج إلى تفعيل مبدأ المصارحة، إلى جانب الحاجة إلى تغيير إدارة البنية التحتية، إذ إن هناك سوءا في إدارتها، لمعرفة من سبب المشكلة، وذلك لتشخيص الخطأ.

وأكد الكاظم أن الجمعية لا تعمل ضد الوزارة، إلا أن على الأخيرة أن تعترف بوجود الخلل، فتشخيص الخلل سيكون بداية خطة لتغيير الواقع نحو الأفضل، مبيناً أن مساءلة الوزارة بشأن وفيات السكلر ليس لإحراج الوزارة وإنما مساعدة بقية المرضى من الموت المحتوم.

وفي سياق متصل أشار الكاظم إلى أن شهر أغسطس في كل عام يسجل أعلى معدل في وفيات مرضى السكلر، فهو شهر تكثر فيه نوبات المرض، في الوقت الذي يقل فيه عدد الوفيات في شهر ديسمبر من كل عام.

أما بشأن تقييمه للجهاز الصحي فيما يتعلق بمستوى الخدمات الصحية المقدمة لمرضى السكلر، فأكد الكاظم أن الجهاز الصحي بالأحداث التي مرت بها البحرين في 2011، مازال متأثرا حتى هذا الوقت.

وأشار الكاظم إلى أن الصحة تواجه بعض الصعوبات، إلا أن حل هذه الصعوبات مرتبط بالحل السياسي، في الوقت الذي لا يود فيه المرضى أن تكون حياتهم معلقة بالوضع السياسي.

وذكر الكاظم ان وضع مرضى السكلر يتحمله الجميع، فأي تأخير في الوصول لحل سياسي سيجعل المرضى مهددين، لذا لابد من الإسراع لتغيير واقع البحرين، فمرضى السكلر خصوصاً يعيشون على الخدمات الصحية المقدمة لهم، وتأثر الجهاز الصحي يشعرهم بالتهديد، مشيراً إلى أن الجهاز الصحي لا يتعرض لأزمة سياسية، إنما تأثر بالأزمة السياسية التي أدت إلى تدني مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمرضى مقارنة بالأعوام الماضية.

ومن المشار إليه أن السكلر حصد أرواح 32 بحرينياً في العام (2011)، في حين أن عدد الضحايا في 2012 بلغ حتى الآن 45 ضحية، فيما حصد أرواح 35 بحرينياً في العام (2010) أي بزيادة 10 أشخاص عن عدد الذين رحلوا ضحية المرض في العام قبل الماضي (2009)، إذ كان عدد ضحايا المرض فيه 25 مريضاً بالسكر، و3 مرضى بالثلاسيميا.

والجدير بالذكر أن مرض السكلر بحسب إحصاءات وزارة الصحة احتل المرتبة التاسعة فيما يتعلق بأسباب الوفاة في البحرين، في الوقت الذي شكلت فيه باقي الأمراض كالقلب والذبحة الصدرية والسرطان المراتب الأولى.