العدد 2477 - الخميس 18 يونيو 2009م الموافق 24 جمادى الآخرة 1430هـ

يوم المعذبين

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

يصادف يوم السادس والعشرين من يونيو/ حزيران اليوم العالمي لدعم ضحايا التعذيب، ولا أحد يمكنه تجاهل الأهمية التي يمثلها هذا اليوم لبلد مثل البحرين.

ما يؤسف له أن سجلات المنظمات الحقوقية الدولية بما فيها التابعة للأمم المتحدة لا تخلو من تاريخ البحرين غير الناصع في هذا النوع من الانتهاكات، فما أكثر المخالفات المضبوطة دوليا ضد البحرين التي كانت رحلتها مع انتهاكات التعذيب طويلة جدا، وبلغت أوجها في تسعينيات القرن الماضي، وعلى الرغم من أن البحرين وقعت على اتفاقية مناهضة التعذيب مؤخرا-وهي خطوة في الاتجاه الصحيح وتحسب للبحرين- إلا أن القضاء وللأسف مازال يدوّن بين دفتيه دعاوى جديدة للتعذيب بين الحين والآخر.

اليوم إذ لا يفصلنا عن اليوم العالمي للمعذبين سوى أسبوع واحد فقط، فهل سنشهد في البحرين مبادرة شجاعة، تأخذ بيد من رزحوا تحت وطأة التعذيب لرد اعتبارهم وتعويضهم عن شيء من وجع السياط الذي لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما محوت بصمة واحدة من بصماته السوداء من ذاكرة المعذبين خلف القضبان؟

يجب أن نتذكر في هذا اليوم أن الأمم لا يمكن أن تنتقل من حقبة إلى أخرى إلا عبر جسر العدالة الانتقالية، العدالة التي تمسح دموع ضحايا الحقبة السالفة حتى يتذوق الناس طعم الحقبة التي تليها، ويجب التذكر في هذا اليوم أن في البحرين من فقد بصره، ومن انكسر ظهره، ومن أعيقت يداه أو رجلاه، بل من فقد عقله بفعل ألوان التعذيب المختلفة، فضلا عمن فقد حياته، وهو زهرة لم تتفتح أوراقها على ضفاف الحياة بعد، ولكنه خرج من السجن إلى القبر، وكل تلك المآسي هي دموع تنتظر من يمسحها، وجراح تنتظر من يضمدها، فهل سيكون السادس والعشرون من يونيو الجاري هو يوم تضميد الجراح، أم هو يوم ذكرى الألم فقط، من دون أن تتحرك عجلة الظلام دورة واحدة في اتجاه النور.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 2477 - الخميس 18 يونيو 2009م الموافق 24 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً